الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لمن يصوت المسلمون في الانتخابات الرئاسية الأمريكية؟ ترامب وبايدن أمام اختبار صعب للفوز بأصوات الجالية الإسلامية.. وتزايد المخاوف من خطاب الكراهية والإسلاموفوبيا

صدى البلد

لمن يدلي المسلمون بأصواتهم الانتخابات الرئاسية الأمريكية؟
مجلة أمريكية: 
ترامب قد يلجأ بدعم من التيار الديني إلى التشكيك في نتائج التصويت
أسوشيتد برس: 
المسلمون في أمريكا قد لا يأثروا على مسار العملية الانتخابية


يشهد العالم الإسلامي في الوقت الراهن، حالة غضب عارمة إثر الرسوم المسيئة للرسول التي نشرتها صحيفة "تشارلي إبدو" الفرنسية، وتصريحات الرئيس إيمانويل ماكرون في ضوء مقتل مدرس التاريخ والجغرافيا صامويل باتي، لعرضه الرسوم المسيئة في أحد الفصول الدراسة، وهجوم نيس الإرهابي الذي هز فرنسا الأسبوع الماضي. 

ووسط حالة الغضب هذه، أثيرت تساؤلات حول موقف الجالية الإسلامية في الولايات المتحدة من الانتخابات الرئاسية التي يتنافس فيها الرئيس الجمهوري دونالد ترامب، والمعروفة مواقفه المعادية للهجرة والبلدان الإسلامية، والمرشح الديمقراطي جو بايدن، والذي له تاريخ كبير أثناء توليه منصب نائب الرئيس في إدارة باراك أوباما، مع دعم صعود وتنامي التيارات المتطرفة في الشرق الأوسط.

وتشير الاستطلاعات إلى أن العامل الديني له دور حاسم في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، خاصة أن التيار الديني في الولايات المتحدة شأنه شأن التيارات الدينية في العالم  له قدرة هائلة على تجنيد وحشد أتباعه، من أجل التوجّه إلى صناديق الاقتراع في دولة تظل فيها نسبة التصويت متوسطة.

 ومن غير المستبعد، أن يلجأ ترامب بدعم من التيار الديني إلى التشكيك في نتائج التصويت عن طريق البريد إذا لم يستطع خصمه حسم نتيجة الاقتراع بفارق كبير

وتحت عنوان: "لمن سيصوت المسلمون في أمريكا"، حاولت مجلة "كونفرسيشن" البريطانية-الأمريكية، وضع سيناريوهات عديدة لهذا الأمر وفي ضوء علاقة الجالية المسلمة في الولايات المتحدة والانتخابات الرئاسية. 

وقالت المجلة إنه على الرغم من أن الجالية المسلمة في الولايات المتحدة تمثل أقلية هناك، إلا أنها لديها تأثيرًا ملحوظًا في مسار العملية الانتخابية، خاصة في الولايات ذات الآراء المذبذبة المعسكرين الديمقراطي والجمهوري.

وأوضحت أن المسلمين في الولايات المتحدة لطالما انتاهم تمزق شديد بين خطاب الكراهية المعادي للمسلمين، والذي أصبح متصاعدًا منذ دخول ترامب البيت الأبيض، وبين ما يعتبروه "علمانية متفشية" بين أروقة الديمقراطيين، والتي يرون فيها منافية لأخلاقهم العامة.

ونقلت المجلة عن مركز "بيو" للبحوث عام 2017، قوله إن حوالي 3.45 مليون مسلم يقيمون في الولايات المتحدة بنسبة 1.1 % من السكان، مشيرةً إلى أنه على الرغم من أن النسبة قد تبدو صغيرة، لكن مركز "بيو" توقع أن يتجاوز عدد المسلمين في الولايات المتحدة تعداد اليهود بحلول عام 2040 لتصبح ثاني أكبر ديانة في الولايات المتحدة بعد المسيحية.

 ويقطن مسلمو الولايات المتحدة بشكل رئيسي في المدن الكبرى، وولد نحو 85% منهم خارج البلاد بينما ولد 18% بالداخل لأب أو أم أمريكيين أو كليهما معا من الجيل الأول للمهاجرين.

 ويعتبر المسلمون هناك أحد أكبر الفئات تباينًا عرقيًا وعنصريًا حيث إن 41% منهم من البيض و28% تقريبا من الآسيويين و20% من السود و8% من أصل إسباني.

