الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الحرب الروسية الأوكرانية|هل تنجح الوساطة العربية فيما فشل به الغرب وتنهي الأزمة؟

بوتين وبايدن ومحمد
بوتين وبايدن ومحمد بن سلمان

تلقي ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ، الأمير محمد بن سلمان، الخميس، اتصالا هاتفيا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث جرى خلال الاتصال بحث العلاقات بين البلدين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات.

وخلال الاتصال، أوضح  ولي العهد موقف المملكة  السعودية المعلن من الحرب ودعمها للجهود التي تؤدي إلى الحل السياسي مما يحقق الأمن والاستقرار، مشيرا أن المملكة على استعداد لبذل الجهود للوساطة بين كل الأطراف.

كما أشار بن سلمان على حرص المملكة على المحافظة على توازن أسواق البترول واستقرارها، منوهاً بدور اتفاق أوبك بلس في ذلك وأهمية المحافظة عليه حتي لا يتأثر مجال الطاقة العالمي بالأزمة الحادثة الآن بين روسيا وأوكرانيا.

ومن جانبه، قال طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن اتصال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، يعطي العديد من الدلالات الهامة لأن السعودية تسعى لتعزيز دورها العالمي، خاصة بعد الاتصالات التي تمت بين الشيخ محمد بن زايد ولي عهد دولة الإمارات المتحدة وبوتين.

وأوضح فهمي في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن التواصل بين روسيا والدولة العربية يعطي رسائل أن هناك أطرافا عربية ساعية للعب دور في الوساطة بين روسيا وأوكرانيا.

رسالة المملكة العربية إلى واشنطن

وتابع: "لكن الأمر ليس بهذه الصورة، خاصة أن أوراق الضغط في يد السعودية أوراق محدودة برغم كل ما يقال حول النفط والغاز وغيره، لأن الأزمة معقدة أكثر من ذلك".

ولفت أنه جهد مشكور من الأمير بن سلمان في طرح وساطة المملكة السعودية لحل الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، ولكن الأمر يحتاج إلى أوراق ضغط أكبر للوصول إلى حل بين الطرفين، لذلك ليس سهلا قبول طرفي الأزمة بهذه الوساطة.

وأشار أستاذ العلوم السياسية، أن السعودية لديها مركزها العربية والإقليمي والمقدر من قبل الأطراف المختلفة، ولكن هناك رسالة أخرى للولايات المتحدة الأمريكية من قبل السعودية بأن الخليج لديه إمكانية التحرك بصورة شاملة في إطار الندية في العلاقات الدولية.

وأكمل: "بالتالي فأن الرسالة التي يحملها طرح الوساطة من قبل السعودية لحل الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، خاصة بعد تعرض السعودية والإمارات للصواريخ الحوثية، هي سرعة تحرك الإدارة الأمريكيةووضع جماعة الحوثي على قائمة الإرهاب وحظرها بشكل سريع وعاجل".

واختتم: "السعودية تنقل رسالة مهمة إلى الولايات المتحدة وليس لموسكو بطرح وساطتها لحل الأزمة في هذا التوقيت، كما أن لديها إمكانيات اقتصادية واستثمارية عديدة يمكن توظيفها لمساعدة الاقتصاد الروسي، لذلك الأزمة الحالية بين روسيا وأوكرانيا سيكون لها تبعيات على العلاقات العربية الأمريكية والعربية الروسية".

تصويت تاريخي بالأمم المتحدة

واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في ختام جلستها الطارئة، الأربعاء، قرارا "يدين بأشد العبارات الحرب في أوكرانيا"، ويطالب روسيا بـ"الكف فورا عن استخدامها للقوة ضد أوكرانيا والامتناع عن أي تهديد أو استخدام غير قانوني للقوة ضد أي دولة عضو"، بحسب بيان نشر على موقع الأمم المتحدة.

وصوتت لصالح القرار 141 دولة فيما صوتت 5 دول ضد القرار وامتنعت 35 دولة أخرى، وكان القرار بحاجة إلى ثلثي الأصوات لاعتماده.

وأوضح البيان، أن الدول التي صوتت ضد القرار هي "روسيا، بيلاروسيا، أرتيريا، كوريا الشمالية وكانت سوريا الدولة العربية الوحيدة التي رفضت القرار"، أما الدول العربية التي امتنعت عن التصويت فهي العراق، الجزائر، السودان.

والدول العربية المؤيدة للقرار: "الأردن والبحرين ومصر والإمارات وجيبوتي وجزر القمر والكويت ولبنان وليبيا وتونس وموريتانيا وسلطنة عمان وقطر والسعودية والصومال واليمن".

ووصفت مندوبة دولة الإمارات العربية لدى الأمم المتحدة، لانا زكي نسيبة، اعتماد القرار بأنه "إشارة ضرورية في سبيل المضي قدما، ولكن لا يمكن أن نقبل بالعنف والجزاءات المستمرة، فهذا يؤثر في المدنيين ويعرقل جهودنا جميعا"، بحسب بيان الأمم المتحدة.