الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ياسر عبيدو يكتب: الرجولة فى خطر

صدى البلد

(الرجولة في خطر) هذا هو خلاصة الكتاب الذي أصدره الطبيب الفرنسي أنتوني كلير، بأن الحياة المعاصرة في الدول المتقدمة أفقدت الرجال خصائصهم الجسدية والنفسية والأخلاقية أيضا، وأن الرجل البسيط في الغابة أو الصحراء هو أكثر رجولة من ملوك المال والصناعة والتجار والموظفين الجالسين وراء مكاتبهم، واقتربت صورة الرجل (لتتشابه) مع المرأة إلى حد “خطير”، فبات نجوم الغرب الذين هم القدوة والمثل وصناع الموضة ويظهرون بالأقراط في آذانهم ويضعون “الباروكات”، ويعلنون وهم في كامل مكياجهم وميوعتهم عن زواجهم بمثليين.

 بعض الباحثين يدقون ناقوس الخطر على أزمة الرجولة في العالم بسبب زيادة نسبة الاختلاط الزائد، حيث أصبحت أكثر المدارس تقوم بالتدريس فيها النساء، وهو ما يرجعه الكثير من الباحثين إلى الثورة النسوية في ضوء الحملات المناهضة للتحرش، والمطالبة بمساواة الجنسين في الحقوق والواجبات و(تمكين المرأة)، وهو الأمر الذي انعكس بالسلب على المجتمعات من خلال ضياع دور الرجل الذكوري في المجتمع والمسؤولية الأبوية في المنزل.

صحيفة لوفيجارو الفرنسية والباحثة أوليفيا جازالي، عبروا عن أسفهم و"شفقتهم على هؤلاء الرجال الذين أجبروا على الاعتذار عن كونهم رجالا"، أما الفيلسوف الفرنسي فرانسوا أوشي، فعلق "لا يمكن أن نظل غير مبالين بالتغيير الأنثروبولوجي الذي يتم أمام أعيننا.. في عالم لم يعد يبرز فيه ما يدل على أي فوارق بين الجنسين". فاهتمام الجمهور يركز بشكل طبيعي على تمكين المرأة على جميع المستويات، لكن كيف يمكن ألا تؤثر هذه "الثورة الأنثوية" على الجنس الآخر ؟، فأين العدل والمساواة للرجال في ذلك؟ وأين القوانين التي تحمي حقوقهم وواجباتهم؟

وطرحت الكاتبة الفرنسية لاتيتا بونار في كتابها "هل عفا الزمن على الرجال؟"، و تشخص فيه تراجع ترتيب الرجال، مستعينة بالعديد من الدراسات، فالمرأة استفادت كثيرا من التكنولوجيا في سد حاجتها عن الرجل، بفضل التخصيب الصناعي وغيرها من الأمور، في الوقت الذي لم تعد فيه القوة البدنية للرجال ذات فائدة اجتماعية. وتتهكم الكاتبة الفرنسية وتقول: "اعتقد أننا نطلب المستحيل من الرجال، حيث نطلب منهم أن يكونوا أقوياء وضعفاء في نفس الوقت وقساة ومتفهمين، و شديدين في الخارج، ولطفاء ورومانسيين بالمنزل"، لذلك أصبح الكثير من الرجال يميلون إلى الفرار من الواقع، تاركين مسئولية إدارة العالم للنساء، فيزيد الطلاق والعزوف عن الزواج ويكثر العزاب من الرجال والنساء، وبأيدينا خربنا (فطرة الله في خلقه) بأفكار شاذة، وقوانين مشجعه على ذلك، وفقد الرجل (دوره) وأصبح يتعامل بالمثل، فخرج لنا (مجتمع مشوه) ليتزوج الرجل من رجل للحصول على (بديل انتقامي) من المرأة.