ورأى تقرير المجلة أن غالبية المسلمين في الولايات المتحدة يفضلون سياسيات الحزب الجمهوري المحافظ في القضايا  الأخلاقية والاجتماعية، أما في قضايا التعددية الثقافية والدينية، فإنهم يميلون أكثر لسياسات المعسكر الديمقراطي.

ووفقا لاستطلاع انتخابي تابع للكونجرس، فإن 18% من مسلمي الولايات المتحدة يعرفون أنفسهم كمحافظين و51% كمعتدلين و31% كليبراليين.

وكشف نفس الاستطلاع أن 88% من المسلمين يدعمون فرض ضوابط صارمة على السلاح مقابل 96% من الناخبين الديمقراطيين بشكل عام.

وعام 2018، أظهرت الاستطلاعات أن دعم المسلمين للحزب الجمهوري يبلغ 10%.، فقط، كما انتقد المسلمون إدارة ترامب التي أصدرت أمرا تنفيذيا عام 2017  بحظر دخول مواطني 7 دول إسلامية وكذلك بسبب التأييد المطلق لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس.

لكن نسبة تأييد المسلمين لترامب زادت إلى 30% في مارس 2020 لأسباب اقتصادية وعزوف إدارته عن الضلوع في الشرق الأوسط، لكن سوء إدارة ترامب لأزمة جائحة كورونا أدى إلى انخفاض نسبة تأييد المسلمين للرئيس الأمريكي مجددا.

وقالت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، إن مجموعات ونشطاء مسلمون أمريكيون، عكفوا على تأسيس قاعات بلدية افتراضية وتجمعات بهدف جذب أكبر عدد ممكن من الناخبين، خاصة في الولايات التي تشهد معارك عنيفة بين الديمقراطين والجمهوريين.

وبحسب الوكالة، إنه على الرغم من الحماسة المتزايدة والملحوظة لدى الجالية المسلمة ونيتهم للانخراط بشكل أقوى في الانتخابات خاصة بعد وجود نواب مسلمين في الكونجرس، إلا أنه ليس من الواضح مدى تأثير الناخبين الأمريكيون المسلمين على العملية الانتخابية هناك، 

وأشارت "كونفرسيشن" إلى أن جو بايدن ليس خيارًا افتراضيًا للناخبين المسلمين أيضًا، ورغم ذلك ويتوقع المسلمون الأمريكيون أن يقدم بايدن وعودًا بمراجعة “قائمة المراقبة” إذا تمَّ انتخابه. 

وتعدُّ هذه هي قاعدة بيانات الحكومة الأمريكية لفحص الإرهابيين، والتي تحتوي على أسماء الأفراد الممنوعين من ركوب الرحلات الجوية التجارية، فيما يشعر الكثير من المسلمين أن السياسة تستهدف المسلمين الأبرياء بشكل غير عادل.

وبينما قدم الرئيس الأسبق، جورج بوش هذه السياسة، فإن تطبيقها على نطاق واسع لم يحدث إلا في ظل إدارة أوباما وبايدن.

وبحسب المجلة، فإن تجنب كلا المرشحين لقضايا الشرق الأوسط في الحملة الحالية وفي المناظرات الرئاسية، يعدُّ عاملًا آخر مقلقًا بالنسبة للناخبين المسلمين. إذ لم يكونا واضحَين فيما يخص موقف المرشحين في مسائل السياسة الخارجية المهمة.

ومن المرجح أن تؤدي هذه المخاوف إلى “تصويت بايدن أو لا تصويت”، أو اختيار مرشح طرف ثالث بين الناخبين المسلمين.

ويعدُّ هذا أمرًا مهمًا لأن مشاركة المسلمين يمكن أن تحدد النتائج في الولايات المتأرجحة الهامشية في فلوريدا وأوهايو وفيرجينيا وميتشيجان بشكل خاص. ويقدر عدد السكان المسلمين في ميتشيجان بـ3٪. ويعتبر هذا الرقم الهامشي كافيًا لتحديد نتيجة الولاية التي تفوق فيها ترامب على هيلاري كلينتون بنسبة 0.23٪ من الأصوات في عام 2016.

وقد يكون الإقبال الكبير من المسلمين ودعم جو بايدن كافِيَين لتغيير لون الولايات المتأرجحة مثل ميتشيجان إلى اللون الأزرق وتسليم البيت الأبيض للديمقراطيين في الانتخابات الرئاسية لعام 2020.