الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بالرداء الأسود.. شاب و4 فتيات تحت العشرين يحاربن ظاهرة التحرش: مؤذية.. فيديو

شاب و4 فتيات تحت
شاب و4 فتيات تحت العشرين يحاربن ظاهرة التحرش: مؤذية

برداء أسود متنوع شاركت 4 فتيات تحت سن العشرين وشاب في فوتوسيشن لمجابهة ظاهرة التحرش التي ما زالت وستظل مستمرة رغم زيادة العقوبات التي تهدف إلى الحد من الظاهرة الملعونة أو القضاء عليها سواء أكانت بلفظ أو فعل أو نظرة على حد تعبير احدى الفتيات مؤكدين جميعاً على أن التحرش يترك أثراً نفسياً سيئاً على المجني عليها. 

 «احترس لا للتحرش».. هذا هو الشعار الذي رفعته كل من منة الله محمد، وفرح محمد، وشهد علي، وحنين حمزة، والشاب محمود طنطاوي خلال تقرير لهما مع موقع «صدى البلد». 

منة الله: أهلي شجعوني على مجابهة ظاهرة التحرش  بالفوتوسيشن 

في البداية، توضح منة الله علي، صاحبة الـ 17 عاماً، والطالبة بالصف الثاني الثانوي، سبب مشاركتها في مثل هذا الفوتوسشين الجرئ قائلةً: «شاركت فيه لأن فكرته هادفة ومختلفة، وهي إنه ممكن أي بنت تتعرض للتحرش مهما كان لبسها واسع أو ضيق و منقبة أو مختمرة أو محجبة أو بشعرها، فممكن يحصل تحرش بالبنت حتى لو بلفظ مهما كانت لابسة». 

وعن موقف أهلها وردود فعل صديقاتها الناس حول الفوتوسيشن، أضافت «منة»: «أهلي شجعوني لأنهم عارفين اللي بيحصل دلوقت، وإنه مشاركتي شيء إيجابي لما أوصل صوت بنات كتير حتى اللي خايفين إنهم يتعرضوا في يوم لمثل هذه الظاهرة، وأصدقائي فرحوا جداً بمشاركتي، أما تعليقات الناس فكان معظمها سلبي». 

شاب و4 فتيات تحت العشرين يحاربن ظاهرة التحرش

فرح: سبب التحرش ليس رداء الفتاة وإنما مشكلة في عقل الشاب أو الرجل 

أما عن سبب مشاركة، فرح محمد، صاحبة الـ 20 عاماً، والطالبة بكلية لغة عربية، فتشير: «أنا أصلا مودل، ومصور الفوتوسيشن محمود طنطاوي عندي ضمن الأصدقاء، فطلب مني المشاركة في سيشن مجابهة ظاهرة التحرش مع البنات، وبعد ما شرح لي الفكرة وإنه لا يحارب الظاهرة فقط بقدر ما يحارب ردود الأفعال حولها خاصة التي تدافع عن المتحرش وتلقي التهم جزافاً بالمتحرش بها لفظياً أو جسدياً». 

«رجل عجوز يتحرش بطفلة» كانت هذه أبرز وقائع التحرش التي لم تنساها «فرح» عند السماع عنها من وسائل الإعلام معبقةً: «دي طفلة مش ملفتة في أي شيء هتتهموها بإيه دلوقت؟! محور الأزمة لا يكمن في لبس الفتاة أو السيدة وإنما في تربية سيئة وعقل الشاب أو الرجل». 

شاب و4 فتيات تحت العشرين يحاربن ظاهرة التحرش

 وبخصوص كواليس الإعداد للفوتوسيشن، لفتت «فرح» إلى أنهم لم يستخدموا لإظهار تعابير الأذي النفسي على وجوه المجني عليهن بسبب التحرش سوى «قلم كحل وزجاجة مياه» من أجل خلق مظهر «دموع زائفة لكنها كانت تتوسطها مشاعر حقيقية باعتبارهن فتيات» كما أنهم اعتمدوا «اللون الأسود» في جميع ملابسهن نظراً لأنه لون يعبر عن الكآبة والحزن الناتج عن الأذي النفسي الذي تشعر به كل فتاة قد تتعرض لمثل هذا الموقف، منوهةً: «فيه بنت ممكن تفضل طول حياتها بتلبس أسود بسبب إنها خايفة من نظرات الناس ليها».

وتلفت «فرح» إلى أن ردود الأفعال على فوتوسيشن مجابهة ظاهرة التحرش كانت بين إيجابية وسلبية، وأنها شعرت بحزن شديد تجاه ردود الأفعال السلبية، فلم تجد لها أي مبرر بين وبين نفسها، متسائلةً: «ليه ينتقدونا خاصة لو بنات زينا؟! انت حقيقي بتدافعي عن المحرش؟!». 

شهد: حسيت إنه مشاركتي فرصة جيدة لتوصيل شعور كل فتاة صامتة

من جانبها، تنبه شهد علي، صاحبة الـ 18 عاماً، والطالبة بالصف الثالث الثانوي، إنها شاركت في هذا الفوتوسيشن من خلال صديقتهانورهان عوض، والمسؤولة فيه عن اختيار الفتيات و والمظهر الخاص بهن مبينةً بأن المشاركة في مثل هذا السيشن فرصة جيدة من أجل توصيل إحساس وشعور كل فتاة لا تقدر على التحدث إذا حدث لها «تحرش» موجهةً: «اتكلمي وبلغي وما تسبيش حقك، في عقوبات دلوقت رادعة لأي متحرش، فما تخفيش». 

