د. وفاء شبارة تكتب: سبتمبر الحيران

ويطل علينا شهر سبتمبر، والذي أشعر به دائمًا حزينًا حائرًا، فلقد وضعه الله في الطبيعة ليودع شهور الصيف، ويحتوي الشمس بين طيات السماء.. لتهدأ من غليانها قليلًا.. وتعود للظهور مرة أخري علي استحياء مرهقة.

ويستقبل سبتمبر نسمات من الهواء معلنة عن دخول شهور الخريف، تلك الشهور التي تنعشنا بهوائها العليل لا حر ولا رطوبة. 

ونري من خلالها أوراق الشجر اليابس تتساقط، معلنه عن بداية لحياة جديدة في عالم الأوراق الخضراء والزهور والنباتات.

أما البحر.. فيبدأ رحلته. بالهدوء واستقرار الأمواج، واحتواء البشر، يمرحون مستمتعين بمياهه، آمنين من دوامات هديره، قبل أن  يودعهم.. ويبدأ للاستعداد لحياته الخاصة بين مياه وأسماكه.. دون بشر يلهون علي سطحه.  
أو نظرت إلي سماء سبتمبر ؟

ما أجملها و هي تستعد للشتاء .. و السحب تولد من جديد . حامله بدموع تجمدت علي مدار الربيع والصيف.. انها الامطار . التي تغسل الارض والنفوس 

سبتمبر الحائر ما بين صيفه، وشتائه، في هدوء . وصلت . وسترحل  أيضا في هدوء

ولكن.. بعد أن مهدت لنا أن الصيف في طريقه للغياب، ولوحة  فنية الهية يعجز عن رسمها البشر.

وداعًا للصيف.. وأهلا بدورة حياتية كونية جديدة.. الخريف والشتاء .