الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خدعوك فقالوا..السعادة رفاهية!


هل الثراء والحرية وحدهما كافيان لنثر بذور الفرحة على أرضية شعوب العالم؟!،.. وماذا لو تمتع الفرد بكل ما لذ وطاب من طاولة السعادة على حد المقدار الذي  حددته هيئة الأمم المتحدة لقياس مدى تمتع البلدان بمقوماتها، وعانى من وحدة الروح وفقدان الهدف؟!،.. أسئلة كثيرة أطرحها بمناسبة العشرين من مارس أو بمعنى أصح ما يطلق عليه "اليوم الدولي للسعادة"..


هذا اليوم،..الذي ربطت الأمم المتحدة ماهيته بـ17 هدفا للتنمية المستدامة تقوم جميعها على رسم نموذج اقتصادي جديد يقضي على الفقر، ويحد من التفاوت والتباين الاجتماعي، ويحمي كوكب الأرض.. فوفقًا لهذه المعايير جاءت الدنمارك، النرويج، هولندا، وغيرها من البلدان الاسكندنافية على  رأس قائمة دول العالم الأكثر سعادة.. 


والغريب أن معدلات الانتحار تزداد بصورة لافته للنظر في نفس هذه الدول، رغم ما توفره حكوماتها من دعم مادي، ورعاية صحية للشباب قبل العجائز!.. والمتتبع لرسائل المنتحرين المنشورة على بعض المواقع الالكترونية يلاحظ معاناة أصحابها الملل من كل متاح حتى ماتت الأحلام، وباتت المشاعر خاوية من أي بسمة!.. 


ولا أعرف لما وكيف ذكرتني هذه الرسائل بفيلم  "حرب الفراولة" للكاتب المتميز مدحت العدل، والذي أنتج عام 1994،.. وتدور قصته حول ثري يفتقد السعادة، فيتجول بسيارته الفارهة في الشوارع والمناطق الشعبية بحثًا عنها.. ولسوء أو طمع  اثنين من الباعة الجائلين ينعمان بأحلى حكاية غرام، يلتقيان به.. فيعقد معهما صفقة بنظام المقايضة، يعطيهما المال مقابل أن يأخذ سعادتهما.. وطبعًا اغتر الغلابة بالعرض.. والنتيجة،.. ضياع المال والحب!..


أعزائي الباحثين والباحثات عن الفرحة،.. لو كانت السعادة مالا وشهرة ما انتحرت النجمة داليدا ولا المغنية العالمية ويتني هيوستن،.. وإذا كانت في الملك ما تنازل الأمير هاري وزوجته ميجان عن ألقابهما الملكية.. أما لو كانت  حقًا في القضاء على الفقر، وخفض درجات التباين والتفاوت الاجتماعي، والحفاظ على البيئة من كل المخاطر التي تهدد سلامتنا كما عرفتها الأمم المتحدة، فهذه ليست مقومات السعادة بل هي أبسط حقوقي أنا وأنت وكل فرد يحيا على هذه الأرض!..


فالسعادة يا سادة،.. من وجهة نظري الشخصية جدًا، لها مفهوم مختلف تمامًا عن كل ما قيل ويقال، فهي لم ولن تكن أبدًا حرية مطلقة بلا رابط أو ضابط، وإلا تحولت لفوضى وانحلال يجلب التعاسة والضياع.. كذلك يستحيل إيجادها في ساحة شاسعة منفردة ولو امتلأت بالخضار ما لم تزرع بحرفي الحاء والباء..

 
السعادة باختصار،.. مساحة لا تزيد عن ذراعين وحضن كله حب سواء من أب، أم، أهل، أصدقاء، وطبعًا لا يوجد أحلى ولا أجمل من زوج وزوجة يعيشان العشق عن حق.. 


ليتكم تدركون أن المعنى الحقيقي للسعادة يكمن في هذا الساحر المسمى "حب".. وتتعلمون كيف تحبون أنفسكم أولًا قبل غيركم.. فلو أحب أي منا ذاته ما عرضها لعلاقة مؤذية، ولا استسلم لظروف اجتماعية أو مادية مهما بلغت قسوتها وعلق فرحته على تلابيب تغيرها.. 


تعالوا معًا ندشن تعريفا جديدا للسعادة قائما على استعادة عافيتنا العاطفية،.. ربما نجحنا في حل مشاكل دول عدة عانى بعض أبنائها من مفاهيم خاطئة للحب، بما في ذلك حبهم لأوطانهم، علنا نقضي على الإرهاب، وكافة أشكال الفساد.. وكل يوم سعادة وأنتم طيبون..  

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط