الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جنازة الممثلين رايحة على فين

للموت هيبته وجلاله بالطبع هذا ماتربينا عليه ونشأنا ، وفى المقابل علمنا ايضا ان الموت واحد مهما علا او قل شأن المتوفى ، ولكن يبدو ان هذه المقولات او الموروثات اصبحت قديمة وغير متعارف بها ولا معترف ايضا. فمنذ ظهور ماعرف بوسائل التواصل الاجتماعى او السوشيال ميديا وتغير كل مافينا واصبح الصواب خطأ والخطأ صواب واختلط الحابل بالنابل وصرنا نعيش مرحلة من اغرب مراحل التطور الاجتماعى ان لم يكن التدهور . والغريب بل والمخيف ان السوشيال ميديا اقتحمت منطقة حساسة من حياتنا لما لها من قدسية واهمية الا وهى مراسم الدفن والعزاء التى اصبحت وجهة مباركة للسوشيال ميديا بمريديها ومتابعيها ، واستحلت وسائل التواصل المحرمات والتقطت الصور والفيديوهات وافردت التعليقات والآهات والتأوهات وتابعت الحضور وتحدثت عن الغائبين وكأنها ترصد فرحا او احتفالية او حدثا وليس موتا ونهاية حياة شخص مهما كان قدره فى الدنيا ، وظهر تسابق من نوع جديد يظهر فيه الاقوى الذى التقط صورا مميزة لمن جاء مرتديا لبس كاجوال فى العزاء ومن اصطحب من معه ومن بكى بحرقة ومن تصنع البكاء ، ومن ارتبط بالمتوفى ومن اعتزله ولم يحضر مراسم جنازته وعزاؤه .. لم نقف عند هذا  الحد بل ظهر نوع اخر غريب على مجتمعنا وميراثنا وتراثنا الا وهو من يكتبون عن المتوفى ويديرون حوارا بينه وبين قريب له سبقه الى دار الخلد ويظهر الحوار فى ادنى مستوياته وبعدها عن المفاهيم والتعاليم الدينية اذ يقول الحبيب او القريب او الزوج المتوفى مسبقا لمن لحق به وجاءه تلبية لنداء ربه بأنه انتظره وكان يدعو بأن يعجل بخروج روحه لكى يأتى اليه ويؤنس وحدته ، ويضم الحوار مفردات من كتبها لا يعرف أسس الدين ولا حتى المفاهيم الاجتماعية فقط تستطيع تسميته بسيناريست لمسلسل او فيلم تافه ساقط قبل حتى ان يظهر على الشاشة ؛ الحوار المتدنى يجعلك تشد شعرك وتمزق ملابسك وتصرخ بأعلى صوتك وتقول من اين جئتم بهذه المفردات ولا على اساس استند ماادعيتموه ؟ فقد تعلمنا من ديننا الحنيف ان المؤمن اذا مات انقطع عن دنياه وعلى أهله ثلاثة له الدعاء والصدقة الجارية والعمل الذى ينتفع به لم نعرف ولم نسمع ولم نتعلم أن الميت يرتمى فى احضان حبيبه عندما يأتى اليه روحا مسجاة ويبث له شوقه ويحدثه عن لوعة الفراق وعذاب البعد والابتعاد .. واذا سلمنا جدلا بأن امواتنا المشهورين والمرموقين يعتلوا درجة اعلى ممن سواهم فهل نسمح للفقرلء وغير المعروفين منا وفينا بأن تكون لهم سوشيال ميديا يبثون فيها غيظهم وغلهم من اغنياء
الموتى وأسرهم ؟! للاسف الشديد واقعنا السوشيالى الاجتماعى بحاجة الى مراجعة وضبط وربط !!

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط