يوافق اليوم الخامس والعشرين من أبريل، الاحتفال بتحرير سيناء ورفع العلم المصري الخفاق في سماء العريش، تلك اللحظة التي كان ينتظرها الرئيس الراحل أنور السادات والتي في سبيلها فعل الكثير، لكن يد الغدر لم تمهله حتى يرى تلك اللحظة التي توجت نجاحه في قراريّ الحرب والسلام الذين اتخذهما في ظروف دقيقة من تاريخ هذه الأمة
لا شك في أن هذه الذكرى العطرة تعتبر نقطة تحول في تاريخنا المعاصر من إرساء قواعد السلام والحصول على الحقوق طبقاً للمعاهدات لا سيما أن آخر الحروب التي خاضتها مصر كانت قد أظهرت تماسك شعبها وقوة وعزيمة جيشها المنتصر الذي لم يأبه بالدعاية الإعلامية الكاذبة حينها والتي كانت تتحدث عن أن جيش العدو لا يُقهر وأن الساتر الترابي الذي وضعوه على الضفة الشرقية للقنال، لا يمكن عبوره برياً، ناهيك عن أنابيب النيران التي ستفتح نيرانها على كل من يحاول الوصول للضفة الشرقية لقناة السويس كجزء مما كانت تروج له الآلة الإعلامية المعادية لكسر الإرادة وبناء جدار نفسي يشبه الساتر الترابي المزعوم بداخل المصريين يجعلهم يتخيلون أنه من المستحيل العبور إلى سيناء، لكن الإيمان والثقة بالنفس وقدرات هذا الشعب ال لا محدودة في ظل القيادة الوطنية، كانت مفتاح النصر الذي جعل العدو ومَن وراءه يراجع حساباته ويجنح للسلم والمفاوضات التي بمقتضاها انسحبت قواته تباعاً من مواضع تمركزها في سيناء الحبيبة، فكان الخامس والعشرين من أبريل عام 1982 موعد رفع العلم المصري على أرض الفيروز إيذاناً ببدء مرحلة جديدة من الحسابات الاستراتيجية في المنطقة لقوة ودور مصر تحت حماية جيشها المنتصر الذي استطاع بسواعد أبناء الشعب العنيد استرداد تلك الأرض التي احتلها العدو في ظرف استثنائي لن يتكرر
وتأتي هذه الذكرى مواكبة لشهر رمضان المبارك الذي انتصرت فيه قواتنا المسلحة الباسلة في معركة العاشر من رمضان – السادس من أكتوبر – وفي ظل محاولة وضع هذه القوات المصنفة ضمن أقوى جيوش العالم تحت استفزاز وتعنت أثيوبي في أزمة ذلك السد الذي ما كان له أن يرى النور لولا ما مرت به مصر من مخاض ثورتين متتاليتين حولتا دفة مصر في النهاية إلى الطريق الصحيح، لكن المحارب والمفاوض المصرييّن صبوران ويقفان على أرض صلبة مؤمنين بتحقيق الأهداف التي يصبو إليها الشعب المصري الذي يضع ثقته فيهما، ويعلم جيداً دور كل منهما، ولا يشك في قدرتهما على الوصول لتلك الأهداف تحت قيادة واعية تعرف جيداً ما تقوم به وما يجب عمله وفي أي وقت...
وهذا ما يدعو كل من تسوّل له نفسه محاولة اختبار قدراتنا وصبرنا إلى التريث ومراجعة حساباته ومحاولة فهم الطرف الذي يختبر صبره أو يحاول مناورته، وليست ذكرى الخامس والعشرين من أبريل التي نحتفل بها اليوم ببعيد!
دامت انتصاراتنا وأيامنا المجيدة التي نعتز بها ودامت مصر قوية عزيزة منتصرة.