الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مركز للبنات لحماية خصوصيتهن.. أول فتاة تعمل بصيانة الموبايل في أسيوط تروى رحلة كفاحها.. شاهد

الفتاة الاسيوطية
الفتاة الاسيوطية

العادات والتقاليد قيدت المرأة لزمن بعيد في الصعيد، ولكن مع مرور الوقت أثبتت الفتيات الشابات أنهن أقوى من العادات والتقاليد، خاصة في امتهان مهن كان يهيمن عليها الرجال لزمن بعيد، ولكن تغير الحال وأصبحت هناك فتيات تقود سيارات النقل، ومنها في مركز البداري بأسيوط وأخرى تعمل في صيانة السيارة "الأسطى ريهام"، واليوم تدخل ميرا شهير، ابنة الـ27 عاما، مهنة إصلاح أجهزة الموبايل لتكون أول فتاة في أسيوط تعمل في صيانة وإصلاح أجهزة الموبايل.


وقالت ميرا شهير: "تخرجت في حاسبات ومعلومات أسيوط والتحقت بالعمل بأحد توكيلات الشركات العاملة في الموبايلات بأسيوط، وكنت في ذلك الوقت مسئولة عن سيستم في فرع الشركة، ولكن كان لدي رغبة كبيرة أن أتعلم صيانة الموبايل، وفي الوقت الذي كان لا يوجد عندي شغل كنت بشتغل مع زملائي بقسم الصيانة، وكان هدفي أن أتعلم صيانة الموبايل، وجاءت لي الفرصة أن أحول مهام وظيفتي في فرع الشركة من مسئول سيستم إلى مسئول صيانة بالكامل بعد أن تعلمت صيانة الموبايل والتعرف على أعطاله وكيفية الإصلاح، وكانت هذه نقطة البداية بالنسبة لي".


اقرأ أيضا:


وأضافت ميرا: "تطورت الفكرة بالنسبة لي وقررت أن أقوم بعمل صيانة وتصليح الموبايلات في المنزل، وبدأت في تنفيذ الفكرة بشراء أدوات ومعدات صيانة وتصليح أجهزة الموبايل، ولكن واجهتني مشاكل كثيرة منها شراء الأدوات، خاصة وأنني بنت وغريب على المجتمع الأسيوطي قيام بنت بشراء أدوات ومعدات إصلاح الموبايل، ولمواجهة هذه المشكلة كنت دائما أصطحب زوجي "بيتر" معي إلى المحال لشراء الأدوات والمعدات، وكان هو لا يعرف المعدات كنت أقول له على اسم الأدوات وهو يطلبها من صاحب المحل، وعندما أتدخل أنا في الكلام كان رد فعل أصحاب المحال رفضهم إعطائي أسعار هذه الأدوات لمجرد أنهم عرفوا أنني أريدها أنا للعمل بها وكان هذا النسبة لي أزمة كبيرة في بداية المشوار".


وتابعت: "نظر لي أصحاب المحال بشكل غريب لأنني أول بنت أعمل في صيانة الموبايل، وهي فكرة جديدة على المجتمع، خاصة أنني أذهب لشراء أدوات وقطع غيار من المحال وأنزل وسط الصنايعية في المحطة، هذا طبعا غريب وسوف يحتاج إلى وقت لتقبل الموضوع، وهذا حدث بالفعل مع أحد أصحاب المحال، وكان دائما زوجي ينزل معي لشراء معدات وأدوات من هذا المحل، وكان دائما زوجي الذي يتحدث وبدأت أنا في التدخل في الكلام وعرفوا أنني أقوم بأعمال الصيانة وبدأ بعد وقت صحب المحال في تقبل الفكرة والتعامل معي بشكل مباشر دون نزول زوجي أو شقيقي".


واستكملت ميرا حديثها: "أول موبايل قمت بإصلاحه كان موبايلي، كان شاشته مكسورة وكنت محتاجه إصلاحه لأنه عليه داتا خاصة بي مهمة من صور، وكان صعب أتركه يتصلح في أي مكان بره، وبعد نجاحي في أول الطريق سافرت إلى القاهرة لأخذ دورة في صيانة وإصلاح الموبايل، وخلال حضوري التدريب قال لي المدرب: "أنا هعقدك في الإصلاح الست ملهاش غير المطبخ"، وكان ينظر لي باستغراب لأنني من أسيوط وكان كل تخيله أنه في الصعيد العادات والتقاليد تمنع المرأة من هذا العمل، ولكن أخذت الدورة بنجاح ووجدت دعما من صديقاتي لي، فقمت بعمل جروب على فيس بوك خاص بالبنات كان كل أعضائه بنات، ومن خلاله أقوم بالتواصل مع البنات اللي محتاجه إصلاح موبايل، خاصة أن هناك مشاكل كتير كانت بتحدث للبنات بسبب الحاجات الشخصية اللي على موبايلاتهم وخوفهم من سرقة أي حاجات شخصية على الموبايل خلال عملية الإصلاح، فكانت البنات بتثق في وتأتي لإصلاح موبايلاتها عندي، وبعد ذلك بدأت البنات في طلب إصلاح موبايلات أشقائهن البنين وبدأت فكرة الجروب في التوسع حتى أصبح يضم بنات وبنين".


وتابعت ميرا: "أعمل من الساعة العاشرة والنصف صباحا حتى السادسة والنصف مساء في مركز الصيانة، وعقب خروجي من الشغل أذهب إلى شراء قطع غيار للأجهزة التي أقوم بإصلاحها في المنزل، وأذهب بعد ذلك إلى منزل والدي لاصطحاب ابنتي "تيا" لأنها صغيرة لم تدخل مدرسة فأتركها عند والدتي، وبعد ذلك آخذ ابنتي إلى المنزل وقمت بعمل جزء في غرفتها مكتبا لأعمال الصيانة تلعب ابنتي "توتا" بجواري بألعابها وأنا أقوم بإصلاح الأجهزة المعطلة".


واختتمت حديثها قائلة: "أمنيتي أن افتح مركز صيانة موبايل في أسيوط، وأكون أول فتاة تدير مركز صيانة خاص لحماية خصوصية الفتيات الموجودة على أجهزتهم المعطلة".