الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الأوقاف: التكاتف الوطني في التعامل مع الأزمات موضوع خطبة الجمعة المقبلة

وزارة الأوقاف
وزارة الأوقاف

أعلنت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة المقبلة الموافقة لثالث جمع شهر شعبان 1443هـ، الثامن عشر من مارس الجاري، تحت عنوان : "التكاتف الوطني في التعامل مع الأزمات".

التكاتف الوطني في التعامل مع الأزمات

وأكد د. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أن من أهم سِمات المُجتمعات الراقية أن تكون مترابطة، متماسكة في بنيانها، يشد بعضها بعضًا، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : "الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ"، والمُجتمع القوي هو ما يكون كالبنيان الواحد في ترابُطه وتعاونه ، يقول النبي (صلى الله عليه وسلم) : "مثلُ المؤمنين في تَوادِّهم ، وتَرَاحُمِهِم ، وتعاطُفِهِمْ مثلُ الجسَدِ إذا اشتكَى منْهُ عضوٌ تدَاعَى لَهُ سائِرُ الجسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى".

وقال وزير الأوقاف إن الشدائد تظهر معادن الرجال ، وتتطلب التراحم وليس الاستغلال ، وأن من قلل هامش ربحه تخفيفًا على الناس ولاسيما وقت الأزمات فهو له صدقة ، مشيرًا إلى أن المجتمع في حاجة إلى التعاون والتكافل والتكامل ، وقد عني ديننا الحنيف أيما عناية بهذا الجانب الإنساني ، ففرض الزكاة ، وحث على الصدقات ، وشرع الوقف وشجع عليه ، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى : ‌"مَثَلُ ‌الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ" ، ويقول الله (عز وجل) : "مَنْ ذَا الَّذِي ‌يُقْرِضُ ‌اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ" ، ويقول سبحانه وتعالى : "لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ ‌حَتَّى ‌تُنْفِقُوا ‌مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ". 

وأكد وزير الأوقاف، على جميع الأئمة الالتزام بموضوع الخطبة نصًّا أو مضمونًا على أقل تقدير، وألا يزيد أداء الخطبة عن عشر دقائق للخطبتين الأولى والثانية مراعاة للظروف الراهنة، مع ثقتنا في سعة أفقهم العلمي والفكري، وتفهمهم لما تقتضيه طبيعة المرحلة.

ليلة خير من ليلة القدر

من جانبه، قال الدكتور السيد عبد الباري، من علماء وزارة الأوقاف وخطيب الجمعة، إن لكل أمة من الأمم أيام مجيدة، يتفاخرون بها، ويتذاكرون، مشيراً إلى أن الله سبحانه وتعالى خلقنا وعلم بضعفنا فاشتراها فقال تعالى:" إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم أن لهم الجنة".

ولفت عبد الباري خلال خطبة الجمعة التي جاءت بعنوان "منزلة الشهداء عند ربهم" من مسجد المشير بالقاهرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر صحابته عن ليلة هي خير من ليلة القدر على منزلتها فتعجب الصحابة فأخبرهم سيد المرسلين بأن حارس حرس في أرض قوم لعله لا يرجع إلى قومه فحدثته نفسه في ساعة حراسته لعلك تلاقي ربك الليلة فما زاده التفكير إلا على المضي، فشدد النبي على أن ليلته هذه خير من ليلة القدر.

واختتم خطيب الأوقاف برسالة الإمام عبدالله بن المبارك الفقيه المحدث، لأخيه الفضيل بن عياض، عابد الحرمين، التي أعلمه فيها بمكانة ما يقومون به من رباط، فقال:"يا عابدَ الحَرَمينِ لوْ أبصرْتَنا لَعلمْتَ أنّك في العبادةِ تَلْعبُ، مَنْ كان يَخْضِبُ خدَّهُ بدموعِهِ فَنُحُورُنا بِدِمَائِنا تَتَخَضَّبُ، أو كان يُتْعِبُ خيلَهُ في باطلٍ فخيولُنا يومَ الصَّبِيْحَةِ تَتْعبُ، رِيْحُ العَبِيْرِ لكمْ ونحنُ عبيرُنا رَهْجُ السَّنابكِ والغبارُ الأطْيبُُ، ولقد أتانا مِنْ مَقالِ نبيِّنا قَوْلٌ صحيحٌ صادقٌ لا يُكْذَبُ، لا يَسْتَوِي وغُبارُ خَيْلِ اللهِ في أَنْفِ امرئٍ ودُخَانُ نارٍ تَلْهَبُ، هذا كتابُ اللهِ ينطِقُ بَيْنَنا ليس الشَّهيدُ بميِّتٍ لا يُكْذَبُ".