الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كيف سيتعامل بايدن مع الملف الإيراني؟.. إشارات إلى بدء مفاوضات الاتفاق النووي.. طهران ترفع إنتاج النفط لما قبل العقوبات.. تصريحات متضاربة وتحركات من إسرائيل والخليج

جو بايدن
جو بايدن

* نتنياهو يعلن رفضه عودة أمريكا للاتفاق النووي
* إدارة بايدن تبدأ التفاوض مع إيران وتبلغ إسرائيل
* دول الخليج ترغب في المشاركة في مفاوضات الاتفاق النووي


مع اقتراب حفل تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، يترقب العالم كيف سيكون تعامله مع الملف الإيراني بعدما شهدت العلاقات الأمريكية الإيرانية اضطربات وتوترات من بين الأعنف في تاريخ البلدين في فترة رئاسة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، خاصة وأن بايدن كان يشغل منصب نائب الرئيس الأسبق باراك أوباما، وكان ضلعًا رئيسًا في المفاوضات التي أدت إلى توقيع الاتفاق النووي الإيراني.

شهدت الفترة الأخيرة استمرارًا للتوترات بين واشنطن وطهران، مع استمرار إدارة ترامب في مهاجمة الجمهورية الخمينية وتشديد العقوبات على أفراد النظام الحاكم والدوائر المقربة منه، فضلا عن زيادة التوترات بين إيران والثلاثي الأوروبي الموقع على الاتفاق النووي، بسبب رفع طهران من معدلات تخصيب اليورانيوم.

وكانت إيران أعلنت بدء تخصيب اليورانيوم  بنسبة تصل إلى 20%، في تصعيد خطير وتحدي للعقوبات الدولية المفروضة على طهران، وجاء ذلك بالتزامن مع تقارير تشير إلى أن إيران اتخذت خطوة جديدة نحو إنتاج محتمل للأسلحة النووية، وبدأت في تصنيع مادة رئيسية في الرؤوس الحربية النووية.

وأمس السبت، قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، إن إيران تعمل على بناء قدرات نووية. وأضاف الوزير الفرنسي في تصريح صحفي نقلته وكالة رويترز: "من المهم الترتيب لعودة إيران وأمريكا للاتفاق النووي لعام 2015".

وأضاف لودريان أن إحياء الاتفاق النووي لا يكفي، وتابع "هناك حاجة لمحادثات صعبة بشأن الصواريخ الباليستية وأنشطة إيران الإقليمية".

أعربت إيران، اليوم الأحد، عن رفضها التحذيرات والمطالب الأوروبية بوقف إنتاج معدن اليورانيوم، مطالبة الوكالة الدولية بعدم نشر تفاصيل "غير ضرورية" عن برنامجها النووي.

ووفقا لوكالة أنباء "فارس" الإيرانية، رفضت منظمة الطاقة النووية الايرانية ما ورد في بيان الترويكا الأوروبية (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) حول تحذير إيران من إنتاج وقود يعتمد على اليورانيوم.

وقال البيان إن المنظمة لم تزود الوكالة بعد بمعلومات الاستبيان التصميمي لمصنع اليورانيوم المعدني الخاضع للمادة 4 من القانون الدولي للطاقة الذرية ، والذي سيتم بالطبع بعد الترتيبات اللازمة وضمن الوقت المحدد في القانون .

وأضاف البيان أن برنامج إنتاج الوقود المتطور (السيليكون) ، كما ورد في التقرير الأخير للوكالة ، قدم لأول مرة للوكالة منذ أكثر من عامين ، وخلال هذه الفترة ، تم تقديم معلومات إضافية على عدة مراحل وأخيرًا جرى ارسال معلومات استبيان التصميم(DIQ)  إلى الوكالة. 

ويشير إلى أنه في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي ، قُدم تقرير إلى الوكالة في ذلك الوقت تم فيه الابلاغ عن النجاح في اجراء بحث وتطوير بشأن إنتاج اليورانيوم المعدني للاستخدامات السلمية والتقليدية بشكل تمهيدي وبحجم قليل .

واضاف البيان موضحا انه في عملية انتاج وقود متطور (السيليكون) يعتبر اليورانيوم المعدني منتج وسيط في عملية الانتاج دون توقف في هذه المرحلة والذي يقود الى انتاج الوقود المتطور(السيليكون) على الفور.

وختم البيان: "نأمل من الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومن خلال الامتناع عن ذكر تفاصيل غير ضرورية في تقاريرها لتجنب خلق أرضية سوء الفهم.

وبات السؤال المتواتر، كيف ستتعامل إدارة بايدن مع الملف الإيراني؟

على الرغم من تصريحات إيران الاستهلاكية بأن الاتفاق النووي لم يعد ذي أهمية بالنسبة لطهران، مثلما صرح الحرس الثوري الإيراني بأن  إيران لم تعد بحاجة إلى وجود الاتفاق النووي المبرم عام 2015، حتى ولو أرادت إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن العودة إليه.

