الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

على غرار فاجعة بيروت.."مزدة" مدينة ليبية معرضة للانفجار في أي لحظة

انفجار مستودع الأسلحة
انفجار مستودع الأسلحة في ليبيا

أثار انفجار مرفأ بيروت المدمر، التذكير بحقيقة مقلقة وهي أن آلاف الأطنان من نترات الأمونيوم المخزنة بشكل غير آمن في ميناء تلك المدينة -والتي كانت سببا في هذا الانفجار- ليست الموقع الوحيد المعرض لخطر التفجير التلقائي.

وفي 4 أغسطس الجاري، انفجر حوالي 2750 طنا من نترات الأمونيوم المخزنة في ميناء بيروت، مما أدى إلى محو المركز التجاري الرئيسي للمدينة ومقتل أكثر من 170 شخصا، وإصابة أكثر من 6 آلاف شخص، كما تسبب في أضرار تراوحت قيمتها بين 10 و15 مليار دولار.

في الفلبين وأوكرانيا وجورجيا وليبيا وغينيا بيساو وغيرها من الدول، توجد مستودعات خطيرة للذخائر من مخلفات الصراعات السابقة والحالية، وبعضها قريب بشكل خطير من المناطق السكنية.

وتفيد الإحصائيات بأنه منذ 1979 حتى أغسطس من العام الماضي، قُتل أو جُرح ما يقرب من 30 ألف شخص في 101 دولة في انفجارات غير مخطط لها في مواقع الذخائر، وفقًا لوكالة مراقبة الأسلحة الصغيرة (Small Arms Survey) التي تتخذ من سويسرا مقرًا لها. 

من بين 606 حوادث مسجلة، ما يقرب من ثلاثة أرباعها تتعلق بمخزونات مملوكة للدولة، حيث وقع أحد أسوأ الانفجارات في برازافيل بجمهورية الكونغو عام 2012، مما أسفر عن مقتل أكثر من 500 شخص.

ويقول سايمون كونواي، أحد كبار المديرين في مؤسسة هالو تراست الخيرية البريطانية لإزالة الألغام -في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية- إن الخطوة الأولى المطلوبة هي حمل الحكومات على الاعتراف بأن مستودعات الأسلحة هذه غير آمنة: "لا تعتبر مشكلة حتى تنفجر".

ليبيا واحدة من الدول القابلة للإنفجار في أي وقت، نظرا لكونها مليئة بالأسلحة والذخائر منذ ثورة 2011 التي أطاحت بنظام معمر القذافي، حيث تقدر الأمم المتحدة أن هناك أكثر من 200 ألف طن من الذخائر في عداد المفقودين، خارج سيطرة الحكومة ويتم تهريب هذه الأشياء بسهولة إلى دول الساحل أو في أي مكان آخر.

في 6 مايو، وقع انفجار أولي في مخزن ذخيرة خارج مدينة مصراتة، تلاه أيام أخرى من الانفجارات اللاحقة حيث انفجرت الصواريخ وقنابل الطائرات وتناثرت الشظايا على مساحة واسعة، تسببت في عدد غير معروف من الضحايا.

واحد من المواقع الأكثر إثارة للقلق والذي يعد قنبلة موقوتة قد تنفجر وتتسبب في سيناريو مماثل لفاجعة لبنان هو مستودع الأسلحة الكبير في عهد القذافي في مزدة القريبة من بلدة تضم أكثر من 20.000 شخص.

بالنسبة لمدينة مزدة وغيرها من مدن "القنابل الموقوتة"، فإن الانفجار في العاصمة اللبنانية هو تذكير مرعب بما يمكن أن يحدث عندما يتم تخزين مواد متفجرة غير مستقرة بشكل غير آمن.

ويأمل خبراء الذخائر الآن أنه إذا كان من الممكن أن يخرج أي شيء إيجابي من المأساة في بيروت، فسيكون هناك إلحاح عالمي متجدد لجعل هذه المخزونات آمنة قبل فوات الأوان.