ونبه أن هذه المساجد على التوالي من الشمال إلى الجنوب هي: « مسجد الفتح، مسجد سلمان الفارسي، مسجد أبي بكر الصديق، مسجد عمر بن الخطاب، مسجد علي بن أبي طالب، مسجد فاطمة الزهراء، ويسمى أيضا الأخير بمسجد سعد بن معاذ».
وذكر
الدكتور على جمعة، في وقت سابق، أن جبل أحد يقع في الجهة الشمالية من المدينة المنورة، وهو سلسلة متصلة من الجبال يمتد من الشرق إلى الغرب، ويميل نحو الشمال قليلا، يبلغ طوله سبعة كيلومترات وعرضه ما بين 2- 3 كيلومترات.
وأفاد عبر « الفيسبوك» بأن
معظم صخور جبل أحد من الجرانيت الأحمر، وفيه أجزاء تميل ألوانها إلى الخضرة الداكنة والسواد وتتخلله تجويفات طبيعية تتجمع فيها مياه الأمطار، وتبقى معظم أيام السنة؛ لأنها مستورة عن الشمس، وتسمى هذه التجويفات (المهاريس).
وأكمل:
تنتشر على مقربة منه عدة جبال صغيرة، أهمها جبل ثور في شماله الغربي، وجبل عينين في جنوبه الغربي، ويمر عند قاعدته وادي قناة ويتجاوزه غربًا ليصب في مجمع الأسيال، ويرتبط اسم هذا الجبل بموقعة تاريخية وقعت في السنة الثالثة للهجرة، وسميت باسمه وهي "غزوة أحد"، وكان ميدانها الساحة الممتدة ما بين قاعدته الجنوبية الغربية وجبل عينين الذي يبعد عنه كيلومترا واحدا تقريبًا، ويسمى أيضًا جبل الرماة.
وواصل: "ورغم أن
هذا الجبل تشرف بأنه في مدينة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا أن هذا الشرف تضاعف كثيرًا لحب رسول الله صلى الله عليه وسلم له، وإخباره بأن هذا الجبل أيضا يحبه ويحب المسلمين، فعن أبي حميد قال: (أقبلنا مع النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك، حتى إذا أشرفنا على المدينة قال : هذه طابة، وهذا أُحد جبل يحبنا ونحبه) [رواه البخاري ومسلم]".
وأردف: "كما أن هذا الجبل الأشم استجاب في خضوع وطاعة لأمر حبيبه وسيده النبي صلى الله عليه وسلم عندما ركله برجله الشريفة لما اهتز أحد به هو وأصحابه، فقد صح عن أنس -رضي الله عنه- « أن النبي -صلى الله عليه وسلم- صعد أحدًا وأبو بكر وعمر وعثمان، فرجف بهم، فضربه برجله وقال : اثبت أحد، فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيدان»، [رواه البخاري ومسلم]". وأشار
مفتي الجهورية السابق إلى أنه ذكر في محاضرة من محاضراته بصورة عابرة أن
الحاج المصري قد انقطع عبر التاريخ أكثر من ثلاثين مرة، و أنه سُئل مرة عن مدى دقة هذه المعلومة وعن صحتها، فرجع إلى كتب التاريخ التي كان قد قرأتها من سنين طوال وارتسمت في ذهنه هذه المعلومة منها.
وأضاف «
جمعة» عبر « فيسبوك» أنه تبين له من بحث له
بعض الحقائق التي أرد أن يشارك فيها القارئ الكريم، لافتًا: « وأنا أدعو الله -سبحانه وتعالى- ألا ينقطع الحاج المصري، وأن يقينا البلاء والوباء، وأن يحفظ مصر وسائر بلاد العرب والمسلمين من كل سوء، بل أن يحفظ العالم كله من هذه المصائب والأمراض، إنه سميع قريب مجيب الدعاء».
وأكد
عضو هيئة كبار العلماء أنه باستعراض كتب التاريخ تبين له الحقائق التالية، أبرزها:
الحج قد انقطع من بعض الجهات لعوارض متعددة منها: البرد الشديد، انتشار الأمراض والأوبئة، العطش، الاضطرابات السياسية، عدم الاستقرار الأمني، الغلاء الشديد والاضطراب الاقتصادي، اضطراب الجو وثوران الرياح والعواصف، وفساد الطرق.
وتابع المفتي السابق أن
انقطاع الحج ومعرفة علماء الأمة به تؤيد اختيارنا في ترتيب المقاصد، وأن حفظ النفس مقدم، فإن التصرف العملي الذي جرى بدون نكير من العلماء، والبعيد عن النقاش النظري في المسألة، رجح حفظ النفس عند قيام المخاطر على المضي في الحج.
