الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الفركة النقادية.. حرفة تراثية ساهمت التجربة الهندية في تطويرها.. والسياحة الأمل الأخير لإنقاذها من الاندثار

الفركة النقادية
الفركة النقادية

الابتكار ونقل تجارب الآخرين فى صناعة أشكال و منتجات جديدة من "الفركة النقادية" يراه الكثير من عشاق وصناع الفركة بأنه السبيل الأهم للحفاظ عليها هذه الحرفة العريقة من الإندثار، وهو ما يتضح خلال محاولات كثيرة تبذلها الدولة و المهتمين بحرفة الفركة لإنقاذها من الإندثار، ساهمت إلى حد ما حتى الآن فى الحفاظ على حرفة بدأها أجدادنا الفراعنة.


الفركة حرفة عتيقة تحولت إلى جزء من تراث الفرعونى الذى تتميز به محافظة قنا و مدينة نقاده تحديداً، وكانت حتى عقود قريبة من مصادر الدخل القومى لمصر، لكثافة الكميات المصدرة للدول الإفريقية والتى كانت لا تتم الكثير من زيجاتهم إلا باقتناء قطع من منتجات الفركة النقادية وكانت بمثابة طقس من طقوس الزواج.

 


قال حازم حمدى توفيق، مدير مركز الفركة بجمعية الشابات المسلمات بنقاده، زيارتى لدولة الهند ضمن وفد لتبادل الخبرات فى مجال الحرف اليدوية و منها الفركة، استفدت منه فى نقل تكتيك وخبرة وتجربة جديدة لتطوير صناعة الفركة فى مصر، والتى كانت تسير بنمط قديم ومتوارث منذ الأزل، و هو ما ساهم فى تطوير منتجات الفركة فى نقاده من خلال تنفيذ وتصميم أشكال و أحجام بألوان مختلفة، كان لها الدور الأكبر فى الحفاظ على الحرفة من الإندثار.

 


و تابع توفيق، انبهرت بما يحدث فى الهند تجاه الصناعات والحرف اليدوية بشكل عام، فهناك وزير للحرف اليدوية، وفتح أسواق أوروبية لتسويق الحرف، وهو ما أدى للحفاظ على الحرف اليدوية ومساهمتها فى دفع عجلة الاقتصاد هناك، وهو ما بدأنا نشهده فى الفترة الأخيرة، من قبل الدولة حيث بدأت الدولة الاهتمام بالحرف اليدوية بشكل عام، ومن ضمنها الفركة حتى تعود لسابق عهدها، وتساهم فى توفير فرص عمل و تدعم ميزانية الدولة.


وأضاف توفيق، الفرصة المتاحة أمام الفركة حالياً تتمثل فى السوق السياحى، وهو ما يستدعى فتح مجال أكبر لتطوير حرفة الفركة و تعليم صناعتها فى المدارس الصناعية، و طالبنا من قبل بإنشاء قسم للنسيج اليدوى فى المدارس الصناعية، أسوة بالأقسام الموجودة بأخميم وكرداسة، و ننتظر الموافقة على المقترح للحفاظ على هذه الحرفة من الاندثار لأن التعليم له دو كبير فى الحفاظ على التراث.

 


و أوضح توفيق، بأن الفركة حرفة تراثية و فن من فنون النسيج الذى تشتهر به مدينة نقاده منذ عصر الفراعنة، وكانت كل بيوت نقاده بها أنوال توزع وتصدر منتجاتها للعديد من الدول الإفريقية، خاصة حتى فترة السبعينيات التى كانت بمثابة العصر الذهبى للفركة، إلى أن تدهورت العلاقات المصرية الإفريقية و تدهورت حرفة الفركة لتدنى أجور العاملين بها وصعوبة الحرفة واستغراقها وقت كبير.

 


و أشار توفيق، إلى أن هناك منافسة شرسة تواجهها حرفة الفركة، أمام المنتجات الصينية التى تعتمد على رخص أسعارها، لكنها لا ترقى إلى جودة منتجات الفركة التى تتميز بخامات وخيوط طبيعية لا تسبب أى أضرار صحية لمرتديها، فضلاً عن تصميمات متنوعة ومبهجة لا تستطيع أى منتجات أن تصل لمستواها، كما أن الفركة كانت ولفترة قريبة ضمن طقوس الزواج فى بعض البلاد الإفريقية.


و قال عرفات سمهودى "مهندس زراعى" مثلت الفركة فى الفترات السابقة مصدر أساسي للدخل بمدينة نقادة، و ساهمت بشكل كبير فى الدخل القومي، عندما كانت مدينة نقادة المصدر الوحيد على مستوى العالم لهذه الصناعة الفريدة التى توارثوها عن أجدادهم الفراعنة واحتكروها بحرفيتهم ومهارتهم التى أذهلت الجميع، كما أنها تحولت لجزء من تراث مدينة نقادة واحتلت مكانة متميزة كونها مصدر الدخل الاساسى لمعظم عائلات نقادة، فحتى فترة قريبة لم يخلوا بيت من بيوت نقادة من" النول اليدوى" الخاص بصناعة منتجات الفركة.

و تابع سمهودى، فكانت هناك بيوت متخصصة فى صبغ الخيوط وأخرى فى تجمعيها وأخرى فى التسويق، لكن الفترة الأخيرة بدأت الفركة النقادية تعانى وبشدة من المنافسة الشرسة للمنتجات الصينية والهندية التى تلعب على وتر السعر، فالصين والهند لم يكتفيان بتصدير الخيوط المصبوغة لمصر، بل قاموا بتصنيع وإنتاج مختلف الأقمشة والملايات الصعيدية التي تنتجها الورش المصرية وصدروها لنا بأسعار زهيدة لكنها ليست بكفاءة وجودة المنتج المصري.

الفركة النقادية

IMG_20210109_121024
IMG_20210109_121024
IMG_20210109_125836
IMG_20210109_125836
IMG_20210109_130830
IMG_20210109_130830
IMG_20210109_112002
IMG_20210109_112002
IMG_20210109_111624
IMG_20210109_111624
IMG_20210109_111932
IMG_20210109_111932