الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الزمالك الذي كان!


ماذا يحدث في حي الزمالك؟!،.. وما السر في إصرار البعض على تشويه كل ما هو هادئ وجميل وتحويله إلى أخر صاخب، قبيح وإن اختلفت المسميات التي يتم تحتها التدمير؟!،..أسئلة كثيرة أطرحها وحيرة أكثر من الإفصاح عنها.. ليس لعدم قناعتي بأهميتها بل بصفتي واحدة من المتضررين لسكني فيه، ولأنني لم اعتاد إدخال قلمي في أي ضرر شخصي يلحق بي، التزمت الصمت لكن عندما يتحول الدمار إلى قضية رأي عام وطلب أحاطه أمام البرلمان، فهنا وجب الكلام!.. 
  لن أتحدث عن أرصفة احتلتها مطاعم ومقاهي بلا تراخيص، وكلما أغلقها الحي ومضى مسئوليه لحال سبيلهم عاد الوضع أسوء مما كان عليه.. ولن أقف عند الأماكن المرخصة  تحت مسمى السياحة والترفيه سواء كانت أندية، مطاعم نيلية، أو غيرها أبرزها تلك الكائنة بشارع "26يوليو" والتي حولته بين ليلة وضحاها إلى ساحة مشاجرات شبابية منعت قاطنيه من النوم يوميًا! .. ولن أتكلم عن ضوضاء وتكدس مروري وسياس استولوا على الشوارع تحت مسمى "أكل العيش" وفرضوا إتاوات على السكان وإلا منعوهم من الانتظار.. ولا عن حوائط أسمنتية شيدت لدواعي أمنية أمام السفارات، فضيقت الشوارع وأصبح المارة يسيرون بين العربات!.. وطبعًا لن أفتح مناقشات وأحاديث عن معاناة يومية نعيشها منذ البدء في تنفيذ حفر الخط الثالث لمشروع مترو الأنفاق، ابسطها انقطاع المياه المتكرر والذي دام لثلاث أيام متواصلة في أحد المرات، وأخطرها ما حدث لعمارة الشربتلي من تصدعات قامت الدولة مشكورة بإصلاحها، فضلًا عن ترحيل سكان بعض عمارات شارع إسماعيل محمد عن منازلهم لأكثر من شهرين حتى يمر الحفار بسلام من تحت عمائرهم..
وبعيدًا عن كل ما حدث ولازال يحدث من تشويه بحسن أو سوء نية لمنطقة  كانت معروفة يومًا بحي السفارات، أعود للأهم أو بمعنى أصح  ما يمسني أنا وأنت وكل عاشق لبقايا الزمن الجميل..أنها عين القاهرة "كايرو أي" المشروع الكارثي على حد وصف وزير السياحة الأسبق/ منير فخري عبد النور!..
فعين القاهرة عبارة عن عجلة دواره يبلغ ارتفاعها 120 متر، ما يساعد زائريها على رؤية كافة المعالم السياحية من  داخل 48كابينة في كل منهم شاشة عرض تلفزيوني لوصف المعالم التي يشاهدونها عن بعد.. ويقام جانبها مجموعة من المحلات التجارية والمطاعم العالمية.. فضلًا عن تخصيص ساحة انتظار سيارات تسع ل500عربة وعدد من حافلات النقل البري والنهري للمشروع..
 يا له من مشروع رائع لكن لو نفذ في مكان أخر،..فأصحابه غفلوا أو تغافلوا أن برج القاهرة الذي يصل ارتفاعه إلى 188متر، وبه مطعم دوار مستوى 5نجوم على بعد 200متر فقط من المكان المزمع إقامة مشروعهم فيه!،.. فضلًا أن جميع خبراء البيئة يؤكدون أن القاهرة تحتل المدينة الأكثر في نسب التلوث ما يعوق رؤية المعالم السياحية عن بعد معظم أيام العام من داخل العجلة. 
وبعيدًا عن كل ما قيل ويقال،.. ألم يحاول أحد أصحاب المشروع أو من منحوهم تراخيصه النزول لمنطقة الزمالك وقت خروج المدارس، أو أثناء العطلات الرسمية ليلًا ليقفوا بالساعات جراء ازدحام المرور في كافة مداخلها ومخارجها؟!.. 
باختصار، مشروع عين القاهرة ممتاز كفكرة لكنه في المكان الخطأ،.. وهذا ليس رأي شخصي بل موقف معظم أهالي الزمالك اللذين دشنوا عريضة الكترونية لرفض المشروع وتحمس للدفاع عن قضيتهم كبار الكتاب الصحفيين بأقلامهم الشريفة الحرة منهم صلاح منتصر، ألهام أبو الفتح، صبري غنيم، سليمان جودة، وغيرهم.. كذلك هناك تحرك برلماني موسع من عدد ليس بقليل من أعضاء المجلس الموقر منه بيان قدمه النائب محمود عصام إلى وزير السياحة لإعادة النظر في المشروع، وطلبات إحاطة أحدهما من النائبة شيماء حلاوة، وأخر  قدمه نائب دائرتنا قصر النيل الدكتور أشرف حاتم رئيس لجنة الشئون الصحية بمجلس النواب ووزير الصحة الأسبق، والذي طالب فيه وزيرة البيئة بوقف المشروع لمخالفته لقانون البيئة.. فهل من سبيل كي تصل أصواتنا لصناع القرار وينقذوا بقايا الزمالك قبل فوات الأوان؟! 

  


 

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط