الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تجميل الفاحشة

يقولون ان الفن مرآة للشعوب وانعكاسا لكل واقعهم ، والمتابع لتاريخ السينما بصفة خاصة والفن بصفة عامة يجد ان هذه المقولة غير مؤكدة وان عليها تحفظات عديدة .. فمنذ القدم والسينما تجمل كل ماهو قبيح وتحلل الحرام ، بل وتبرر الخطأ وتضع له مخارج تجعله صوابا مغصوبا عنه . فما عليك الا ان تشاهد الابيض والاسود وشاشة السينما وترى بنفسك العجب العجاب فالراقصة انسانة خيرة وصاحبة اخلاق راقية وانها اضطرت لان تصبح فى وضعها الحالى وفى نهاية الفيلم او المسلسل التوبة قادمة لامحالة والجنة فى انتظارها لما قدمته من خير للبشرية جمعاء ، وعلى ذلك عليك ان تقيس كل الموبقات فمن يتاجر فى الممنوعات مافعل ذلك الا ليقى اهل بيته من ذل السؤال او ليحضر الدواء لامه المريضة او ابيه المسن ، ومن تبيع جسدها وتتاجر فى عرضها شريفة عفيفة فعلت ذلك غصبا عنها لانها اجبرت على ذلك بطريقة او بأخرى ولابد حينها ان تمحى من قاموسك حكمة الحرة تجوع ولا تأكل بثدييها ، الغش والخداع حلال مادام الهدف اسعاد اسرة ارهقها الفقر والشقاء. قانون الشاشة البيضاء والفضية يرتكز على قيمة راسخة وهى تجميل الفواحش ماظهر منها ومابطن بكافة الصور والطرق ليجعل من المشاهد متعاطفا مع الباطل مدافعا عنه ليأخذه بعد ذلك الا المضى قدما فى طريق الباطل المزين بالنوايا الحسنة ..كل هذه الحقائق حملتها معى الى ندوة دعيت اليها ويحضرها نخبة من الاعلاميين والمفكرين وطرحتها عليهم متساءلة عن صحة مارصدته وايضا باحثة عن اجابة وحل . البعض من القائمين على الحوار فى الندوة رفضوا هذه الرؤى والرصد جملة وتفصيلا والاخر ايدنى فيما رصدته واثنى على نهجى ومنهجى واكد ان هذا التوجه له اهداف سياسية واجتماعية واخرى موجهة من الخارج ومن اعداء الداخل ؛ وبين هؤلاء وهولاء كان هناك فريق اخر يلتزم الصمت ويومىء برأسه فى حركات لاتفهم منها القبول ام الرفض الا انه يجعلك تعود من حيث بدأت وتترك التقييم للزمن ولجمهور المشاهدين الذى لايرفض ولا يغير  فقط يصفق او يسخط ...

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط