الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصطفى بكري يرصد تاريخ عائلة "الهمامية" فى الحياة النيابية

 النائب مصطفى بكري
النائب مصطفى بكري

واصل النائب مصطفى بكري، رصد دور عائلة خلف الله  “ الهمامية  ” في الحياة النيابية المصرية ، فى حلقة جديدة من حلقات “ تاريخ العائلات البرلمانية فى الحياة النيابية المصرية” ، رصد تاريخ عائلة «خلف الله» البرلمانى، والأعضاء الذين مثلوها على مدى سنوات طوال، تحديدا منذ عام  1870 - 1873م، وهى مرحلةٌ لَعِب فيها عدد من نواب هذه الأسرة دورًا مهمًا ومحوريًا تجاه العديد من القضايا التى طرحت على البرلمان.

 

و طبقا لحديث “بكري”  فإن  عائلة «خلف الله» من العائلات العريقة فى صعيد مصر، حيث يعود نسبها إلى الهمامية المنتمية إلى قبائل «هوارة» التى ينتمى إليها جدهم شيخ العرب «همام» بن يوسف أحمد بن محمد بن همام (أمير الصعيد) والمولود فى فرشوط بقنا فى عام 1709.

 

و ذكر مصطفى بكري ، أن تاريخ عائلة «خلف الله» مع البرلمان بدأ من انتخاب الشيخ أحمد بك خلف الله فى عضوية الهيئة النيابية الثانية لمجلس شورى النواب من 1870 - 1873، حيث كان الشيخ يشغل منصب عمدة «هواره» ،  ثم توالت رموز الأسرة فى احتلال العديد من المقاعد البرلمانية منذ هذا الوقت وحتى اليوم بدءًا من الشيخ أحمد خلف الله وحتى النائب خالد خلف الله عضو مجلس النواب 2021.

 

 قام شيخ العرب بفرض نفوذه وقوته على جنوب الصعيد من أسيوط إلى أسوان، حيث أسس الإمارة المستقلة، وأنشأ الدواوين لإدارة شئون الأراضى الواقعة تحت سيطرته، و استطاع شيخ العرب همام نشر العدل بين أبناء الصعيد، ولم يكن يفرق فى المعاملة بين أبناء قبيلته وأبناء القبائل الأخرى، إلا أنه هزم فى معركته الأخيرة مع المماليك بقيادة على بك الكبير بسبب خيانة زوج أخته وخال أولاده الذى اختاره شيخ العرب ليكون قائدًا لجيشه فى الحرب.

 

 بعد احتلال مصر بأربع سنوات تم إنشاء ديوان العائلة، وهذا الديوان تم بناؤه خصيصًا لاستقبال الخديو توفيق والخديو اسماعيل وحفيد محمد على باشا، ليضم الديوان صورًا لقادة مصر الذين زاروه مثل الزعيم سعد زغلول باشا ومكرم عبيد وزير المالية الأسبق وغيرهما إلى جانب النياشين وأوراق البكوية والباشوية التى حازها رموز العائلة قبل الثورة.

 

و بعد إنشاء الديوان بـ 3 سنوات وبالتحديد فى عام 1899م ، قام حفيد منشئ الديوان بحركة احتجاج ضد ضابط إنجليزي قام باحتجاز النساء من أجل القبض على البطل الذى كان يشن هجمات ضد ثكنات الجنود الإنجليز.

 

وحين طالبت السلطات الإنجليزية برأسه قام بالهرب، مما جعل خلف الله منشئ الديوان، والذى كان عمره فى هذا الوقت 102 عام يذهب لتركيا والباب العالى لعرض مظالم حفيده ولم يعد إلى نجع حمادى إلا بعد أن استطاع اسقاط التهم عنه فى شهر رمضان .

 

الهمامية فى البرلمان

 

فى الهيئة النيابية الثانية منذ عام 1870 إلى عام 1873 انتخب ثلاثة من نواب قنا لينضموا إلى أول مجلس نيابى فى عهد الخديو اسماعيل، حيث انتخب الشيخ أحمد خلف الله عمدة «هواره» بنجع حمادى وإلى جانبه انتخب الشيخ خليفة إبراهيم عمدة أبو مناع بحرى والذى عين ناظرًا وانتخب بدلا عنه الشيخ محمود السيد عمدة «فاو» وأيضا انتخب الشيخ أحمد أغا حسن عمدة حجازة.

