الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كريمة أبو العينين تكتب: عندي أمل

كريمة أبو العينين
كريمة أبو العينين

عشرون عاما عاشتهم وهى تنتظره وترتب ماستقوله له بعد غياب طويل لم يكن لها فيه حيد ولكنها اجبرت عليه جبرا. مها بكل مافيها من مشاعر ورغم صغر سنها الذى لم يتخطى العشرين احبت جارها ماهر الطالب فى احدى الكليات العسكرية.

 

وفى عام التخرج وهى كانت فى اولى اعوام الكلية صارحها بحبه وبرغبته بالارتباط بها وان تصبح شريكة عمره وام اولاده المستقبليين ، لم تتحمل فرحة اعترافاته فصرخت وبكت وضحكت ، ببساطة جمعت كل المشاعر فى وقت واحد وبادلته حبا بحب وحفظت عهده ووعده بأن تنتظره حتى يرتب اوراق حياته وتنتهى هى من دراستها ، ومضت ثلاث سنوات وفى عام تخرجها اتفق الاهل على كافة تفاصيل اتمام الزيجة الغالية . وفور تخرجها زفت اليه وهى لاتصدق نفسها وتحسدها على هذا الفضل الالهى الذى جمع بينهما واتمم زواجهما وحقق حلمها . خمس سنوات عاشتهم معه ملكة تتربع عرش قلبه وحياته كلها انجبت ولدين زادا حياتهما نورا وحبا ، وفى يوم من ايام عمرها التى لم تحسب لها حسابا جاءها مودعا للقيام بواجبه الوطنى فى حرب العبور العظيمة واحتضنته وهى لاتدرى سر قبضة قلبها واحساسها بأن هذا الحضن لن يتكرر ، انتهت الحرب بنصر مصر وسحق العدو وقهره ولم يعد زوجها ولم يعرف مصيره فقد سمعت الف حكاية وحكاية عن شجاعته ووطنيته وكلها لاتختتم باستشهاده فالكل يجمع انه لم ير له جثة . 

 

مضى عشرون عاما وهى ترتدى الاسود وتنتظر  تغييره بعودة حبيبها ، عشرون عاما كبر خلالهم ولديها ولازالت هى تناديه وتناجيه وتنتظره ، عشرون عاما وكل يوم مضى فيهم كانت تختزن احداثه كاملة كى تقصها على حبيبها حينما يعود ، عشرون عاما والدولة كلها تتعامل معها على انها حرم الشهيد ماهر الا هى لاتزال تنتظر  عودته . عشرون عاما ماتت فيهم امه وابيه واحد اخوته ومازالت تمنى نفسها بعودته حيا . عشرون عاما صورته لاتفارقها ليل نهار ، عشرون عاما والاحلام تأتيها نائمة ويقظة وهو فيها مشتاقا اليها ، عشرون عاما لابد ان يطووا بذهابها اليه فقد نفذ صبرها وجف ريقها وخارت قواها من لوعة الشوق وطول المناجاة . ذهابها اليه لايتطلب الكثير فهى تعرف الطريق ومعها الدليل ، عشرون عاما انقضوا وهاهى ذاهبة اليه فى العام الواحد والعشرين من عمر الشوق والحنين .