وعن كواليس جلسة التصوير تلفت «شهد»: «اخترنا تعبيرات وجه تعبر عن غضبنا وحزننا من الموقف اللي حصل وبيحصل وممكن جداً يفضل يحصل لأي بنت أو سيدة، وفي احدى الصور على سبيل المثال كنت أنا وفرح وحنين بنعمل حركة تعبيرية تسمي: لا أرى لا أسمع لا أتكلم، وكأن المجمتع يفرض على الفتاة الصمت التام إذا تعرضت لواقعة تحرش لا محال ولا خيار لها عن ذلك ولا لمن رآها وصمت أيضاً وكأنها المذنبة». 

أما عن موقف عائلة من مشاركته في جلسة التصوير، فلفتت «شهد»: «أهلي كانوا مرحبين جداً بالفكرة علشان هما أصلا بيشجعوني إني أعمل الحاجات الكويسة واللي منها سالة هادفة، ودي حاجة كانت كويسة بالنسبة لهم إني أشارك فيها علشان عارفين اللي بيحصل اليومين دول». 

شاب و4 فتيات تحت العشرين يحاربن ظاهرة التحرش

حنين: فخورة بكل بنت أو سيدة بتبلغ عن المحترش وما بتسبش حقها 

وتواصل الفتاة الرابعة، حنين حمزة، صاحبة الـ 17 عاماً، والطالبة بالصف الثاني في مدرسة سياحة وفنادق: «مشاركتي في الفوتوسيشن كانت من منطلق مناقشة الأثر النفسي السىء اللي بيقع على معظم البنات من جراء تعرضهن للتحرش سواء اللفظي أو الجسدي أو النظري وإنه كمان مش مربتط بلبس البنت، فسواء كانت لابسة واسع أو ضيق قد يتم التحرش بها». 

وعن أكبر عقبة تواجه معظم البنات عند التعرض لمثل هذه الظاهرة، تبين «حنين»: «كتير من البنات مش بيقدروا يحكوا اللي بيحصل ليهم أو معاهم جراء التحرش بهم، علشان بتكونوا متوقعة ردود مؤذية نفسية أكتر وتخليها تبكي زي: انت السبب.. لبسك ملفت.. إيه نزلت من البيت أصلاً، حتى لما الفوتوسيشن نزل لاقينا شاب كاتب: لو البنت نزلت من البيت محترمة في لبسها مش هتتعرض لأي تحرش». 

وتستطرد حنين: «ماماتي وأختي وصديقاتي كانوا فخورين بمشاركتي لكن والدي وأخويه ما كانوش على دراية بيه لأنهم عمرهم ما هيقتنعوا بيها، من حق كل بنت تأخد حقها من أي شخص تحرش بيها، والبنات اللي بتبلغ صراحة عندهم شجاعة رهيبة، وكمان كل بنت بتدافع عن نفسها ضد أي متحرش وتصوره وتنزل صوره على السوشيال ميديا». 

شاب و4 فتيات تحت العشرين يحاربن ظاهرة التحرش

طنطاوي: يجب أن نحترم حرية كل فتاة أو سيدة فيما تريديه وهذا ليس مبرراً للتحرش بها وأذيتها 

من جانبه، يختتم محمود طنطاوي، الشاب المصور للفوتوسيشن: «اقترحت على البنات أن يتعددوا في اختلاف ملابسهن بين محجبة ومنتقبة وغير محجبة ترتدي ملابس فضفاضة أو ضيقة للتنويه على حرية الفتاة أو السيدة فيما ترتدي ووجوب احترامها على كل حال وعدم اعتبار ذلك مبررا للقيام بالجريمة المرفوضة على كل الأصعدة، كما استعنا بشرائط لاصقة عليها عبارات تؤكد الرسالة من الفوتوسيشن». 

المصور محمود أشرف طنطاوي من مواليد 6 يناير عام 2002، من أبناء مدينة بورفؤاد بمحافظة بورسعيد، شغوف دائما بالفن منذ الصغر، فنان متعدد المواهب والهوايات منها التمثيل والتصوير، ولكنه اختار التصوير الفوتوغرافي ليكون الفن الذى يبرع فيه، تعلم على يد أكبر المصورين فى مصر ومضى سنين من العمل الشاق والدراسة ليكون اسمه الآن معروفًا فى عالم التصوير.

عقوبة التحرش الجنسي في مصر 

نصت المادة 306 من قانون العقوبات على أنه يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر وبغرامة لا تقل عن 3 آلاف جنيه ولا تزيد على 5 آلاف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من تعرض للغير في مكان عام أو خاص أو مطروق بإتيان أمور أو إيحاءات أو تلميحات جنسية أو إباحية سواء بالإشارة أو بالقول أو بالفعل بأية وسيلة بما في ذلك وسائل الاتصالات السلكية أو اللاسلكية.

وتابعت المادة: «تكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن سنة وبغرامة لا تقل عن 5 آلاف جنيه ولا تزيد على 10 آلاف جنيه وبإحدى هاتين العقوبتين، إذا تكرر الفعل من الجاني من خلال الملاحقة والتتبع للمجني عليه».