 

كان معروفًا عن أحمد بك خلف الله أنه يتميز بالشجاعة والمواجهة وكان دومًا منحازًا إلى أبناء بلدته، وقد تصدى بكل حسم للأمير أحمد كمال والد الأمير يوسف كمال، عندما قام الأمير بإنشاء خط سكة حديد يربط بين منطقة السوق بقرية «هو» ونهر النيل، وذلك حتى يحصل الأمير على كميات الأسمدة التي تحتاجها زراعته وحدائقه وعندما علم أحمد بك خلف الله بذلك الأمر حرض الأهالى على إزالة القضبان التى تم إنشاؤها وإلقائها فى النيل وكان هو فى مقدمة الأهالى، حيث نجح فى منع الأمير أحمد كمال من الحصول على الأسمدة.

 

 

عمر بك أحمد خلف الله

 

انتخب عمر بك أحمد خلف الله عضوًا بالجمعية التشريعية فى عام 1914 والتى جاءت فى أعقاب حل مجلس شورى القوانين والجمعية العمومية، فأصدر الخديو عباس حلمى الثانى القانون النظامى الجديد فى الأول من يوليو سنة 1913 بديلا للقانون الصادر فى الأول من مايو سنة 1883 وتعديلاته، حيث عقد دور الانعقاد العادى الأول من 22 يناير سنة 1914 إلى 17 يونية سنة 1914، ثم تم رفع الجلسات بسبب التطورات التى عاشتها البلاد، ولم تعقد سوى جلسة سرية برئاسة سعد زغلول باشا ، ليكون هذا الانعقاد بمثابة خطوة متقدمة لرفض الحماية البريطانية على مصر.

وكان عمر بك خلف الله عضوًا بمجلس الشيوخ منذ عام 1924 أيضا، وقد استطاع أن يجمع أكبر عدد من التوقيعات الخاصة بتفويض سعد باشا زغلول لرئاسة الوفد المصرى للتفاوض حول استقلال مصر من الاحتلال الإنجليزي.

 

همام بك أحمد خلف الله

 

انتخب همام بك أحمد خلف الله عضوًا فى مجلس النواب المصرى حيث فاز بالانتخاب العام فى 29 مايو 1926م بعد دخوله الإعادة مع حافظ موسى جاد الكلحى أفندى، إلا أن همام خلف الله فاز فى الإعادة وقد حصل همام خلف الله على البكوية من الملك فاروق الأول بمرسوم ملكى، وقد كان أحد مؤسسى حزب الوفد، وقد ظل عضوًا بمجلس النواب وفاز فى الانتخابات التكميلية للمجلس فى 29 ديسمبر سنة 1929، حيث كانت هناك منافسة بينه وبين عاصى المندوه حيث فاز عليه فى انتخابات الإعادة .

 

لم تمثل العائلة فى الهيئة النيابية الخامسة من 20 يونية سنة 1931 إلى 28 يونية سنة 1934، حيث مثّل نجع حمادى فى هذه الهيئة الشيخ محمد إبراهيم عبد الله بربرى والذى فاز فى انتخابات أول يونية سنة 1931م.

وفى الهيئة النيابية السادسة التى بدأت انعقادها فى 23 مايو سنة 1936 وحتى 2 فبراير سنة 1938 لم يمثل أي من العائلة، وإنما تم انتخاب الشيخ محمد إبراهيم عبد الله بربرى نائبا عن نجع حمادى فى 7 مايو سنة 1936.

وفى الهيئة النيابية السابعة لمجلس النواب فى الفترة من 12 أبريل سنة 1938 إلى 8 أغسطس 1939غابت العائلة عن هذا المجلس أيضا، حيث فاز الشيخ عبد الوهاب محمد سليم وهو من الأعيان فى هذه الهيئة ممثلًا لمركز نجع حمادى .

وفى مجلس الشيوخ، انتخب عمر أحمد خلف الله بك عن دائرة نجع حمادى فى عام 1924، وأعيد انتخابه مجددًا فى 1 مارس سنة 1930، إلا أن دورة المجلس الجديدة من 11 يونية سنة 1931 إلى 30 نوفمبر سنة 1934، فاز فيها كامل جرجس تكلا.

