الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عدوان إسرائيلي جديد على سوريا| استعراض للقوة أم للحكاية وجه آخر|خبراء يجيبون

الأسد في قاعدة حميميم
الأسد في قاعدة حميميم

أعلنت سوريا تصدى قوات دفاعها الجوي، لـ عدوان إسرائيلي من اتجاه جنوب غرب اللاذقية على بعض النقاط في المنطقة الساحلية وأسقطت بعض الصواريخ.

ووفقا لما نقلته وكالة الأنباء السورية "سانا"، عن مصدر عسكري، أن عدوان إسرائيلي أدى إلى مقتل مدني وإصابة 6 آخرين بينهم طفل ووالدته في حصيلة أولية إضافة إلى وقوع بعض الخسائر المادية، من بينها منشأة مدنية لصناعة المواد البلاستيكية.

وكانت وسائل إعلام رسمية سورية ذكرت أن الدفاعات الجوية تصدت لـ عدوان إسرائيلي على عدة مناطق في شمال غرب سوريا، بينها ميناء اللاذقية المطل على البحر المتوسط. 

ونشرت وسائل إعلام سورية عدة مقاطع فيديو قالت إنها توثق مواقع انفجارات في مدينتي اللاذقية وطرطوس غرب سوريا ناجمة عن عدوان إسرائيلي، أدى إلى سماع دوي انفجارات على ساحل المدينتين تبين لاحقا أنها ناجمة عن تصدي القوات السورية لأهداف معادية.

وأعلن فوج إطفاء اللاذقية إخماد حريق ناجم عن صواريخ العدوان الإسرائيلي الذي استهدف مستودعا مدنيا للمواد البلاستيكية في ريف محافظة اللاذقية.

 

هجوم نادر قرب قاعدة حميميم 

 ويمثل العدوان الإسرائيلي على اللاذقية أمرا نادرا لأنه وقع بالقرب من قاعدة حميميم الجوية الروسية، وعلى منطقة موطن تمثل عائلة الرئيس السوري بشار الأسد، التي تنحدر من مدينة قرداحة في الجبال العلوية على بعد 28 كيلومترا جنوب شرقي اللاذقية.

 

العدوان الإسرائيلي ليس الأول من نوعه

الضربات الجوية الإسرائيلية على المواقع السورية لم تكن الأولى من نوعها، ففي 2020 ووفقا للتقرير السنوي الذي يصدره الجيش الإسرائيلي في ديسمبر من كل عام، أعلنت قوات الاحتلال تنفيذ عدد من عمليات القصف استهدفت حوالي 50 هدفاً في سوريا، من دون أن يقدم تفاصيل عنها.

وفي الأشهر الأخيرة كثفت إسرائيل وتيرة استهدافها لمواقع عسكرية وأخرى للقوات الإيرانية والمجموعات الموالية لها في مناطق سورية عدة.

وأوقعت غارات إسرائيلية في 13 يناير الماضي على مخازن أسلحة ومواقع عسكرية في شرق سوريا 57 قتيلاً على الأقل من قوات النظام السوري ومجموعات موالية لإيران، في حصيلة تُعدّ الأعلى منذ بدء الضربات الإسرائيلية.

 

العدوان الإسرائيلي سيتكرر

 يقول أستاذ العلوم السياسية، طارق فهمي، إن الإدارة الإسرائيلية نقلت إلى الإدارة الأمريكية من خلال وفد إسرائيلي زار الولايات المتحدة الأمريكية ضم يوسف كوهين رئيس الشاباك، ورئيس مجلس الأمن القومي خلال الأيام الأخيرة، أن إسرائيل سوف تضرب في سوريا حينما تقتضي الضرورة، وستضرب في العمق السوري وفي جميع المواقع للحفاظ على الأمن القومي الإسرائيلي.

وأضاف "فهمي" في تصريحات لـ "صدى البلد" أن الضربة الجوية الإسرائيلية على الأراضي السورية جاءت بعد الإعلان الإسرائيلي عنها أثناء الاجتماع مع الجانب الأميركي.

