الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عبد المسيح ممدوح يكتب: بطولة أمهات بأحمال مضاعفة

صدى البلد


آلام، أوجاع، طلاق، وأحزان، ومعاناة كثيرة تواجهها الأم المصرية بسبب إنجابها طفل أو طفلة من ذوي الإعاقة، تواجه صعوبات في كافة مناحي الحياة، عندما تبدأ رحلة تعليم ودعم ومساندة طفلها أو طفلتها من ذوي الإعاقة، بسبب نظرات مجتمعية لا تدرك ما تشعر به وما تعاني منه هذه الأم ولا تدرك حجم المسؤولية التي تقع على عاتقها لتربية طفل من ذوي الإعاقة. 
تتعرض الأم لصدمة مؤقتة ولكنها تستطيع سريعا تجاوزها، وتقرر بشكل لا يحمل القسمة على اثنين أن تتحدى واقع ومجتمع بالكامل وتقرر إنها تسير بمفردها لكي لا يشعر طفلها من ذوي الإعاقة أنه ينقصه شيئا، فلو كانت الأم لها بطولات لا تعد ولا تحصى فالأم لأبناء من ذوي الاعاقة عندها بطولة مضاعفة بسبب ما تقوم به من إنجازات في كافة المجالات التعليمية والاجتماعية وحتى الأسرية بسبب عدم إيمان الكثيرين بمواهب وقدرات الأشخاص ذوي الإعاقة. 
تبدأ قصة الكفاح بعد الولادة بفترة ليست كبيرة، تذهب للأطباء أملا في إيجاد حلا طبيا، ولكي تضع نجلها في الطريق السليم، لكي يستطيع أن يتواجد بجوار الأشخاص الطبيعيين، فانها تبذل مجهودا كبيرًا ، مرورًا بمرحلة الدراسة بمدارس التربية الخاصة، و ما تعانيه لإلحاق ابنها بمراحل الدمج في المدارس العادية وما يوجد بها من مشكلات بسبب قلة تدريب المعلم وعدم ترحيب الطلبة المرافقين وتنمر البعض على طفلها، فهي رحلة طويلة حتى تجد نجلها متخرجا من جامعته محققا الكثير من النجاحات التي صعب على الأصحاء الوصول إليها ولكنه حقق ذلك بوجود شخص يؤمن به ويثق فيه وفي مواهبه وقدراته، يحقق نجاحه بسبب إيمان أمه به. 
في ظل هذه النجاحات للأم لم نجد تكريما حقيقية وإبراز لنجاحات الأم لشخص ذو إعاقة، رغم وجود قصص كثيرة ونجاحات لأمهات مع أطفالهن، واجهن تحديات كبيرة أبرزها رجل يقرر الطلاق منها نظرًا لإنها أنجبت طفلًا من ذوي الإعاقة متخليا عن كافة المسؤوليات المجتمعية والدينية والأخلاقية نتاج قلة وعي وهو ما يفتقده كثيرين.
نحتاج لبرامج توعية واضحة وبشكل علمي عن الأشخاص ذوي الإعاقة للمجتمع أجمع والأسر المتواجد بها أشخاص ذوي إعاقة بشكل خاص، وبرامج تدريب وتأهيل وتوعية يضعها متخصصون وبتكاتف كافة المؤسسات الحكومية والخاصة متمثلة في وزارة التضامن الاجتماعي بالاشتراك مع مؤسسات وجمعيات المجتمع المدني، مرورًا بوسائل الإعلام المختلفة والبرامج التلفزيونية، وأن ينظروا لرئيس الجمهورية وما يفعله ويقدمه تجاه الأشخاص ذوي الإعاقة وإيمانه بهم وبقدراتهم وحرصه الدائم على تواجد الشخص ذوي الاعاقة في كافة الاحتفالات والمناسبات ووضع الشخص ذوي الاعاقة في مكانة مميزة بعد تجاهل منذ سنوات.