والد أنس يبكى بحرقة ويقول:ابنى احتسبه عند الله وربنا يصبرنى أنا ووالدته وإخوته
كان زهرة البيت والشمعة المضيئة لنا جميعا والبهجة التى كانت تملأ المنزل
لم أتهم أحدا بالتسبب فى وفاة نجلى لأنى لم أكن موجودا فى المكان ولم أر شيئا لأحكم عليه واحتسبته عند الله
كان من العشرة الأوائل على مستوى محافظة الفيوم فى الشهادة الإعدادية وسحب ملفه لتقديمه للثانوى العام
حالة من الحزن والأسى سيطرت على أهالى قرية طبهار التابعة لمركز أبشواى بمحافظة الفيوم ، عقب تشييع جنازة الطفل " أنس عاطف عبد الحكيم عبد الحكيم الغندور " الطالب بالشهادة الإعدادية الذى لقى مصرعه غرقا بحمام سباحة نادى قارون الرياضى .
انتقل " صدى البلد " إلى منزل أسرة الضحية أنس ، لمقابلة والد الطفل" أنس "فى أجواء يسيطر عليها الحزن والاسى والدموع الذى بدا وجهه البشاشة والتدين والأيمان بالله ، والذى كان يجلس فى دوار منزله وسط جموع من أقاربه وجيرانه الذين حضروا لمواساته فى مصابه الأليم .
قال والد أنس والدموع تنهمر من عينية بحرقة شديدة يغلب عليها طابع الإيمان : أنس أبنى احتسبه عند الله ، وربنا يصبرنى أنا ووالدته وأخوته.
وأضاف أن أنس كان من حفظة القرآن الكريم والابتسامة لاتفارق شفتيه وكان بشوش الوجه محب لزملائه وكل من حوله، وكان ايضا متفوقا فى دراسته حيث حصل على 270 درجة فى الشهادة الإعدادية. وكان يستعد لتقديم ملفه لمدرسة جمال عبد الناصر الثانوية العسكرية التى كانت أمله فى الألتحاق بها حيث كان من العشرة الأوائل على مستوى محافظة الفيوم ، وكان دائم الحفاظ على الصلاة في وقتها.
وأضاف والد الطالب أنه "كان زهرة البيت والشمعة المضيئة لنا جميعا والبهجة التى كانت تملأ المنزل، بالرغم من صغر سنه إلا أنني كنت اعتمد عليه في كل شيئ وأعامله على أنه رجل البيت نظرًا لأنني غير موجود داخل البلاد لظروف عملي بإحدى الدول العربية، وكنت بعتبره محرم لوالدته في غيابي، وعند عودتي لمصر كنت اصطحبه معي في جميع مشاويري لأنه كان صديقي وأبني وسندي وظهري في الحياة، ولم أتوقع فراقه في هذا السن لكن إرادة الله فوق كل شيء".
وأشار إلى أن نجله طلب منه منذ 10 أشهر أن يشترك في حمام السباحة بنادي قارون الرياضي مثل زملائه أن أمنيته أن يكون بطلا فى السباحة فوعدته أنه إذا تفوق في هذا العام في المرحلة الإعدادية وحصل على درجات عالية وكان الأوائل ستكون هديته الاشتراك في النادي.
وتابع: وفى صباح يوم الحادث استيقظ أنس من نومة قبل آذان الظهر وعقب الأذان صلى صلاة العصر ، وا استعد للخروج من المنزل متجهًا الى حمام سباحة نادى قارون الرياضى ليبدأ أول يوم فى تدريب السباحة، ثم ارتدى ملابسه وتوجه إلى النادي، وفى تمام الساعة الرابعة والربع مساء رن هاتفى المحمول، وأبلغوني بأن نجلي أصيب بحالة أغماء أثناء السباحة وتم نقله بسيارة الأسعاف الى مستشفى الفيوم العام ، وقتها شعرت واحسست بان أنس لاقى ربه .
وأوضح: "دون تفكير توجهت على الفور الى المستشفى، وبالسؤال عنه أبلغوني أنه جاء جثة هامدة، وتم وضعه فى مشرحة مستشفى الفيوم العام
وأشار والد أنس إلى أنه لم يتهم أحد بالتسبب فى وفاه نجلى لأنى لم أكن متوجدا فى المكان ولم أرى شيئا لأحكم عليه، ولكن أحد شهود العيان من المتواجدين على حمام السباحة أكد أنه رأى فقاعات تخرج من تحت الماء فأبلغ مدرب السباحة الذى قام بالغطس داخل الحمام وخرج بأنس جثه هامدة، مضيفا تركت الأمر لله عز وجل وللنيابة العامة للتحقيق به ومعرفة المخطأ ومحاسبته وحق أبنى عند ربنا هياخده يوم القيامة لأن الله لم يضيع الحقوق.
ويطالب والد أنس مجلس إدارة النادى بالتحقيق فى الواقعة ومعرفة سبب الحادث ، ومن المسؤل عنه ، واعطاء كل زى حق حقه حتى لا تتكر الواقعة مرة أخرى مع أشخاص أخرين.
واختتم الأب المكلوم حديثة والدموع تملئ عيناه والحزن يسيطر على وجهه بالدعاء لأبنه بالرحمة والمغفرة.
وقررت النيابة العامة بالفيوم استلام الجثمان لدفنه بمقابر العائلة بقرية طبهار، وجاء تقرير مفتش الصحة بأن سبب الوفاة " اشفكسيا الخنق".
كان اللواء رمزى المزين، مساعد وزير الداخلية، مدير أمن الفيوم، قد تلقى إخطار من العميد أمير السحلي، مأمور قسم شرطة أول الفيوم، مفاده ورود اشارة من شرطة النجدة بمصرع الطفل "أنس عاطف عبدالحكيم" ١٤ عاما"، غرقا بحمامات السباحة بنادي قارون الرياضي بمدينة الفيوم، وتم نقله لمشرحة مستشفى الفيوم العام، وأخطرت النيابة العامة لاتخاذ اللازم، والتي صرحت بتسليم الجثمان إلى أهليته لدفنه بمقابر العائلة بقرية طبهار، وأستدعاء مدير حمام السباحة و2 من المدربين والمنقذين بالحمام ، لأستكمال التحقيقات، وتفريغ الكاميرات واستدعاء الشهود على الواقعة.