الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكاية السهرة.. «هزمنا كوتوكو».. كيف احتفل أهالي أسوان بلقب الأهلي الأفريقي بعد مباراة الرعب؟

صدى البلد

«الجون التالت للخطيب.. لعيب لعيب لعيب.. يا ولد يا لعيب.. الحقيقة لعيب كبير قوي الخطيب.. الكورة جتله ومعاه باك راح مفوتها من وراه.. وبرجله اليمين يحط الجول التالت في الدقيقة 28 من الشوط التاني».

لم يكن المعلق الكبير حسين مدكور، وهو يصف الهدف الثالث الذي سجله محمود الخطيب في مرمى فريق «مبيلا نزامبي» بطل الجابون، خلال إياب ربع نهائي بطولة إفريقيا لأبطال الدوري "المسمى القديم لدوري أبطال إفريقيا"، يعلم أن القدر على موعد مع حرمان الأهلي من التتويج بأول ألقاب «الأميرة السمراء»، بحدث تاريخي سيمنعه من مواجهة شبيبة القبائل الجزائري، في نصف نهائي البطولة، بل وسيحرمه من التتويج باللقب الذي يعد أقوى المرشحين للظفر به.

الفرحة لم تكتمل بسبب اغتيال السادات

المباراة أقيمت يوم 25 سبتمبر 1981، ولم تكتمل فرحة رفاق محمود الخطيب بها، حيث جاءت قبل 11 يوماً فقط من حادث اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات، الذي تسبب في وقف النشاط الرياضي، وانسحاب جميع الفرق من المنافسات القارية والدولية.
لم يستسلم الأهلي، وأصر على إعادة «الأميرة السمراء» إلى الخزائن الكروية المصرية، الغائبة عنها منذ تتويج الإسماعيلي بأول لقب لمصر، في عام 1969، وقرر «المارد الأحمر» ألا ينتظر طويلاً، لينجح في العام التالي مباشرة، 1982، بالتتويج باللقب على حساب الرهيب في ذلك الوقت، فريق أشانتي كوتوكو الغاني.

هدف التعادل في كوتوكو

بيبو يقود كتيبة الأحمر للفوز

في 28 نوفمبر 1982، أقيمت مباراة الذهاب على ملعب إستاد القاهرة الدولي، وكعادته قاد «الخطيب» فريقه للفوز بنتيجة 3-0، بعدما سجل هدفين إلى جانب الهدف الذي أحرزه محمد عامر، وعلى الرغم من أن اللقب قد يبدو أنه اقترب كثيراً بهذه النتيجة، إلا أن مباراة الإياب تحولت إلى ما يشبه «فيلم رعب»، على الرغم من التعادل 1-1 هناك بهدف «الخطيب» والتتويج بالبطولة هناك.

فيلم رعب في غانا

ذكر «الخطيب»، خلال استضافته في برنامج «على فين»، الذي تقدمه الإعلامية فريال صالح، على التليفزيون المصري، عن أصعب لحظات عاشها الشياطين الحمر، حيث أحاط فندق إقامة اللاعبين نحو 10 آلاف مشجع غاني، في السادسة من صباح يوم المباراة، وبدأت الجماهير في الطرق على مواسير معدنية كانوا يحملونها، بهدف إزعاج لاعبي الأهلي. 
وأثناء التحرك للمبارة، تم استيقاف أتوبيس الأهلي لمدة ساعة كاملة أمام ملعب المباراة، وحاوطته الجماهير التي كررت نفس الفعل السابق، وهو ما رد عليه لاعبو الأهلي بترديد الأغاني الوطنية المصرية بصوت عال وجماعي.

السحر ينقلب على الساحر

ساحر من غانا

وكشف بيبو عن أن شيخ أزهري موجود في غانا، حذر لاعبي الأهلي من دخول غرفة خلع الملابس، نظراً لاكتشافه «سحر مُخدر» بها، لكنهم تجاهلوا حديثه، ودخلوا مرددين آيات قرأنية، وما أن وصلوا إلى أرض الملعب، فوجئوا بساحر يحفر داخل مرمى إكرامي، ويضع في الحفرة «حاجة مربوطة بسلك».

قصة الـ«40 جمجمة»

حكى الخطيب للإعلامية فريال صالح أيضاً، قصة الـ«40 جمجمة»، قائلاً إنه زار مع بعثة الأهلي ومسئولي السفارة المصرية ملك قبيلة «الأشانتي» في معقلهم «كوماسي»، وعندما عادوا إلى الفندق، أخبروا البعثة أن من عادة القبيلة وضع 40 جمجمة لـ«غرباء من خارج البلد» على الأرض، خلال مراسم تشييع الملك بعد وفاته، وكانت المفاجأة أن عدد أعضاء البعثة والسفارة كان 38 فرداً، مضيفاً: «فضلنا طول الرحلة ندعي أن ربنا يطول في عمره».

فرحة الخطيب بالهدف

أهل اسوان يحتفلون بنجاة اللاعبين

تفاصيل وحكايات يعرفها كثير من جماهير الكرة في مصر، ورواها أكثر من لاعب في الجيل الذهبي لـ«نادي القرن»، لكن ما لا يعرفه كثيرون أن هناك أغنية من أغاني التراث الأسواني، احتفت بهذه المناسبة، ويعرفها قليلون !
فالمتابع لأغاني التراث الأسواني والجنوبي بصفة عامة، ومستمع جيد لإبداعات الشيوخ: أحمد برين وعبد النبي الرنان ومحمد العجوز، وغيرهم، قد يفاجأ بتلك الأغنية التي تحتفي بإنجاز الأهلي، و«التحفيل» على الرهيب «كوتوكو» !
تبدأ الأغنية بـ«دَخّلة» شهيرة يعرفها متابعو هذا الفن:
يا مِركب الحُب طاطي وارجعي تاني
مكتوب على دفتك بُنِّي ودخاني
البُن للبيض والدخان للشاري
يا عم يا أبو الحسن ماحداكش حِبر سُلطاني «أبو الحسن الشاذلي»
اكتب وسطِّر على اللي راح ولا جاني

وتنتقل الأغنية بعد ذلك للحديث عن «نادي القرن»:
في نادي «لوزاكا» قابلنا العدو مَرة
هزمنا «كوتوكو» ولبِسوا م العزال «مّره»
من كتر الأفراح زفينا «يونس» بالكاس
الخطيب لعيب حلو.. بقي يجري ويطير بالكاس
والأهلي خد الكاس وحليت عيشته المُرة.

هدف للخطيب في كوتوكو

أصل الأغنية سيد وموسى الإسناوي

بالبحث عن صاحبي هذه التحفة الفنية، وبسؤال سامح الأسواني، الكاتب الصحفي، المهتم بالأغاني التراثية وصاحب التسجيل النادر لهذه الأغنية، قال إنها تعود للثنائي سيد وموسى الإسناوي.

سامح الاسواني

وأوضح «الأسواني»، نجل الأديب الكبير عبد الوهاب الأسواني، أن «سيد» و«موسى»، إلى جانب جمال الأسناوي، وآخرين، كونوا فرقة من أبناء قرية «الزنيقة» التابعة لمركز إسنا بمحافظة أسوان، وقدموا من خلالها العديد من الحفلات، التي تم تسجيل بعض من أجزائها على شرائط كاسيت، وتم تحويلها إلى «مقاطع صوتية ديجتال» رفعها المحبون على شبكة الإنترنت بعد ذلك، ومنها «مقطع الأهلي» هذا، الذي فوجئ به أثناء استماعه للأغنية.