ولفت إلى أنه من طرائف ما قرأت ما ذكره الجبرتي في كتابه (عجائب الآثار) في المجلد 3 صفحة 606 وهو يتكلم عن أحداث سنة 1235هجري حيث قال: وفي سابع عشرة وصل الحاج المصري ومات الكثير من الناس فيه بالحمى، وكذلك كثرت الحمى بأرض مصر، وكأنها تناقلت من أرض الحجاز وكأنه يشير ويقر بانتقال الأوبئة وإدراكهم لهذه الحقيقة الكونية.
وأكمل أن
انقطاع الحاج المصري على قسمين: قسم انقطع معهم الحج من كل مكان، وقسم انقطع الحج منهم فقط أو منهم ومن الجهات وإن كان قد ورد الحاج من جهات أخرى, فإن هناك سنين وإن كانت قليلة انقطع الحج فيها بالمرة.
وبين أن
الذهبي ذكر في كتابه (تاريخ الإسلام) مجلد 23 صفحة 374 في أحداث سنة 316 هجري: ولم يحج أحد في هذه السنة خوفا من القرامطة، كما قال ابن تغري بردي في كتابه (النجوم الزاهرة) مجلد 3 صفحة 227 في أحداث سنة 317 هجري: قال أبو المظفر في مرآة الزمان: والظاهر أنه لم يحج أحد من سنة سبع عشرة وثلاثمائة إلى سنة ست وعشرين وثلاثمائة خوفا من القرامطة. -فهذه عشر سنين-.
وألمح إلى ما ذكره ابن كثير في (البداية والنهاية) مجلد 11 صفحة 265 في أحداث سنة 357 هجري: وفيها في تشرين عرض للناس داء الماشري فمات به خلق كثير وفيها مات أكثر جمال الحجيج في الطريق من العطش ولم يصل منهم إلى مكة إلا القليل بل مات أكثر من وصل منهم بعد الحج، وفي النجوم الزاهرة وتاريخ الإسلام في تلك السنة لم يحج أحد من الشام ولا من مصر,، وفي سنة 390 هجري
انقطع الحاج المصري في عهد العزيز بالله الفاطمي لشدة الغلاء (راجع موقع بيت المقدس للدراسات التوثيقية).
واسترسل أنه في سنة 419 هجري لم يحج أحد من أهل المشرق ولا من أهل الديار المصرية (كما في البداية والنهاية لابن كثير مجلد 12 صفحة 25)، وفي صفحة 29 في أحداث سنة 421 هجري: وفيها تعطل الحج أيضا سوى شرذمة من أهل العراق ركبوا من جمال البادية من الأعراب ففازوا بالحج، وفي صفحة 45 في أحداث سنة 430 هجري: ولم يحج أحد فيها من العراق وخراسان ولا من أهل الشام ولا مصر إلا القليل.
وأردف أنه
في أحداث سنة 492 هجري حل بالمسلمين ارتباك وفقدان للأمن في أنحاء دولتهم الكبيرة بسبب النزاع المستشري بين ملوكهم, وقبل سقوط القدس في يد الصليبيين بخمس سنوات فقط لم يحج أحد لاختلاف السلاطين. وفي تاريخ الإسلام مجلد 39 صفحة 11 في أحداث سنة 563 هجري: لم يحج المصريون لما فيه ملكهم من الويل والاشتغال بحرب أسد الدين. وفي مجلد 47 صفحة 63 في أحداث سنة 648 هجري: لم يحج أحد من الشام ولا مصر لاضطراب الأمور (راجع أيضا كتاب النجوم الزاهرة المجلد 7 صفحة20).
واسترسل أنه من سنة 654 هجري إلى سنة 658 هجري لم يحج أحد من سائر الجهات سوى حجاج الحجاز (حسن الصفا والابتهاك ص122). وفي كتاب (السلوك) للمقريزي المجلد الثاني صفحة 72 في وصف أحداث سنة 699 هجري ورد: ولم يحج أحد في هذا العام من مصر لا في البر ولا في البحر، كما ذهب الدكتور صبري أحمد العدل المدير السابق لوحدة البحوث الوثائقية أنه في عام 1799م (الموافق 1213هجري) توقفت رحلات الحج أثناء الحملة الفرنسية لعدم أمان الطريق.
واستكمل أنه أكد بعد ذلك (كما في الجبرتي) أن
الحج انقطع من سنة 1223هجري بسبب الخلافات بين مصر والسعودية ولمدة عشر سنوات،
وفي سنة 1928ميلادي حدث ما يسمى بحادث المحمل المصري وتسبب عنه انقطاع الحج تماما من مصر، وبذلك يكون عدد ما ذكرناه من توقف الحج المصري عبر التاريخ نحو أربعين مرة، مختتمًا: «ولله الأمر من قبل ومن بعد، وإنا لله وإنا إليه راجعون».