الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حرب جديدة تشعل العالم صباح اليوم.. اندلاع القتال بين أرمينيا وأذربيجان .. اتهامات متبادلة بينهما حول من بدأ المعارك.. محاولة روسية للتهدئة ورغبة تركية في حرق الجميع.. ودعوة مصرية للتعقل

اشتعال المعارك بين
اشتعال المعارك بين الدولتين اليوم

- ناجورنو كارباخ تشعل القتال من جديد بين أرمينيا وأذربيجان
- اشتباكات عنيفة تحيي مخاوف جرائم الـ30 ألف قتيل.. والحرب الشاملة
- طلقات المدافع تفتح جراح 100 عام بين الجارتين 
- طرفان متعاكسان.. لافروف يبحث جهود الحل.. وأردغان يشعلها نارًا 
- ماذا يقول القانون الدولي حول المنطقة المتنازع عليها بين الدولتين؟
- حتى الآن.. تقدم عسكري أذربيجاني في إقليم المعركة

مع الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد، احتدم القتال بين الجارتين أرمينيا وأذربيجان، في تبادلٍ للاتهامات لكل منهما حول من بدأ في إطلاق النار أولًا في إقليم ناجورنو كاراباخ المتنازع عليه منذ عقود طويلة، في أحدث جولة صراع بين الطرفين، يحذر  فيها الخبراء من أن تتحول لحرب شاملة إن لم تبادر الجهود الدولية لوقفها سريعًا، وفق ما ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية.
 
إعلان الأحكام العرفية
أعلنت أرمينيا الأحكام العرفية وأمرت جيشها بالتعبئة العامة بعد تصعيد عسكري مع أذربيجان بشأن منطقة ناجورنو كاراباخ المتنازع عليها، في عودة بذاكرة الملايين لمائة عام من الخصومة والصراع.

واندلع القتال العنيف بين الخصمين اللدودين اليوم الأحد، حيث ألقى كل منهما باللوم على الآخر في التصعيد الذي أدى إلى سقوط ضحايا وقتلى من المدنيين.

من بدأ أولًا؟!

واتهمت أرمينيا أذربيجان المجاورة بمهاجمة المستوطنات المدنية في ناجورنو كاراباخ - المعترف بها دوليًا كجزء من أذربيجان ولكن تسيطر عليها القوات الأرمينية - بما في ذلك مدينة ستيباناكيرت الرئيسية. 

وقالت وزارة الدفاع الأرمينية إن قواتها أسقطت طائرتين هليكوبتر أذربيجانيتين وثلاث طائرات مسيرة ردا على هجوم قالت إنه بدأ الساعة 04:10 بتوقيت جرينتش.

لكن وزارة الدفاع الأذربيجانية قالت إنها شنت "هجومًا مضادًا لقمع النشاط القتالي لأرمينيا وضمان سلامة السكان" باستخدام الدبابات وصواريخ المدفعية والطيران القتالي والطائرات بدون طيار. 

وقالت الوزارة إن مروحية أذربيجانية أسقطت لكن طاقمها نجا.

نظرية الحق المقدس
وصرح حكمت حاجييف المتحدث باسم الرئاسة الأذربيجانية في بيان "هناك تقارير عن سقوط قتلى وجرحى بين المدنيين والعسكريين".

وقال رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان ، في بيان على موقع فيسبوك، "قررت الحكومة إعلان الأحكام العرفية والتعبئة الشاملة" ، وطلب من المواطنين "الاستعداد للدفاع عن وطننا المقدس".


في غضون ذلك ، قال الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف في خطاب متلفز للأمة "هناك خسائر في صفوف القوات الأذربيجانية والسكان المدنيين نتيجة القصف الأرميني".

وحذر من أن الذين يستخدمون أساليب الترهيب ضد بلاده سوف يندمون عليها ، مضيفا أن أذربيجان تدافع عن أراضيها وناجورنو كاراباخ تابعة لبلاده.

في ناجورنو كاراباخ ، حيث أعلن المسؤولون أيضًا الأحكام العرفية وأمروا المواطنين بالتعبئة ، قال أمين المظالم أرتاك بيج ليريان "هناك خسائر مدنية" بين السكان في المنطقة. 

وفي سياق منفصل ، قال متحدث باسم وزارة الدفاع الأرمينية إن امرأة وطفل أرمني قتلوا في ناجورنو كاراباخ.

