الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكم إمامة الطفل البالغ 9 سنوات .. المفتي السابق يجيب

حكم إمامة الصبي
حكم إمامة الصبي

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن جمهور ذهبوا الفقهاء إلى عدم صحة إمامة الطفل المميز للبالغ في صلاة الفرض، وصحتها في صلاة النفل، لأن الفرض في حق الصبي نافلة -أي تحسب نافلة- لأنه لم يصل إلى سن التكليف الذي يحاسب على الصلاة إن تركها.

وأوضح «جمعة» في إجابته عن سؤال: «هل تصح إمامة الطفل البالغ من العمر تسع سنوات لأمه من باب تشجيعه على الصلاة؟»: «أن الشافعية فيرون صحة إمامة المميز للبالغ في الفرض والنفل على السواء

وأشار إلى أن الشافعية استدلوا بما ورد في حديث عمرو بن سلمة رضي الله تعالى عنه: «أنه كان يؤم قومه على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو "ابْنُ سِتِّ أَوْ سَبْعِ سِنِينَ» رواه البخاري في "صحيحه"، وهو ما نميل إلى القول به.

وأفاد: فلا حرج من أن يؤم الصبي ابن تسع سنين أمه في الصلاة؛ لأنه صار مميزًا.

حكم أذان الطفل
أكد الدكتور أحمد ممدوح، مدير إدارة الأبحاث الشرعية، وأمين الفتوى بدار الإفتاء، أنه يجوز للطفل المميز أن يؤذن للصلاة طالما يؤذن بشكل صحيح، لأنه ليس من شرائط الأذان للصلاة البلوغ عند جمهور الفقهاء.

وأضاف «ممدوح» في إجابته عن سؤال: «هل يجوز لصغير السن أن يؤذن للصلاة؟» أنه يجوز أن يكون المؤذن صبيًا، مميزًا، غير بالغ عند الحنفية والشافعية والحنابلة، وهو الصواب، ودليله أن عبد الله بن أبي بكر بن أنس بن مالك، «كان يؤذن وهو غلام لم يحتلم، وكان ذلك دون إنكار من جده أنس بن مالك رضي الله عنه، ولا من غيره»، وذكر ابن قدامة -رحمه الله- كتابه (المغني): «وهذا مما يظهر ولا يخفى، ولم ينكر فيكون إجماعًا».

فضل الأذان والمؤذنين
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ -أي: الأذان- وَالصَّفِّ الْأَوَّلِ -من الفضيلة- ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلَّا أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ لَاسْتَهَمُوا -أي: لاقترعوا-، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِيرِ -التبكير للصلاة- لَاسْتَبَقُوا إِلَيْهِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي الْعَتَمَةِ -العشاء- وَالصُّبْحِ لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا. -الحبو أن يمشي على يديه وركبتيه-" رواه البخاري ومسلم.

وعَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: «إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصَّفِّ الْمُقَدَّمِ، وَالْمُؤَذِّنُ يُغْفَرُ لَهُ مَدَّ صَوْتِهِ، وَيُصَدِّقُهُ مَنْ سَمِعَهُ مِنْ رَطْبٍ وَيَابِسٍ، وَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ صَلَّى مَعَهُ» رواه أحمد والنسائي، ومعنى قَوْله: "وَيُصَدِّقهُ مَنْ سَمِعَهُ"، أَيْ: يَشْهَد لَهُ يَوْم الْقِيَامَة، أَوْ: يُصَدِّقهُ يَوْم يَسْمَع وَيُكْتَب لَهُ أَجْر تَصْدِيقهمْ بِالْحَقِّ.

ودعا النبي -صلى الله عليه وسلم- للمؤذنين والأئمة، ففيما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «الْإِمَامُ ضَامِنٌ، وَالْمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ، اللَّهُمَّ أَرْشِدْ الْأَئِمَّةَ، وَاغْفِرْ لِلْمُؤَذِّنِينَ» رواه أبو داود والترمذي، ومعنى أن الإمام ضامن، أي: الإمام يحفظ على القوم صلاتَهم، والمؤذن أمينٌ على مواقيت صلاتهم.