ويُروى أنّ‮ ‬شابا جزائريا أتى الشّيخ عبد الحليم بن سماية‮ (‬‬1933م‮) ‬فسأله كالمستنكِر قائلا‮: ‬هل صحيح‮ ‬يا شيخ أنّ‮ ‬الذّهب حرام على الرجال؟‮! ‬فصعّد الشّيخ نظره إليه وصوّبه ثمّ‮ ‬قال‮: ‬عندما تكونون رجالا،‮ ‬يُحرم عليكم الذهب‮!‬
هذا ما أجاب به أحد علماء الجزائر شابا ممّن تخنّثت طباعهم قبل أكثر من‮ ‬80‮ ‬سنة،‮ ‬ولا شكّ‮ ‬أنّ‮ ‬ذلك الشابّ‮ ‬لم‮ ‬يبلغ‮ ‬في‮ ‬تخلّيه عن مظاهر الرّجولة ما بلغه كثير من شباب الجزائر وسائر بيلاد=نا العربية المأزومة بغرقها حتى أذنيها فى الثروة والبطالة المقنعة ويقضى الشباب جل وقتهم فى حمامات الساونا ومراكز التجميل وحمامات اللبن والتدليك في‮ ‬هذه الأيام،‮ ‬ممّن أصبح لا‮ ‬يميّز كثيرًا منهم عن النّساء سوى أسماء مدوّنة في‮ ‬البطاقات الشّخصية؛ شباب لا‮ ‬يغادر الواحد منهم بيته في‮ ‬الصّباح حتى‮ ‬يقضي‮ ‬وقتا ليس بالقصير أمام المرآة،‮ ‬يستأصل كلّ‮ ‬سواد‮ ‬يمكن أن‮ ‬يعكّر بياض وجهه،‮ ‬ويموّج شعره بالدّهن أو‮ ‬يجعله على شكل مكنسة أو‮ ‬يسنّمه على هيئة عرف الدّيك أو سنام البعير،‮ ‬وربّما‮ ‬يطيله ويجمعه خلف ظهره ويلمه الى توكة او شريطة كانت مقصورة على الاناث فاختلط بعد ذلك الأمر علينا فتشابه البقر؛‮ ‬يلبس الضيّق والمتدلّي‮ ‬والملوّن والمذري‮ ‬من الثياب،‮ ‬ويضع من أجود أنواع العطوروالدهن؛‮ ‬يطوّق رقبته بسلسلة ومعصمه بإسورة،‮ ‬ويجعل في‮ ‬إحدى أذنيه قرطا وفي‮ ‬الأخرى سمّاعة تحافظ على رقّة مشاعره ورهافة أحاسيسه بأغانٍ‮ ‬عاطفية ذات موسيقى خليعة تناسب ذوقه،‮ ‬ثمّ‮ ‬يخرج متمايلا في‮ ‬مشيته متغنّجا في‮ ‬حركاته،‮ ‬إذا تكلّم تذلّل في‮ ‬كلامه ومطّط شفتيه وحرّك عينيه وحاجبيه،‮ ‬وإذا ضحك طاولت قهقهته السّحاب؛ لا تسمع له حديثا إلا في‮ ‬سفاسف الأمور وترّهاتها،‮ ‬ولا تعرف له هما إلا ما تعلّق بأخبار نجوم الرياضة والفنّ،‮ ‬وقصص الهيام والغرام،‮ ‬ومغامرات الطّيش والعبث في‮ ‬الهاتف وعلى صفحات الأنترنت؛ إذا نظرتْ‮ ‬إليه أو كلّمتْه لعوب ذاب في‮ ‬جلده،‮ ‬ونسي‮ ‬ماضيه وحاضره ومستقبله،‮ ‬وغرق في‮ ‬بحر العواطف وضيّع دنياه مع دينه‮.‬
هذا الواقع الذي‮ ‬يعيشه شباب هذه الأمّة،‮ ‬هو حصادٌ‮ ‬مرّ‮ لما‮ ‬مارسته وسائل الإعلام على مدار عقود متوالية على عقول وقلوب شبابنا،‮ ‬عن طريق البرامج الماجنة والمسلسلات والأفلام التي‮ ‬نقلت شباب هذه الأمّة من ميادين صراع الحضارات إلى ميادين الشّهوات،‮ ‬وأنستهم قدواتهم من الصحابة الفاتحين والأئمة المرضيين،‮ ‬وصنعت لهم قدوات جديدة من شواذّ‮ ‬الفنانين والممثّلين والرياضيين،‮ ‬وأغرتهم بكسر الحدود والحواجز المادية والمعنوية بين الرّجال والنّساء،‮ ‬ودعتهم إلى إلغاء الفوارق بين الجنسين في‮ ‬اللّباس والعادات،‮ ‬فكان ما كان وبليت الأمّة بجيل لا تفرّق فيه بين هانى وهناء‮.‬
يحدث كلّ‮ ‬هذا في‮ ‬وقتٍ‮ ‬تتداعى فيه الأمم على أمّة الإسلام وتتنافس على نهب خيراتها وتدنيس مقدّساتها وانتهاك حرماتها،‮ ‬واستباحة دماء وأعراض أبنائها،‮ 
في‮ ‬زمن من الأزمان،‮ ‬أراد أعداء الإسلام‮ ‬غزو بلاد المسلمين،‮ ‬فأرسلوا جاسوسا لهم‮ ‬يستطلع الأحوال ويتحسّس الأخبار،‮ ‬وبينما هو‮ ‬يسير في‮ ‬حيّ‮ ‬من أحياء المسلمين،‮ ‬رأى‮ ‬غلامين في‮ ‬أيديهما النّبال والسّهام،‮ ‬وأحدهما قاعد‮ ‬يبكي،‮ ‬فدنا منه وسأله عن سبب بكائه،‮ ‬فأجاب الغلام وهو‮ ‬يجهش بالبكاء‮: “‬إنّي‮ ‬قد أخطأت الهدف‮”‬،‮ ‬ثمّ‮ ‬عاد إلى بكائه‮. ‬قال له الجاسوس‮: ‬لا بأس عليك،‮ ‬خذ سهماً‮ ‬آخر،‮ ‬وأصب الهدف‮! ‬فقال الغلام بلهجة‮ ‬غاضبة‮: “‬ولكنّ‮ ‬العدوّ‮ ‬لا‮ ‬ينتظرني‮ ‬حتى آخذ سهماً‮ ‬آخر وأصيب الهدف‮”. ‬ذهل الجاسوس وما كان منه إلا أن عاد إلى قومه،‮ ‬وأخبرهم بما رأى،‮ ‬فأدركوا أنّ‮ ‬الوقت‮ ‬غير مناسب لغزو بلاد المسلمين‮. ‬
ثمّ‮ ‬مرت السّنوات،‮ ‬وتغيّرت الأحوال،‮ ‬وأراد الأعداء‮ ‬غزو بلاد الإسلام،‮ ‬فأرسلوا جاسوسهم يستطلع الأخبار،‮ ‬وحين دخل بلاد المسلمين رأى شابّاً‮ ‬في‮ ‬العشرين من عمره قاعداً‮ ‬يبكي،‮ ‬فدنا منه وسأله عن سبب بكائه،‮ ‬فرفع رأسه،‮ ‬وقال مجيباً‮ ‬بصوت‮ ‬يتقطّع حسرة وألماً‮ ‬إنّ‮ ‬خليلته التي‮ ‬منحها مهجة قلبه وثمرة فؤاده قد هجرته إلى الأبد،‮ ‬وذهبت إلى‮ ‬غيره،‮ ‬ثمّ‮ ‬عاد إلى بكائه‮! ‬وهنا تفتّحت أسارير الجاسوس،‮ ‬وعاد إلى قومه‮ ‬يفْرك‮ ‬يديه مبشّراً‮ ‬إياهم بالنّصر‮.‬
إنّنا لم نكن لنصل إلى ما وصلنا إليه لو تنبّهنا منذ البداية إلى خطورة ما ترمي‮ ‬إليه وسائل الإعلام التي‮ ‬تحرّكها من خلف السّتار أيادي‮ ‬الخبث والمكر والنّفاق التي‮ ‬لا تريد لهذه الأمّة أن تعود إلى سابق عهدها،‮ ‬ولم نكن لننحدر إلى هذا الدّرك الذي‮ ‬هوينا إليه لو اعتصمنا بديننا
كان العرب يرسلون أبناءهم إلى البادية وقبلهم ابناء الخلفاء والوزراء، لتعلم الشجاعة والفصاحة والفروسية وقوة التحمل، والتزامهم بالأخلاق والعادات والتقاليد وتكون أجسادهم صحية في جو نقي بعيدًا عن المدن وملوثاتها وضجيجها وثقافتها، و نسأل كيف أن الكثير من الأبناء كانوا يذهبون سابقا مع آبائهم إلى البر أو البحر وتعلم حياة وتراث أهلهم واجدادهم، ولكن بسبب القوانين الجديدة والاشتراطات الكثيرة تسببت في نفور الشباب من  ممارسة هوايات وأعمال أجدادهم حتى أن (أندية التراث) التي علمت الأبناء  الرجولة والعلم وحسن الخلق  بشكل عملي للأسف اندثر نشاطها، واليوم حينما تشاهد بعض الشباب في المولات والكافيهات (خاصة كافيهات المراضع) وتسابقهم على الصالونات وعيادات التجميل، فلا تسأل كيف تقلصت الرجولة وأصبحت تقرأها فقط في الكتب المدرسية أو تشاهدها كأفلام تاريخية فهل انقضى زمن (الشنبات) والرجولة؟.