تصعيد خطير
ووصف المحللون القتال الدائر، بأنه  "تصعيد خطير للغاية".


ويثير تجدد القتال، أسوأ  الذكريات التي تعود لسنوات الحرب ، مهددًا باتساع نطاق الحرب بين أذربيجان وأرمينيا، اللتين تخوضان منذ عقود نزاعًا إقليميًا حول ناجورنو كاراباخ.

وأعلن الأرمن في المنطقة استقلالهم مع انهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991 ، مما أدى إلى اندلاع حرب أسفرت عن مقتل نحو 30 ألف شخص وتركت ناجورنو كاراباخ خارج سيطرة باكو.

على الرغم من الاتفاق على وقف إطلاق النار في عام 1994 ، اتهمت أذربيجان وأرمينيا كل منهما الأخرى بشن هجمات حول ناجورنو كاراباخ وعلى طول الحدود المنفصلة بين أذربيجان وأرمينيا.

وتعثرت المحادثات لتسوية نزاع ناجورنو كاراباخ إلى حد كبير منذ اتفاق وقف إطلاق النار.

عملت مجموعة مينسك ، التي تضم فرنسا وروسيا والولايات المتحدة ، للتوسط في النزاع ، لكن آخر جلسة كبيرة لاتفاق سلام انهارت في عام 2010.

روسيا وسيط التهدئة
ودعت روسيا اليوم الأحد إلى وقف فوري لإطلاق النار وبدء المحادثات، وقالت وزارة خارجيتها: "ندعو الجانبين إلى الوقف الفوري لإطلاق النار والبدء في محادثات لتحقيق الاستقرار في الوضع".

وأجرى وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، اتصالات واسعة بالمسئولين في دولتي النزاع، والمسئولين الأتراك، داعيًا إلى تجنب القتال وإنهاؤه في الحال، منعًا لتصعيد كبير قد يحدث إذا ما استمر القتال.

تركيا تصب الزيت على النار
وبينما تسعى روسيا للتهدئة، رأت أنقرة أن لها موقفًا مغاير، حيث غرد المتحدث باسم الرئاسة التركية ، إبراهيم كالين وقالت : "انتهكت أرمينيا وقف إطلاق النار بمهاجمة المستوطنات المدنية ... يجب على المجتمع الدولي أن يقول على الفور بوقف هذا الاستفزاز الخطير".

وزاد الرئيس التركي من اشتعال الأمور، ففي هجومٍ حاد وحثٍ على العنف وعدم التهدئة بين دولتي أرمينيا وأذربيجان، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، موقفه المعادي لأرمينيا، متهمًا إياها ببدء الهجوم على أذربيجان، مشيرًا بذلك إلى أن عليها تحمل تبعاته، وفق ما ذكرت صحف تركية.

وفي بعدٍ عن كل خطاب دبلوماسي معمول به في مثل هذه المواقف المتوترة، اتهم أردوغان أرمينيا بالوقوف كعائق أمام الهدوء والاستقرار في كامل المنطقة، معتبرًا إياها العقبة الرئيسة في تحقيق الاستقرار حول إقليم ناجورنو كاراباخ.

وأعلن أردوغان عن وقوف تركيا بشكل واضح وعلني إلى جانب أذربيجان ضد أرمينيا، مثلما قالت حكومته قبل أن يطلق تصريحاته.

وتعهدت تركيا في أول رد لها على اشتعال القتال بين دولتي أذربيجان وأرمينيا، بدعم  الطرف الآذري، متخلية عن الحياد اللازم دوليًا، وطلبات التهدئة.

وصرح وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، بتصريحات أدان فيها ما أسماه الهجوم الأرمني، مؤكدا وقوف بلاده إلى جانب أذربيجان في الدفاع عن وحدة أراضيها.

قال وزير الدفاع التركي: ندين الهجوم الأرمني وسنقف إلى جانب إخوتنا الأذربيجانيين في الدفاع عن أراضيهم..تركيا تعلن دعمها المطلق لأذربيجان في النزاع مع أرمينيا".

واعتبر الوزير "موقف أرمينيا العدواني أكبر عقبة أمام السلام والاستقرار في القوقاز" مطالبا بالرجوع فورا عن هذا العدوان.

انذار أرميني

من جانبه أطلق رئيس وزراء أرمينيا تحذيره لتركيا من أي تدخل عدواني بإقليم ناجورنو كاراباخ  وإن أي دعم لأذربيجان لن يواجه بالسكوت من قبلهم، داعيًا المجتمع الدولي إلى وقف الاستفزاز التركي

موقف مصر 
واتساقًا مع مواقفها المشهودة، عبرت الدبلوماسية المصرية عن موقفها وموقف الدولة، بتوجيهها دعوة لأرمينيا وأذربيجان بضبط النفس ووقف التصعيد القتالي، مشيرة بذلك إلى ما أشارت به دول العالم ماعدا تركيا التي أخذت موقفًا مختلفًا.
 

ردود فعل دولية
اتفاقًا مع الموقف الفرنسي والأوروبي، أكدت ألمانيا على ضرورة وقف القتال الدائر بين دولتي أذربيجان وأرمينيا، وفق ماذكرت وسائل إعلام متفرقة.

قال وزير خارجية ألمانيا هايكو ماس، إن بلاده تدعو لوقف فوري لأعمال القتال بين أرمينيا وأذربيجان .


وأضاف ماس ندعو أرمينيا وأذربيجان لوقف العنف والانتقال للحوار.

بل وأعلنت كذلك إيران أنها تراقب الموقف عن كثب، وطالبت بالتهدئة  والحل، ولم تطالب بما طالبت به تركيا

القتال على الأرض
أعلنت الحكومة في أذربيجان التي تخوض قتالًا ومعارك مع أرمينيا، أن قواتها دخلت 6 قرى كانت تسيطر عليها أرمينيا.

قال الجيش الأذربيجاني، إن قواته سيطرت على عدد من القرى والتلال الاستراتيجية في إقليم ناجورنو كاراباخ، المتنازع عليه وسط تصعيد عسكري حاد مع الجانب الأرمني.

 
في يوليو ، قتلت اشتباكات عنيفة على طول الحدود المشتركة بين البلدين - على بعد مئات الكيلومترات من ناجورني كاراباخ - 17 جنديًا على الأقل من الجانبين.

ماذا يقول القانون الدولي
وبموجب القانون الدولي ، ناجورنو كاراباخ معترف بها كجزء من أذربيجان، لكن الأرمن الذين يشكلون الغالبية العظمى من السكان يرفضون الحكم الأذربيجاني، وهم يديرون شؤونهم الخاصة ، بدعم من أرمينيا ، منذ طرد القوات الأذربيجانية في حرب التسعينيات.

توترات منذ عقود
كان وضع المنطقة محل نزاع على الأقل منذ عام 1918 ، عندما أصبحت أرمينيا وأذربيجان مستقلتين عن الإمبراطورية الروسية، أي أن النزاع بدأ منذ 100 عام تقريبًا.

في أوائل العشرينات من القرن الماضي ، تم فرض الحكم السوفيتي في جنوب القوقاز وأصبحت ناجورنو كاراباخ التي تقطنها أغلبية أرمنية منطقة حكم ذاتي داخل جمهورية أذربيجان السوفيتية آنذاك ، مع اتخاذ معظم القرارات في موسكو.

لكن بعد عقود ، عندما بدأ الاتحاد السوفياتي في الانهيار ، أصبح من الواضح أن ناجورني كاراباخ ستقع تحت الحكم المباشر للحكومة في العاصمة الأذربيجانية باكو، ولم يقبل الأرمن ذلك.

مابعد انهيار الاتحاد السوفيتي
في عام 1988 ، صوت المجلس التشريعي في ناجورنو كاراباخ للانضمام إلى الجمهورية الأرمنية، وهو مطلب عارضته بشدة كل من الحكومة السوفيتية الأذربيجانية وموسكو.

بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991 ، استولى الانفصاليون الأرمن المدعومون من يريفان على المنطقة، التي تضم أقلية أذربيجانية كبيرة ، بالإضافة إلى سبع مقاطعات أذربيجانية مجاورة.


على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بوساطة دولية في عام 1994 ، توقفت مفاوضات السلام واندلعت الاشتباكات بشكل متكرر حول ناجورنو كاراباخ وعلى طول الحدود بين أذربيجان وأرمينيا.

في أبريل 2016 ، قُتل عشرات الأشخاص من الجانبين في أخطر قتال في ناجورنو كاراباخ منذ سنوات.