ماذا يحدث للمؤذن يوم القيامة 

وروى مسلم في صحيحه أن الْمُؤَذِّنَ جَاءَ إِلَى مُعَاوِيَةَ -رضي الله عنه- يَدْعُوهُ إِلَى الصَّلَاةِ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: «الْمُؤَذِّنُونَ أَطْوَلُ النَّاسِ أَعْنَاقًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ» قيل: المعنى: إذا ألجم الناسَ العرقُ يوم القيامة طالت أعناق المؤذنين لئلا ينالهم ذلك الكرب والعرق.

وعَنْ ابْنِ عُمَرَ -رضي الله عنهما- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «مَنْ أَذَّنَ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وَكُتِبَ لَهُ بِتَأْذِينِهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ سِتُّونَ حَسَنَةً، وَلِكُلِّ إِقَامَةٍ ثَلَاثُونَ حَسَنَةً» رواه ابن ماجة والبيهقي.

وعن عبد الله بن أبي أوفى -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله: «إن خيارَ عِباد اللهِ الذين يُراعُونَ الشّمسَ والقمرَ والنُّجومَ والأظلّةَ لذكر الله عزّ وجل" رواه الطبراني في الدعاء، والحاكم، وقال الألباني: صحيح لغيره. والمعنى أن المؤذنين خيار عباد الله، فهم الذين يرقبون الوقت للأذان.

وعَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ -صلى الله عليه وسلم-: "إِذَا كَانَ الرَّجُلُ بِأَرْضِ قِيٍّ -أي: قفر- فَحَانَتِ الصَّلَاةُ فَلْيَتَوَضَّأْ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ مَاءً فَلْيَتَيَمَّمْ، فَإِنْ أَقَامَ -أي: للصلاة- صَلَّى مَعَهُ مَلَكَاهُ، وَإِنْ أَذَّنَ وَأَقَامَ صَلَّى خَلْفَهُ مِنْ جُنُودِ اللَّهِ مَا لَا يُرَى طَرَفَاهُ" رواه عبد الرزاق.

وعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: "يَعْجَبُ رَبُّكُمْ مِنْ رَاعِي غَنَمٍ فِي رَأْسِ شَظِيَّةٍ بِجَبَلٍ يُؤَذِّنُ بِالصَّلَاةِ وَيُصَلِّي، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي هَذَا يُؤَذِّنُ وَيُقِيمُ الصَّلَاةَ يَخَافُ مِنِّي، قَدْ غَفَرْتُ لِعَبْدِي وَأَدْخَلْتُهُ الْجَنَّةَ" رواه أبو داود والنسائي. شَظِيَّةٍ بِجَبَلٍ، أي: القطعة المرتفعة من رأس الجبل.


دعاء بعد الأذان
حرص رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على تعليم أمته كل ما ينفعها ويقربها إلى الحق جل وعلا ويغفر ذنوبها، ومن الأمور التي حث عليها الرسول -صلى الله عليه وسلم- ذكر الله تعالى فى كل وقت وحين، وأرشدنا نبينا الكريم إلى ذكر إذا قاله المسلم بعد سماع صوت المؤذن للصلاة غفر الله تعالى ذنبه.

ورى عنْ سَعْدِ بْن أَبي وَقّاصٍ عَنْ رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ ‏«مَنْ قَالَ حينَ يَسْمَعُ الْمُؤَذّنَ‏:‏ وَأَنَا أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَه إِلاّ الله وحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَنّ محمدًا عبده ورسولهُ، رَضِيتُ بِالله رَبّا وَبمُحَمّدٍ رَسُولًا وَبالاْسْلاَم دِينًا، غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ‏»،‏ رواه الترمذى، حَدِيثٌ حسَنٌ صَحيحٌ.