وكان النائب همام خلف الله مدافعًا دومًا فى جلسات البرلمان عن الفلاحين، وفى الجلسة الخامسة لمجلس النواب بتاريخ 13 ديسمبر سنة 1943 قام بالرد على وزير الزراعة عندما تحدث عن تكاليف انتاج محصول قصب السكر فى نجع حمادى، حيث قال النائب: إن معالى الوزير ذكر فى بيانه أن متوسط تكاليف الانتاج للقنطار فى نجع حمادى تبلغ 115 مليما على اعتبار أن إيجار الفدان هو 28.5 جنيه، وأنا أقرر أن بعض الأهلين يستأجرون الفدان بثلاثين جنيها.

 

محمد همام خلف الله

 

بعد وفاة والدة همام خلف الله تم انتخاب نجله محمد ليكمل الدورة البرلمانية لوالده، ثم انتخب عضوًا فى مجلس النواب عام 1950، وظل بالمجلس حتى قيام ثورة 1952.

وفاز محمد همام خلف الله فى انتخابات مجلس الأمة لعام 1957 - 1958 واستمر بالمجلس حتى توفى عام 1958.

وفى الجلسة السابعة عشرة من أعمال مجلس النواب فى 4 أبريل 1950 تقدم النائب محمد همام خلف الله بطلب إنشاء مدرسة إلزامية بناجية القمانة بمركز نجع حمادى، وإنشاء دورة مياه لمسجد ناجية القمانة، وإنشاء دورة مياه لمسجد السجرات تبع أولاد نجم القبلية، وإنشاء مركز لرعاية الطفل بنجع حمادى، وقدم أيضا طلبات عديدة لإنشاء مدرسة صناعية أولية بناحية بهجورة وجعل مدرسة الأمير يوسف كمال الابتدائية مدرسة ثانوية وإنشاء كوبرى أمام بلدة القبلية وإنشاء حمامات ومغاسل بناحية الدرب بمركز نجع حمادى .

 

محمد الثاقب خلف الله

 

أما محمد الثاقب بك عمر خلف الله هو واحد من أهم نواب عائلة خلف الله الشهيرة فى قلب الصعيد، فهو حصل على البكوية بمرسوم ملكى صادر من الملك فاروق، كما أنه اختير واحدًا من بين 100 شخصية من الوجهاء على مستوى القطر المصرى وقد لقب بــ(الوجيه الأمثل) نظرًا لدوره البرلمانى والاجتماعى.

 

ارتبط الثاقب بأهله، وقريته، ولذلك عندما خُيِّر بين كونه نائبًا بالبرلمان انتخب فى 14 يناير 1945 وبين العمودية، اختار منصب (العمدة) فى 29 ديسمبر 1945، وانتخب بدلا منه شقيقه أحمد الطاهر بك عمر خلف الله فى 18 فبراير عام 1946 لدورتين متتاليتين، وقبلها كان يشغل منصب عضو مجلس مديرية قنا لأكثر من 20 عامًا.

ويومها كتب فكرى أباظة معلقًا على هذه الاستقالة بقوله «لطمة النائب الذى احتقر البرلمان»!!

 

محمد رشاد خلف الله

 

بعد انتخاب محمد همام خلف الله وشهرته (حلمى همام) لعضوية مجلس الأمة 57 - 1958 لم تمثل العائلة فى مجلس الأمة 60 - 1961، و64 - 1968 وفى مجلس الأمة 1969 - 1971 فاز محمد رشاد خلف الله بعضوية المجلس، حيث كان عضوًا بلجنة واضعى دستور1971، وكانت له أدواره الاجتماعية وعلاقاته بكافة الفئات القبلية التى ساهمت فى تحقيق الاستقرار فى منطقة نجع حمادى والمناطق القريبة منها، كما كان عضوًا بالاتحاد الاشتراكى فى هذه الفترة.

 

لم تمثل الأسرة فى برلمان 1971 - 1976م،  لتعود مجددا مرة أخرى إلى البرلمان فى دورة مجلس الشعب 1976 - 1979، حيث فاز محمد رشاد خلف الله مجددًا بعضوية المجلس، وفاز معه فى نفس الدائرة النائب المخضرم محمد عبد النبى الشعينى.

 

وقد تحقق الفوز للنائب محمد رشاد خلف الله بعد دخوله الإعادة مع منافسه طاهر عبد الغنى، حيث تم اختياره أمينًا عامًا للبرلمان المشترك بين مصر والسودان عام 1977.

