الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أحمد فرغلي رضوان يكتب: spencer.. بداية النهاية للأميرة الحزينة

احمد فرغلي رضوان
احمد فرغلي رضوان

ثلاثة أيام فقط هي الفترة التي تدور أحداث فيلم Spencer خلالها وتحديدا عطلة الكريسماس الأخيرة مع العائلة قبل الانفصال، وخلال تلك الأيام وصل التوتر بين ديانا والملكة الأم وزوجها تشارلز لذروة المواجهة.

مأساة ديانا كما بدت خلال تلك الفترة القصيرة أنها لم تتحمل ان يكون لها شخصيتان وهو ما وضح في واحد من أفضل مشاهد الفيلم حينما تمت مواجهة بينها وبين تشارلز وبينهما طاولة البلياردو، حيث قال لها بعد جدل بينهما “ يجب أن يكون لك شخصيتان .. شخصية حقيقية وأخرى  لالتقاط الصور ، ويجب أن تجبري جسمك على القيام بأشياء لا تريدينها من أجل مصلحة البلاد”، أداء ستيوارت يصل في هذا المشهد للذروة حيث عبرت بجميع أجزاء جسدها وخاصة يدها بعد أن وصلت لقمة الغضب والعصبية من حديث تشارلز لها.

يحاول المخرج بابلو لارين خلال فيلم Spence أن يقترب من تفاصيل شخصية ديانا وحياتها المضطربة خلال تلك الفترة بعد أن أصبحت علاقتها مع زوجها الأمير تشارلز باردة، الفيلم ليس سيرة ذاتية بالمعنى المتعارف عليه ولكنه يركز فقط على ديانا وشخصيتها المضطربة في تلك الفترة وكانت على وشك الانهيار العصبي ! او الانتحار، ووضح ذلك في أكثر من مشهد، في تلك الفترة كان بداخلها صراع ما بين الانفصال أو  الاستمرار !

ونشاهد كيف كان تمردها على تقاليد العائلة المالكة! مثل الوزن اليومي، التأخر عن مواعيد الطعام أو ارتداء الملابس المقررة للمناسبات، حتى السفر معهم .. تقود سيارتها بنفسها !

ولكن اللافت الإشارة إلى أن الجميع كان قد بدأ يتحدث عن اضطراب ما أصابها حتى الخدم في القصر ! ثم الربط بينها وبين شبح الملكة المقتولة آن بولي زوجة هنري الثامن ولذلك غضب بعض المحبين لأميرة القلوب من تصويرها كذلك.

لم يركز الفيلم على تشارلز أو الملكة الأم، فقط ظهرا في مشاهد معدودة معظمها نظرات فقط بينهم وبين ديانا في الاجتماعات العائلية باستثناء المشهد الطويل الذي دار فيه حوار المكاشفة بينها وبين تشارلز قبل أن ترحل مع ابنيها وتقطع الإجازة !

منذ لقائها الأول على طاولة العشاء مع العائلة المالكة عبرت كرستين ستيوارت ببراعة عن الوحدة التي تشعر بها ديانا وسط مجموعة من الغرباء عنها! نظراتها إليهم ما بين الخوف والتحدي للخلاص من هؤلاء الغرباء ! جعلها تعيش في أزمة نفسية شديدة! كما صورها المؤلف ستيف نايت والمخرج بابلو لارين خلال أحداث الفيلم.

في نفس الوقت افتتاحية الفيلم كشفت جزء هام في حياتها كيف كانت محبوبة من الشعب وقريبة منهم ! وكيف كان المصورون ينتظرون بالساعات لالتقاط صور لها، الجميع أحبها ولكن ملاحقة المصورين لديانا كان أمرا مزعجا للعائلة مما جعلهم يغلقون ستائر القصر حتى لا يراها المصورون ويلتقطون لها صورا بملابس النوم !

الفيلم دراما حزينة ومؤلمة ولذلك كان جيدا من المخرج أن يختار تلك النهاية المبهجة، مشهد ديانا مع ابنيها وسط حياة طبيعية! طالما حلمت بها.

في المجمل أداء كرستين ستيوارت أكثر من رائع ويضعها في مقدمة ترشيحات الأوسكار لأفضل ممثلة هذا العام، منذ المشهد الأول تشاهد ديانا بجميع حركات جسدها، حتى الحارس الشخصي للأميرة الراحلة أشاد بأدائها، الفيلم يصل إلى أعماق النفس البشرية للأميرة الشهيرة ولكن كما قال المخرج لم أستطع الوصول لأي إجابات حولها.