الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عالم البصمات فى زمن الكورونا


كل إنسان يترك أثارًا على وجوده، و هذه الأثار تعتبر بصمات على تواجد الإنسان فى مكان ما ، له بصماته المميزة التى لا يشاركه فيها أحد حتى لو كان توأمه المتماثل. 

تغلغلت  ثورة البصمات فى حياتنا اليومية حتى أننا نجد حاليًا في بعض السيارات الحديثة أجهزة تتعرف علي شخصية صاحبها من بصمات رائحة عرقه أو صوته أو وجهه .

يشمل عالم البصمات بصمات الأصابع، و بصمة المشى، و بصمة العرق، و بصمة الشعر، و البصمة الوراثية،و بصمة الصوت،و بصمات العين، و بصمة الوجه، و البصمة الميكروبية، و البصمة الحرارية،و بصمات الأصابع. 

البصمة الميكروبيه للإنسان : تشمل 400 نوع من البكتيريا النافعة ( الميكروبيوم ) التي تستوطن الأمعاء ، و تعزز المناعة ، و تحمى الإنسان من مائة نوع من البكتيريا الضارة . 

تختلف كمية وتركيب البكتيريا النافعة من إنسان لإنسان بصورة مميزة حسب عمر الإنسان ، و النمط الغذائى و الحالة المناعية ، و تتغير عند رواد الفضاء عند سفرهم خارج الأرض .

 يبلغ تعدادها فى الشخص الطبيعى الذى لا يتناول المضادات الحيوية بصورة عشوائية 100 بليون ، أما وزنها فيصل إلى 1.5 كجم . يقل تنوع الميكروبيوم مع تقدم العمر ، مما قد يساعد في تفسير بعض التغييرات المرتبطة بالعمر التي نراها في الاستجابات المناعية خاصة عند المسنين فى زمن كورونا كوفيد-19، لذا من الضروري الحفاظ على ميكروبيوم سليم طوال الحياة. هناك صلة بين تركيبة الميكروبيوم والالتهاب - وهي إحدى السمات المميزة للاستجابة المناعية. تنتج بكتيريا الأمعاء العديد من المواد الكيميائية المفيدة للمناعة.

هناك أدلة متراكمة من دراسات أجريت على الحيوان والبشر تدل على أن ميكروبيوم الأمعاء له دور سببي في تنظيم التمثيل الغذائي ، و يتجلى عند حدوث خلل به كما فى  مرض السكري والسمنة ، وهما من عوامل الخطر لمرض كورونا كوفيد-19 الشديد.

تنظم ميكروبات الأمعاء النافعة المناعة ضد العدوى الفيروسية بما في ذلك الفيروسات التنفسية ، وربما كوفيد-19 . يحدث هذا من خلال تفعيل آليات المناعة المضادة للفيروسات والوقاية من الالتهابات المفرطة. التنوع  فى أعداد البكتيريا الصديقة المعوية ، يشجع على انخفاض كيمياء الالتهاب فى الجسم ، و  يمكن أن يؤثر على الاستجابة المناعية. 

تتعرج بشرة الجلد بين نتوءات بارزة أعلى من سطح الأصابع ، و منخفضات أعمق من سطح الأصابع . تفيد هذه التوليفة الربانية فى سهولة الإمساك بالأشياء ، ولولاها ما تمكن البشر من التقاط الأشياء بدقة. ساهمت التقنيات الحديثة خاصة الليزر فى التعرف على البصمات الكامنة التي تتراكم طبيعيًّا على الأوراق أو الأقمشة بسبب العرق والدّهون التى تتواجد على أصابع اليد . قيافة الأثر هى  تتبع أثار الأقدام والأخفاف والحوافر ، و هى فن إشتهر به العرب . من الممكن التمييز بين قدم الطفل وقدم الشاب و قدم الشيخ و قدم الأنثى و قدم الذكر.

البصمة الحرارية : الأجسام مصدر للطاقة التى تقع في حيز الأشعة تحت الحمراء . البصمة الحرارية تُستخدم كوسيلة للتمييز بين المصادر الإشعاعية، حيث يمكن الوصول إليها عن طريق التحليل الطيفي للمكونات الإشعاعية . تستخدم كاميرات المراقبة الحرارية المعتمدة على الأشعة تحت الحمراء في المراقبة و حراسة الطرق و الحدود والسواحل، حيث تقوم برصد ومتابعة تحركات الأعداء والمجرمين والمختبئين و المفقودين ، و دراسة تحركات اللصوص من الاثار الحرارية التي تتركها أقدامهم على الأرض وتحديد فترة الاعتداء ومتابعة المسروقات. 

بصمة العرق ، العرق يميز الإنسان و الدليل أن الكلاب البوليسية تستخدم حاسة الشم للتعرف على المجرمين . تتعرف الكلاب على قطعان الماشية التى تحميها وتتبعها . تستطيع بعض الكلاب شم ما تحت سطح الأرض إلى 40 قدمًا . مركز الشم عند الكلب أكبر من مثيله عند الإنسان أربعين مرة مقارنة بالحجم . و يستطيع الكلب المدرب أن يميز بين رائحة توأمين متطابقين تمامًا . يستطيع الكلب تمييز الروائح حتى بالتركيزات الضعيفة جدًا ، و بتركيز مائة مليون مرة أقل عن التركيزات التى يستطيع البشر شمها ! بصمة رائحة عرق النبى  يوسف عليه السلام ساعدت أبيه يعقوب عليه السلام على التعرف عليه. 

بصمة الشعر : من عينات الشعر نستطيع معرفة الأماكن التى زارها الشخص منذ شهور مع نمو الشعر ، وهذا يكشف حالات الكذب ‏ عند إنكار التواجد فى مكان ما . يفقد الإنسان من 40 الى 80 شعرة يوميا ، كما يفقد الكثير من شعر المجرمين خلال الاحتكاك بالضحية أو التشبث أو الشد بشعر الجانى ، لذا فمن المفيد البحث عن الشعر فى موقع الجريمة ! الحمض النووي للشعر يفيد فى تحديد الشخص المشتبه به ، و تحديد الأبوة . 

بصمة الحمض النووي (DNA) : أصبحت البصمة الوراثية أحد الأدلة الرئيسية في علم الطب الشرعى منذ سنة 1984 . جزئ الحمض النووي (DNA) موجود في كل خلية من خلايا الجسم ، وهو بمثابة سجل شخصى كامل عن المعلومات الوراثية التى تحدد صفات الإنسان . الحمض النووي يقاوم عوامل التحلل والتعفن لفترات طويلة تصل الى عدة شهور . من الممكن عن طريق فحص DNA فى اللعاب المستخدم للصق طابع بريد أو لغلق خطاب التوصل للشخص المرسل لأى رسالة بريدية.  يفيد أيضا فحص DNA فى  اثبات البنوة و الأبوة ، و إِثْبات درجة القرابة فى قضايا الإرث ، و التعرف على المجرمين.

البصمة الصوتية : تستخدم فى تأمين الممتلكات الخاصة ، و فتح الأقفال المغلقة ، أو أجهزة الكومبيوتر ، أو الخزائن الهامة ، أو الأبواب أو المصاعد الكهربائية . بصمات العين : تستخدم للتحقق من الشخصية منذ عام 1980 فى الولايات المتحدة الأمريكية.  تزود ماكينات صرف النقود ببصمة القزحية للتعرف علي العملاء من خلال بصمات عيونهم .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط