الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حققت كل أهدافها.. وزير الخارجية الصيني يكشف تفاصيل زياراته لـ مصر وسوريا والجزائر

اتفاق إنشاء لجنة
اتفاق إنشاء لجنة التعاون الحكومية المشتركة بين مصر والصين

أكد مستشار دولة الصين وزير الخارجية وانج يي أن زيارته إلى منطقة الشرق الأوسط والتي شملت دول مصر وسوريا والجزائر حققت الغاية منها والمتمثلة في تكريس الصداقة الثنائية التقليدية وتعزيز السلام والاستقرار في الشرق الأوسط وتوطيد وحدة الدول النامية.

 

وخلال زيارة وزير الخارجية الصيني إلى مصر، وقع اتفاق إنشاء لجنة التعاون الحكومية المشتركة بين البلدين وأصدرت وزارة الخارجية الصينية والأمانة العامة للجامعة العربية بيانا مشتركا. 

كما اتفقت الصين مع الجزائر على توقيع الخطة الخماسية للتعاون الاستراتيجي الشامل والخطة التنفيذية للتعاون المشترك لمبادرة "الحزام والطريق" وغيرهما من وثائق التعاون.

وقال وانج يي في تصريحات أدلى بها للتلفزيون الصيني "اتفقنا مع مصر وسوريا والجزائر على أن التعاون الصيني العربي في بناء "الحزام والطريق" لأمر يتفق مع المصالح الأساسية لدولنا، وسنواصل تعميق التعاون في مجالات البنية التحتية والمناطق الصناعية والطاقة والمواصلات وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والطيران والفضاء وتكوين الكفاءات من أجل تحقيق التنمية المشتركة".  

 

وأكد وزير الخارجية الصيني أن كل من مصر والجزائر وسوريا بلدانا مهمة في منطقة الشرق الأوسط، قائلا: تتميز هذه الدول بتراث تاريخي وثقافي عميق وخصائص سياسية واقتصادية مميزة، وتلتزم الدول الثلاث بإعلاء قيمة الاستقلال وتتمتع بثقل وتأثير خاص في الشئون الدولية. 

 

وأضاف وزير الخارجية الصيني، أن مصر وسوريا والجزائر من أوائل الدول العربية التي أقامت العلاقات الدبلوماسية مع الصين الجديدة، وهي أصدقاء قدامى تثق بها الصين، مشيرا إلى أن الدول الثلاثة قدمت مساهمات إيجابية في استعادة المقعد الشرعي للصين في الأمم المتحدة وظلت تدعم المصالح الجوهرية الصينية بثبات لا يتزعزع.

وعن هدف جولته الشرق أوسطية، خلال الأسبوع الماضي، قال وانج يي أنها جاءت لدفع تنفيذ التوافق المهم الذي تم التوصل اليه بين الرئيس الصيني شي جين بينج ورؤساء الدول الثلاث وتعزيز الصداقة وترسيخ الثقة المتبادلة وتعميق التعاون ودفع السلام والاستقرار في المنطقة ودفع التضامن والتعاون بين الدول النامية، بما يصون العدالة والإنصاف الدوليين. 

 

وتابع وزير الخارجية الصيني، قائلا: أجريت خلال الجولة لقاءات ومباحثات مع رؤساء ووزراء خارجية الدول الثلاث، إضافة الى أمين عام جامعة الدول العربية، وتبادلنا وجهات النظر على نحو معمق حول العلاقات الثنائية والشئون الإقليمية والدولية والقضايا محل الاهتمام المشترك، وتوصلنا إلى توافق واسع النطاق.

 

وقال وانج يي إن رؤساء الدول الثلاث قد أعربوا مجددا عن التهاني الحارة للصين بمناسبة الذكرى الـ100 لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني كما عبروا عن إعجابهم الخالص بما حققه الشعب الصيني من إنجازات أبهرت العالم لاسيما القفزة التاريخية تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني. 

وأضاف: أكد رؤساء الدول الثلاث أن نجاح الحزب الشيوعي الصيني تمثل في تحقيق انتصارات متتالية سعيا وراء رفاهية الشعب بكل الإخلاص، وأن الاشتراكية ذات الخصائص الصينية قدمت لدول العالم نموذجا جديدا للحوكمة وخيارا للطرق التنموية، كما أكدوا أن الحزب الشيوعي الصيني ظل يتمسك بالتنمية السلمية ويدعم القضايا العادلة في العالم ويعمل على صيانة السلم والأمن الدوليين. 

واستطرد مستشار الدولة الصيني أن التطور الذي حققته بلده يمثل تعاظم قوة العدالة والتقدم وهو يجعل العالم أكثر توازنا وتناغما، لافتا إلى تطلع رؤساء مصر وسوريا والجزائر إلى مواصلة تعزيز تبادل الخبرات والتجارب مع بكين حول الحوكمة، مؤكدين أن مسيرة نضال الحزب الشيوعي الصيني لها قيمة مهمة للمراجعة إذ أنها تجسيد بأن نجاح الحوكمة في بلد ما لا يستغني عن استكشاف الطريق بالإرادة المستقلة، ولا يستغني عن النواة القيادية القوية، ولا يستغني عن وضع الشعب في المقام الأول، ولا يستغني عن التوفيق بين التنمية والأمن.

وكشف وانج يي عن أن رؤساء الدول الثلاث اتفقوا على أن الصداقة التقليدية القائمة بين دولهم مع الصين ازدادت متانة مع مرور الوقت، وظلت الثقة المتبادلة ثابتة، الأمر الذي يكرس نموذجا يحتذى به في العلاقات بين الدول ومثالا للتعاون بين دول الجنوب. 

واسترسل وزير الخارجية الصيني، قائلا: كما اتفقنا على ضرورة تعزيز التواصل والتنسيق على المستوى الاستراتيجي ومواصلة تبادل الدعم بثبات في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية والهموم الكبرى ودفع العلاقات الثنائية إلى مستوى جديد، بما يقدم مساهمة جديدة في إقامة مجتمع صيني عربي للمستقبل المشترك.

وواصل حديثه، قائلا: نرى بالإجماع أن إحلال السلام والاستقرار في الشرق الأوسط لا يتحمل أي تأخير، ويجب على كافة الأطراف العمل يدا بيد على إيجاد طريق لمعالجة المسائل من جذورها. ويجب على المجتمع الدولي وخاصة الدول الكبيرة القيام بدور بناء، واحترام تقرير شعوب المنطقة مستقبل ومصير البلاد بإرادتها المستقلة كأسياد الموقف. 

وخلال الزيارة، طرح وزير الخارجية الصيني الرؤية ذات النقاط الأربع لحل المسألة السورية والأفكار ذات النقاط الثلاث لتنفيذ "حل الدولتين" على مستوى ملف القضية الفلسطينية، 

وسجلت الدول الثلاث والجامعة العربية تقييما إيجابيا للمبادرة والرؤية الصينية، وترى أن ذلك يجسد وفاء الصين بالتزاماتها كدولة كبيرة، متطلعة إلى دور الصين الأكبر في شؤون الشرق الأوسط.

اختتم وزير الخارجية الصيني قائلا: نرى بالإجماع بضرورة رفع راية الوحدة والإخلاص بين الدول النامية عاليا، ودفع التعاون في التنمية فيما بينها، والدفاع بثبات عن حقوقها العادلة والمشروعة، مشددا على أنه من الضروري صيانة السيادة والاستقلال والمساواة ومبادئ عدم التدخل في الشؤون الداخلية، ورفض سياسة القوة وتصرفات الأحادية والتنمر، وزيادة الأصوات والتمثيلية للدول النامية في الحوكمة العالمية.