 

وغابت أسرة خلف الله عن برلمان 1979 - 1984، وغابت أيضا عن برلمان 1984 - 1987، وفى دورة المجلس 1987 - 1990 لم تمثل الأسرة أيضا فى المجلس، حيث مثل الدائرة الثانية ومقرها مركز شرطة نجع حمادى فى هذا الوقت كل من عبد الرحيم الغول ومحمد عبد النبى الشعينى الذى توفى فى أغسطس 1987 وانتخب بدلا منه أحمد اسماعيل الشعينى .

وفى الفصل التشريعى السادس 1995 - 2000م لم تمثل الأسرة أيضا، وظل النائبان عمر وأحمد اسماعيل الشعينى محتفظين بمقعديهما عن دائرة الرئيسية بنجع حمادى.

 

عمر الطاهر خلف الله

 

فى دورة مجلس الشعب 2000 - 2005 م عادت الأسرة مجددًا إلى مقعدها فى البرلمان حيث فاز فى هذه الدورة كل من عمر الطاهر خلف الله وعبد النبى محمد عبد النبى الشعينى وشهرته (هشام الشعينى).

وكانت الإعادة قد جرت بين اللواء عمر الطاهر خلف الله مساعد وزير الداخلية وبين النائب فهمى عمر، لتنتهي بفوز  اللواء عمر الطاهر فى هذه الدورة.

وفى دورة مجلس الشعب 2005 - 2010 ظلت الأسرة ممثلة من خلال انتخاب عمر الطاهر خلف الله فى هذه الدورة عن دائرة الرئيسية ومعه أيضا فاز النائب هشام الشعينى، وتولى عمر الطاهر خلف الله منصب وكيل اللجنة التشريعية بالمجلس فى هذه الدورة.

كانت قضية زراعة قصب السكر هى من القضايا الهامة التى تبناها النائب عمر الطاهر خلف الله فقد تحدث فى الجلسة السابعة لمجلس الشعب فى 3 يناير سنة 2001 قائلًا «إننى أتفق مع كل السادة الزملاء الذين سبقونى فى الحديث عن أهمية محصول القصب لا يعنى الصعيد فقط، بل يعنى الوجه البحرى أيضا، كما أن محصول الأرز يعنى الصعيد أيضا، لكن نحن كنواب الصعيد على دراية كافية بهموم محاصيلنا الزراعية عن السادة زراع الأرز.

وحذر النائب فى الجلسة من الحشرة القشرية التى تصيب محصول قصب السكر،وتساءل: أين أجهزة البحث العلمى الموجودة لمكافحة هذه الحشرة القشرية؟!

 

وفى الجلسة الثالثة والعشرين فى 18 فبراير سنة 2001 أثار النائب عمر الطاهر ارتفاع أسعار مكالمات التليفون بصورة مبالغ فيها بدليل ارتفاع أرباح شركات التليفونات المحمولة بصورة مبالغ فيها وصلت إلى 21 مليارا من الجنيهات، وارتفاع سعر أسهم هذه الشركات إلى أرقام كبيرة وبمعدلات ارتفاع عالية مما أثر على زيادة أزمة السيولة النقدية .

وتساءل النائب: كيف تترك الدولة هذه الشركات ولا تنشئ شركة منافسة تضبط الأسعار من أجل رفع المعاناة عن كاهل المواطن المصرى نتيجة لثقل قيمة الفواتير.

 

 

خالد خلف الله

 

فى انتخابات مجلس الشعب لدورة 2010 التى سبقت أحداث ثورة 25 يناير فاز اللواء خالد خلف الله بعضوية المجلس بعد أن ترك عمله كرئيس لجهاز أمن الدولة فى الوادى الجديد وسوهاج.

وبعد حل المجلس الذى لم يكمل دورته بسبب أحداث 25 يناير 2011، جرت انتخابات فى عام 2011 - 2012 إلا أن العائلة لم تمثل فى هذه الانتخابات، ثم عاد اللواء خالد خلف الله ليحقق فوزًا كبيرًا فى برلمان 2015، وأيضا نجح ضمن قائمة من أجل مصر فى برلمان 2021 ممثلا لدائرة نجع حمادى ودشنا والوقف.

وكان للنائب خالد خلف الله اسهاماته فى الدورات الثلاث، حيث كان من أبرز المدافعين عن ضرورة رفع أسعار قصب السكر بما يحقق للفلاحين حدًا أدنى من المعيشة كما قدم العديد من الاقتراحات برغبة بهدف حل العديد من المشاكل القديمة والآنية لأبناء دائرة الرئيسية ونجع حمادى.