EN 
لها أكثر من وجه، فهي ليست ملكة الإغراء؛ رغم امتلاك كل المقومات لذلك، ولم تكتف بلقب مارلين مونرو الشرق، بل ذهبت بعيدًا مع "هنومة" وأضفت إلى "شفيقة" المرأة اللعوب الكثير من الخشوع والصفا بين أروقة الدير، ذلك لأن لـهند رستم اكثر من وجه.
من كومبارس إلى نجمة الإغراء
كانت بدايتها كومبارس وراء ليلى مراد، إلا أنها بموهبتها وخفة ظلها وذكائها تخطت كل الحدود وحفرت لنفسها مكانة في قلوب كل المشاهدين، فشريكة إسماعيل ياسين في "إسماعيل ياسين في مستشفى المجانين" و "ابن حميدو" لم تكن الفتاة الجميلة فقط، فقد اعتمدت هند رستم على كوميديا الموقف والحركة بجانب خفة الروح، فهي ليست تمثال جميل نشاهده على الشاشة.
ابنتها رفضت عملها مع إسماعيل ياسين
لم تدم العلاقة طويلاً بين هند وإسماعيل ياسين، بتعليق من ابنتها الوحيدة "بسنت" التي طلبت منها عدم العمل مع إسماعيل ياسين مرة آخرى، لأنه دائمًا البطل رغم مساعدته لها، وكان للطفلة بُعد نظر فقد منحت والدتها أدوار تظهر إمكانيات ومواهب متعددة.
كنا قد رأينا ملامح منها مع "كوثر" الزوجة الخائنة في "لا أنام"، حيث أضافت هند الكثير للشخصية أمام فاتن حمامة، ذلك العناد والتحدي في مشهد المواجهه باستخدام السيجارة كان من إبداع هند رستم، لتنتقل إلى مستوى آخر من خلال شخصية بنت البلد في "هنومة" بفيلم باب الحديد، التي تختلف عن "توحة" وتختلف أيضًا عن "أزهار" في الزوج العازب رغم ان جميعهن نساء بسيطة في حواري القاهرة وشوارعها الخلفية.
هنومة التي اقنعت يوسف شاهين بالقيام بدور "قناوي" في الفيلم؛ ورغم الخسائر الكبيرة التي حققها على شباك التذاكر تمسكت برأيها أنه واحد من أفضل أفلام السينما المصرية فأصبح كذلك.
تحدي مارلين مونرو وكاريوكا
يعد فيلم توحة تحديا حقيقيا من هند للنجمة تحية كاريوكا، على الرغم من الخلاف والمنافسة التى نجمت بينهما على هذا الدور، فصاحبة الملاية اللف كانت تحية كاريوكا، فكيف تجرؤ هند رستم على منافستها في قلب ملعبها؟، لكن هند أحرزت الكثير من الأهداف في هذا الملعب.
مشروع لم يكتمل مع العقاد
من المرحة الطروب وهي تلهو وتعبث، والمرأة الكسيرة وهي تلتمس الأمان والعزاء، إلى الإنسانة الفطرية وهي تطيع الغريزة"، تنوعت أدوار هند رستم، إلا أنه يبقى هناك مشروع لم يكتمل جمع بين عباس محمود العقاد وهند رستم، بعد جلسة استمرت 4 ساعات، حيث رأى في هند الكثير من "سارة" الرواية الشهيرة، وعلقت رستم على هذا الحوار أنه كان الأفضل في حياتها.
عنان العظيمة في الخروج من الجنة
صفحة آخرى في حياة هند رستم، الزوجة الجادة والأم نجدها في "عنان" خلال فيلم الخروج من الجنة، مع الموسيقار فريد الأطرش، حيث قدمت لوحة رائعة تظهر فيها بتألق حواء القادرة على تغيير الكون وليس آدم فحسب، وكانت هند قد تحاملت على المرض وصورت الفيلم باقتدار رغم مرضها الشديد.
أما الصفحة الأخيرة فنعود بها إلى "باب الحديد" مشروع رفضته هند رستم في الجزء الثاني، وكانت مستعدة للعودة بعد إعتزالها لكنها تراجعت بسبب تغيير الأبطال، فبعد أن ارتبط الناس بيوسف شاهين في قناوي لن يتقبلوا ابدًا نور الشريف مهما كانت قدراته.
وبهذه الطريقة بالفن والإبداع والقدرة على التنوع التي لا مثيل لها احتلت هند رستم مساحة كبيرة في الوجدان العربي والفن وتربعت على عرش التألق والانوثة وليس بالجمال فحسب.