 

ضرب سوريا لرفع الروح المعنوية 

وتابع: أن هذه الضربة أيضا تمثل ضربة معنوية بالنسبة للجانب الاسرائيلي ردا على الصاروخ السوري الذي أطلق على مفاعل ديمونة النووي، والذي أجريت عليها تحقيقات كبيرة في سرية شديدة، وبالتالي فأن النظام الإسرائيلى بهذه الضربة يعلن أنه لن يتوقف عن ملاحقة النظام السوري والتنظيمات التابعة له سواء كان حزب الله أو الحرس الثوري الإيراني أو غيره من الجماعات الموالية للنظام السوري وإيران.

وأوضح: أن حجم التحديات التي تراها إسرائيل من الجانب السوري كبير مما يجعلها تأخذ استباقية الرد بالضربات العسكرية سواء بموافقة الجانب الأميركي أم لا، متابعا: هذه التهديدات التي تراها إسرائيل تتشكل في استمرار وجود قوات الحرس الثوري الإيراني في جنوب السوري بالقرب من السويداء ودرعا وأمام مدينة القنيطرة، ولهذا تقوم إسرائيل بضرب الأماكن الحيوية في العمق السوري لتأكيد حضورها في الأراضي السورية.

 

الضربات الإسرائيلية على سوريا لن تتوقف 

وأكد أستاذ العلوم السياسية: أن الضربات العسكرية الإسرائيلية على الأراضي السورية سوف تستمرـ ولن تتوقف إلا برحيل القوات الإيرانية ومعها حزب الله، ولكن هذا من الصعب حدوثه في هذا التوقيت.

وأوضح: أن الجانب الإسرائيلي يقوم بعمل خريطة استهداف تحتوي على أهداف إستراتيجية تشمل الموانئ والمطارات العسكرية ومخازن السلاح، هذه هي الأهداف التي تعمل إسرائيل على ضربها بغض النظر عن أماكن تواجدها فهي تضرب في أي مكان داخل العمق السوري.

 

حرب مع إيران بطريقة غير مباشرة

ومن جانبه قال الخبير في العلاقات الدولية، طارق البرديسي، أن الضربات الإسرائيلية التي وقعت على الأراضي السورية هي استكمالا لسلسلة الضربات التي تستهدف نقاط أو أهداف تمثل تهديد لإسرائيل داخل سوريا، مثل المراكز التابعة لإيران والتي تعمل على تطوير وعمل الصواريخ في الأراضي السورية، لهذا تعتبر هذه الضربات العسكرية حرب مع إيران بطريقة غير مباشرة.

وأوضح البرديسي في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن هذه الضربات قامت بـ استهداف مدينة اللاذقية التي تعتبر مسقط رأس الرئيس بشار الأسد، والتابعة للطائفة العلوية بالقرب من مطار حميميم الذي تتخذه روسيا قاعدة عسكرية لها.

 

قطع هذه الأذرع الإيرانية في سوريا 

وتابع: أن البعض يتصور أن هذه الضربات تعتبر تطور نوعي من جانب إسرائيل على سوريا، ولكن هذا لا يعتبر تطور نوعي وإنما هو استكمال وتطور طبيعي ومنطقي لسلسلة طويلة ومستمرة من الهجمات الإسرائيلية على الأهداف الموجودة في الأراضي السورية، والتي من المتوقع أن تكون مراكز إيرانية أو تجمعات لعناصر مسلحين تابعين لإيران أو حزب الله التابع لإيران.

 

إيران كلمة السر في الضربات الإسرائيلية 

وأكمل: "إسرائيل تسعى لقطع هذه الأذرع الإيرانية في سوريا لحماية أمنها القومي، ولكن الأن أصبحت المواجهة مباشرة بين إيران وإسرائيل على الأراضى السورية.

وأوضح: أن هذه الحرب أو الضربات العسكرية الاسرائيلية في الأراضي السورية لن تنتهي إلا بالتوصل إلى اتفاق نووي بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، لأن هذا الاتفاق سيكون له المردودة الخاص وتداعياته على وقف هذه الضربات التي ستظل مستمرة طالما لا يوجد اتفاق نووي مع إيران.