وفى فعل دال  تخطط الصين لإضافة مادة عن "الرجولة" في المناهج المدرسية، حيث لاحظ المسئولون أن فتيان هذا الجيل أصبحوا ناعمين و "أنثويين وحساسين أكثر من اللازم"، هذا الطرح الجديد، وخطة "تشجيع الرجولة" لدى الطلاب أثار نقاشا حاداً حول ماهية الأدوار والوظائف الجديدة للجنسين، حيث وضحت الحكومة الصينية عن طريق المستشار الصيني سي زيفو: (إن ربات البيوت والمعلمات أفسدن الصبية الصينيين في المدارس)، وقال أيضا: "إن الأولاد سيصبحون قريباً "حساسين وخجولين وربما شواذ" ما لم يتم اتخاذ إجراء جاد لمعالجة هذه القضية، حيث يعتبر هذا الأمر بالنسبة للصين (أمنا قوميا)، ومحذراً من أن "تأنيث" الأولاد الصينيين "يهدد بقاء الصين وتنميتها" المستقبلية".
وكان ينظر سابقا إلى فترة التجنيد العسكري للصينيين كإحدى الحلول لعودة الخشونة والرجولة للشباب الصيني، ولكن بحسب تقارير أفادت أن الوقت قد يكون (فات على تصحيح وتعديل الوضع)، لذلك صدر قرار  لوزارة التعليم الصينية بإعداد خطط "لتنمية الرجولة" لدى الأولاد من رياض الأطفال وحتى المدرسة الثانوية، وتتضمن المبادرة زيادة توظيف الرجال كمعلمين في الصفوف الدراسية ومدربين في الصالات الرياضية، وممارسة الطلاب الرياضات الجماعية الخشنة، مع دعم البحث في قضايا مثل "مدى تأثير ظاهرة مشاهير الإنترنت الشواذ على قيم المراهقين". وتأتي هذه الخطة في أعقاب تحذير الباحثين في الصين، من أن الأمة تعاني من "أزمة رجولة" وطنية.
"الرجولة" كلمة  يُساء فهمها كثيرًا في زمننا الحاضر. وقد تلاحظ عند بعض الشباب تعريفات شائعة عن الرجولة، إلا أنها مع الأسف خاطئة.حيث تتعلق بالنمو الجسماني فقط؟ !
فعلى كل مراهق أو شاب أن يتعرَّف على نقاط القوة والضعف في شخصيته. ليس هذا فقط، بل على الشاب أيضاً أن يفكـِّر فيما يمكن أن يقدِّمه إلى العالم المحيط به. ليس من رجل كامل على هذه الأرض، فالكمال لله وحده. إلا أننا جميعاً نسعى للكمال، وهذا ما يجب عليك أن تفعله. ذكـِّر نفسك يومياً بأنك تسعى للرجولة الحقيقية، فهذا التفكير سيفسح لك المجال للنمو والتـَّقدُّم.
ومن جانب مقابل اختفت الانوثة ، ولم يعد هناك معنىً لها فأصبحت الفتاة رجلا والرجل فتاة ، اصبحت الفتاة تميل بأن تتصفبالرجولة ، بدفاشتها ، وصراخها دائماً ، مع ان الانثى يجب ان تكون هادئة وناعمة لطيفة وتدع الشدة والقسوة والقوة للرجل ,وسبب غياب الانوثة عن الفتاة يرجع الى انها اصبحت تعشق الرجولة وتظن ان اذا لم تكن قوية، ولم تتصف بصفات الرجل او الذكر ، انها لن يكون لها وجود فغابت عنها الانوثة واتت الذكورة .. مما أدى الى بعض الفتيات بالوصول الى حالة الشذوذ !! ..
أما سبب غياب الانوثة عن الفتاة فهو كرهها الشديد لها ،واظن ان السبب الكبير في ذلك هو ان اخوانها متسلطين جداً ، ويستخدمون اسلوب الصراخ دائماً حتى يثبتوا رجولتهم ، مما ادى الى الفتاة الي استخدام نفس الاسلوب وكره نفسها ونعومتها وضعفها في التفكير بعاطفتها بسبب استغلال بني آدم لها ، واستهانته لعاطفتها وانها مسكينة مستضعفة لكنها شاطرة بالعواطف نظرة خاطئة وقاصرة جعلت الفتاة تكره العالم مما ادى الى الاحساس بالغرور والانانية ، لكل هذا فقدت انوثتها ,كما فقد الفتى رجولته.