من ناحية أخرى قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن إيران مستعدة للالتزام بالاتفاق النووي في حال التزام الأطراف الموقعة تجاه إيران بحمايتها من العقوبات الأمريكية من جهة، وعودة الولايات المتحدة للاتفاق مرى أخرى من دون شروط مسبقة.

على الجانب الآخر، تقول إدارة بايدن، وبايدن ذاته، إن عودة واشنطن للاتفاق النووي هو التراجع عن سلوكياتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة ودعم الإرهاب، وتعديل بنود الاتفاق النووي بشأن برنامج الصواريخ الباليستية.

وبينما يبدو أن الموقف قد يكون متأزمًا، إلا أن الجانبين يرغبان في عودة إيران للالتزام بالاتفاق النووي، وترغب واشنطن في العودة إليه، لكن حتى الآن، يتوقف الأمر على المفاوضات التي قد تستغرق وقتًا طويلًا، حيث يرغب كل طرف في تحقيق أكبر قدر ممكن من أهدافه التي تتعارض مع أهداف الطرف الآخر، لذا فالأمر يتوقف على مدى سلاسة المفاوضات والتوصل إلى حل وسط.

هناك أيضا طرف مهم وفاعل للغاية، إسرائيل، التي لا تريد بحال عودة الولايات المتحدة للاتفاق النووي، وحذر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اليوم الخميس، من عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 ، قائلا إنه سيؤدي إلى سباق تسلح نووي في المنطقة.

ووفقا لـ "تايمز أوف اسرائيل"، قال نتنياهو،   بعد اجتماع مع وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوشين: "إذا عدنا إلى الاتفاقية النووية الخطيرة مع إيران، فإن العديد من الدول الأخرى في الشرق الأوسط سوف تسارع إلى تسليح نفسها بسلاح نووي. هذا خطأ ولا يمكننا السماح بحدوثه".

مؤشرات إيجابية

وبرغم عدم وجود تصريحات رسمية علنية تشير إلى وجود مفاوضات، إلا أن تقارير أفادت ببدء المفاوضات بالفعل بين واشنطن وطهران بشأن العودة للاتفاق النووي.

بدأ المسؤولون في إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن في تمهيد الطريق لإجراء محادثات مع إيران حول احتمال عودة الولايات المتحدة للاتفاق النووي ، المعروف رسميًا باسم خطة العمل الشاملة المشتركة ، حيث لم يتبق سوى بضعة أيام حتى تنصيب الديموقراطي ، حسبما ذكرت القناة 12 الإسرائيلية. 

وقالت القناة إن مسؤولين أمريكيين أطلعوا تل أبيب على خططهم للتفاوض مع إيران.

وفقًا للتقرير، بدأ الأشخاص "نيابة عن بايدن في صراع مع إيران حول عودة محتملة لخطة العمل الشاملة المشتركة، ومع ذلك، لم تقدم القناة 12 تفاصيل حول ما تتم مناقشته بالفعل.

في وقت سابق، ظهرت تقارير تشير إلى أن ممثلي الدول العربية وإسرائيل قد حثوا بايدن على السماح لهم بالمشاركة في المفاوضات المستقبلية بشأن الاتفاق النووي لخطة العمل الشاملة المشتركة.

بينما أعطى بايدن تلميحات إلى أن عودة واشنطن إلى خطة العمل الشاملة المشتركة أمر معقول ، قال أيضًا إن إدارته، إذا عادت إلى الاتفاق، ستشدد القيود النووية الإيرانية وتطيلها ، فضلًا عن معالجة برنامج الصواريخ.

ومن ناحية إيران، أعلن الرئيس التنفيذي للشرکة الوطنية الإيرانية لنفط الجنوب، أحمد محمدي، أن بلاده مستعدة لزيادة إنتاج النفط إلى حوالى 95% من المستوى الذي كان عليه قبل الحظر الأمريكي.

وقالت وكالة "إرنا" إن إیران الآن مستعدة لعودة سريعة إلى أسواق النفط، مع تسلم جو بايدن الإدارة الأمريكية وإمكانية عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي ورفع الحظر، وبالتالي فإنها تهدف إلى تصدير 2.3 مليون برميل يوميا.

وانخفض إنتاج النفط في إيران إلى النصف تقريبا، إلى 1.9 مليون برميل يوميا منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في 2018 وما تلاه من تشديد للعقوبات ضد طهران.

ووفقا لبيانات وكالة "بلومبرج" فقد انخفضت صادرات النفط الإيرانية، التي بلغت 2.6 مليون برميل يوميا قبل ثلاث سنوات، إلى 133 ألف برميل يوميا.

ويقول خبراء إن زيادة إنتاج النفط الإيراني قد تشكل مشكلة لمجموعة "أوبك+" التي تحاول الحد من الإنتاج من أجل منع الأسعار من الانخفاض، وسط تراجع الطلب في ظل أزمة كورونا.