الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل تصلح قمة العشرين ما أفسدته صفقة «أوكوس» بين أمريكا وفرنسا؟ وهذه أبرز موضوعاتها

بايدن وماكرون
بايدن وماكرون

التقى الرئيس الأمريكي جو بايدن، أمس الجمعة، نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، في محاولة لإعادة بناء ثقة البلدين التي تآكلت بسبب صفقة الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية، وفق ما ذكرت صحف دولية.


عُقد الاجتماع في السفارة الفرنسية بالفاتيكان عشية قمة قادة مجموعة العشرين (G20)، وهو أول نقاش شخصي بين الزعيمين بعد عاصفة دبلوماسية اندلعت في منتصف سبتمبر، عندما قالت الولايات المتحدة وبريطانيا إنهما ستدعمان البحرية الأسترالية في الحصول على غواصات تعمل بالطاقة النووية بموجب اتفاق أمني ثلاثي تم توقيعه حديثًا يعرف باسم أوكوس AUKUS، فسخ بموجبه عقد مع فرنسا لتوريدها غواصات إلى أستراليا، دون إعلامها مسبقًا .

وكان العقد الفرنسي  يعتزم تقديم 12 غواصة تقليدية إلى أستراليا، حسبما ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا).

وأثار أوكوس غضب فرنسا من الخطوة الثلاثية المفاجئة التي اتخذت دون مشاورات، واستدعت لأجل  ذلك سفيريها لدى الولايات المتحدة وأستراليا احتجاجا على ذلك.

وفي محاولة لتهدئة الأجواء، قال بايدن إنه كان لديه انطباع بأن فرنسا قد أبلغت بنبأ الصفقة قبل ذلك بوقت طويل، لكنه عاد واعترف أن الأمر تم بعيدَا عن الطريق المتبعة بين الحلفاء.

وبينما أقر ماكرون بالتدابير الملموسة التي تم اتخاذها مؤخرًا لإعادة بناء الثقة بين فرنسا والولايات المتحدة، أصر ماكرون على ضرورة استعادة ثقة فرنسا بالأفعال وليس بالأقوال.

وقال ماكرون، الذي لم يوضح ما إذا كان عدم الثقة قد تم التغلب عليه أو تم إصلاح العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة وفرنسا "ما يهم حقًا الآن هو ما سنفعله معًا في الأسابيع المقبلة، والأشهر المقبلة، والسنوات المقبلة".

وذكر: "الثقة مثل الحب: التصريحات جيدة، ولكن أن يكون هناك دليل عليها فهذا أفضل"، وهي جميعا التصريحات إن الأمور بين البلدين في طور التهدئة، لكن الأمور لن تعود لسابق عهدها، حيث تنتظر فرنسا الحصول على وعد ما أو تعويض دبلوماسي ما، أو صيغة ما، يعيد الأمور لنصابها السابق.

وتنطلق قمة مجموعة العشرين اليوم في روما على مدار يومين وجها لوجه بين قادتها ورؤسائها، مع تسجيل غياب عدة زعماء، وفي ظل تباين واضح بمواقف الدول حول العديد من القضايا المطروحة.

ويناقش قادة دول مجموعة العشرين الذين يجتمعون اعتبارا من اليوم السبت في روما، بعد توقف دام عامين بسبب كورونا، مسائل تراوح بين مكافحة وباء كوفيد-19 وقضايا المناخ، وإنعاش الاقتصادي العالمي، خاصة الديون والضرائب، والنزاعات الإقليمية مثل أفغانستان وليبيا والسودان وغيرها.

وسيستغل قادة مجموعة العشرين فرصة اجتماعهم حضوريا للمرة الأولى منذ بدء جائحة كورونا لعقد اجتماعات ثنائية أو ضمن مجموعات صغيرة.

ويجتمع اليوم، السبت، الرئيسان الأمريكي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون، فضلا عن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، للاتفاق حول معاودة المفاوضات النووية مع إيران.

ويلتقي إيمانويل ماكرون، الذي كرس يوم أمس الجمعة المصالحة مع جو بايدن بعد أزمة الغواصات، يلتقي الأحد بوريس جونسون على خلفية الأزمة الناشئة بين البلدين بشأن مناطق صيد الأسماك إثر خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي.

من جهته، يأمل الرئيس الأرجنتيني البرتو فرنانديز، البحث في مسألة دين بلاده مع المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، كريستالينا جورغييفا.

إلى ذلك أكد الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو جوتيريش، أمس الجمعة، في روما: "لا يزال الطريق أمامنا طويلا على صعيد كل اهدافنا المناخية، وعلينا أن نحث الخطى. لم يفت الأوان، لكن علينا التحرك الآن".

وسبق لجوتيريش أن دق ناقوس الخطر مرات عدة محذرا من "كارثة مناخية" في المستقبل ومشددا على "المسئولية الخاصة" التي تتحملها دول مجموعة العشرين التي تمثل الجزء الاكبر من الانبعاثات العالمية لغازات الدفيئة.

وسيتوجه قادة الدول والحكومات إلى مدينة جلاسكو (بريطانيا) فور انتهاء قمة مجموعة العشرين الأحد في روما. إلا أن قدرتهم على الاتفاق خلال هذين اليومين بشأن تعهدات قوية على صعيد المناخ ليست مضمونة، بحسب خبراء.

وفرض النقص المتكرر في السلع والمواد في سلسلة الامدادات العالمية الذي يهدد بالتأثير سلبا على وتيرة الانتعاش الاقتصادي، نفسه على جدول أعمال اجتماعات روما يومي السبت والأحد، التي ستتناول أيضا دين أفقر دول العالم، والجهود الهادفة إلى تلقيح السكان لمكافحة جائحة كوفيد-19.

ويتعلق التقدم الوحيد المضمون خلال قمة مجموعة العشرين هذه، بالضريبة العالمية. فيتوقع أن يُقر على أعلى المستويات السياسية فرض الحد الأدنى من الضريبة العالمية على الشركات متعددة الجنسيات.