الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قارنت جدها بسيدنا يوسف في مصر.. لويز جليك ولغات الأسطورة والفن والدين

الشاعرة الأمريكية
الشاعرة الأمريكية لويز جليك

فازت الشاعرة الأمريكية لويز جليك بجائزة نوبل للأدب لعام 2020، بعد مشوار طويل في الأدب الامريكي حتى لُقبت برائدة الشعر الأمريكي، ولقب آخر وهو «الشاعرة الدينية» بعد اعتمادها على الحكايات الكلاسيكية والأساطير والقصص الدينية، ومنها مقارنة عقدتها قبل ثمانية وعشرين عاما بين جدها المهاجر وقصة سيدنا يوسف في مصر.

ولدت الشاعرة الأمريكية لويز جليك عام 1943 في نيويورك، وتعيش في كامبريدج بولاية ماساتشوستس، وبجانب كتاباتها فهي أستاذة للغة الإنجليزية في جامعة ييل، نيو هافن، كونيتيكت، ظهرت لأول مرة في عام 1968 مع "فيرست بورن"، وسرعان ما اشتهرت كواحدة من أبرز الشعراء في الأدب الأمريكي المعاصر، حصلت على العديد من الجوائز المرموقة، من بينها جائزة بوليتزر (1993) وجائزة الكتاب الوطني (2014).

نشرت لويز 12 مجموعة شعرية وبعض مجلدات المقالات عن الشعر، وتتميز جميعها بالسعي إلى الوضوح، الطفولة، الأسرة، والعلاقة الوثيقة مع الوالدين والأشقاء، وهذه الموضوعات ظلت محور قصائدها وأعمالها، للاستماع  للذات وما تبقى من الأحلام والأوهام التي لا يستطيع أحد مواجهتها.

«الذات وما تبقى من أحلامها وأوهامها» هذا كان المضمون التي سعت لويز لإبرازه، الصراع الأبدي في مواجهة أوهام الذات، ولم تنكر جليك أبدًا أهمية ذلك حتى خلال وصفها بأنها شاعرة دينية، سعت إلى تحقيق العالمية الصادرة في صورة أدبية مستوحاة من الأساطير الكلاسيكية التي تجسدت في معظم أعمالها، أصوات ديدو، وبيرسيفوني، ويوريديس، المهجورون والمعاقبون والمخدوعون، ومنها تعبيرا عن أقنعة الذات في لتحول الشخصي.

عاما بعد عام تزايدت شعبية جليك في الولايات المتحدة وخارجها، خاصة بعد إصدار مجموعات شعرية مثل، "The Triumph of Achilles 1985، و "Ararat 1990"، وفي أرارات اتحدت ثلاث خصائص كررتها لاحقًا في كتاباتها، موضوع الحياة الأسرية والذكاء الصارم والمشاعر الرقيقة، ومن هذه القصائد ما يمكن استخدامه وإلقائه في الشعر.

وفي عام 1985 نشرت كتاب "انتصار أخيل" حيث ابتكرت تفسيرها الخاص بها لقصة من "المدراش رباح" وتروي فيها حياة جدها المهاجر من المجر مقابل حياة سيدنا يوسف في مصر، وهذا يوضح الطريقة المعتادة لكتابات لويز التي اعتادت تقديم القصيدة الشعرية من أحداث حالية ولكن دمجها وتقديمها عبر قصة من الماضي، سواء قصة كلاسيكية أو أسطورية أو قصص الأنبياء.


وفي العام نفسه مات والدها مما دفعها للبدء في مجموعة من القصائد الجديدة، وكانت "أرارات" التي أشار عنوانها إلى قصة الفيضان من سفر التكوين، وتم وصفه في عام 2012 بأنه أكثر كتاب في الشعر الأمريكي وحشية وحزنا على مدار الـ25 عاما الماضية.


حتى عام 1992 التي اجادت فيه التعبير عن النزعة الدينية بواحد من أكثر كتبها شهرة واستحسانا للنقاد، وهو "ذا وايلد آريس"، وهو كتاب كامل كأن يرويه أحد الأنبياء العبريين بطريقة حديثة، وأعلنت دار النشر الأسبوعية أنه كتاب مهم، وفازت عنه بجائزة بوليتزر في عام 1993.


على الرغم من أن شعرها يُظهر التأثير القوي للتحليل النفسي والأساطير الكلاسيكية، إلا أنها تعتمد أيضًا على التقاليد اليهودية في الصور والقصص الأسطورية، في عام 2001، نشرت كتابها العصور السبع، وبعد الهجمات الإرهابية في 11 سبتمبر 2001 ، نشرت قصيدة بطول كتاب بعنوان أكتوبر (2004)، والتي تعتمد على الأسطورة اليونانية القديمة لاستكشاف جوانب الصدمة والمعاناة. 

وواحدة من أشهر كتاباتها الشعرية التي وصفت فيها عودة الحياة بعد الشتاء في قصيدة "Snowdrops":

لم أكن أتوقع أن أبقى على قيد الحياة ،
فالأرض تكبحني. لم أكن أتوقع
أن أستيقظ مرة أخرى ، لأشعر
في الأرض الرطبة أن جسدي
قادر على الاستجابة مرة أخرى ، وأتذكر
بعد فترة طويلة كيف أفتح مرة أخرى
في الضوء البارد
في أوائل الربيع -

خائف ، نعم ، لكن بينكم
يبكي مرة أخرى نعم يجازف بالفرح
في رياح العالم الجديد.

لحظة التغيير الحاسمة ف يحياتها تميزت بالذكاء، حين اختتمت مجموعتها الصادرة عام 1999 "فيتا نوف" بالأسطر التالية: "اعتقدت أن حياتي قد انتهت وأن قلبي محطم، ثم انتقلت إلى كامبريدج "، وفي عام 2006 قدمت مجموعتها الشعرية بعنوان "أفيرنو"، وهي تفسير رؤيوي لأسطورة نزول بيرسيفوني إلى الجحيم في أسر هاديس، إله الموت بعنوان "من فوهة البركان الواقعة غرب نابولي والتي اعتبرها الرومان القدماء مدخلًا إلى العالم السفلي".