الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دين الإنسانية والتكافل والرحمة.. خطيب الأوقاف: مراعاة حقوق الوالدين وكبار السن عبادة النبلاء بمعنى الكلمة .. وبر الأب والأم يفتح كل باب مغلق وييسر كل عسير

التكافل المجتمعي
التكافل المجتمعي ..حقوق الوالدين والمسنين والضعفاء بالإسلام

خطيب الأوقاف:

بر الوالدين يفتح كل باب مغلق وييسر كل أمر عسير

الإحسان إلى كبار السن من أجل العبادات

مراعاة حق الوالدين عبادة النبلاء بمعنى الكلمة

 

أدى أئمة وزارة الأوقاف، شعائر صلاة الجمعة، حيث نقل التلفزيون المصري شعائر الصلاة من محافظة الشرقية وذلك في إطار افتتاح وزارة الأوقاف 5 مساجد جديدة بالمحافظة منها مسجد الحاج عبد الرازق بقرية شبرا صورة مركز ديرب نجم .

وبدأت شعائر صلاة الجمعة الموافقة الـ 25 من مارس 2022، الجمعة الرابعة الـ 22 من شهر شعبان، والتي عنونت بـ:"التكافل المجتمعي .. حقوق الوالدين والمسنين والضعفاء أنموذجًا"، بتلاوة قرآنية مباركة للقارئ الشيخ عبدالله عزب، وخطيباً وإماماً للصلاة الدكتور محمد إبراهيم حامد إبراهيم وكيل مديرية أوقاف الشرقية.

 

دين الإنسانية

وقال الدكتور محمد إبراهيم حامد إبراهيم وكيل مديرية أوقاف الشرقية، إن ديننا هو دين الإنسانية بمعنى الكلمة في أجمل صورها وأبهي معانيها.


وأضاف وكيل مديرية أوقاف الشرقية، في خطبة الجمعة من مسجد الحاج عبد الرازق عمر بمحافظة الشرقية، أن دين الإسلام كله خير وبركة ورفق، فهذه الشريعة الإسلامية جاءت بقيم خلقية وإنسانية نبيلة، من هذه القيم قيمة التكافل المجتمعي وقت الأزمات.

وأشار إلى أن هذه القيمة تتحقق بها المودة والسكينة والبركة، وقال الله تعالى "إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ ٱلرَّحْمَٰنُ وُدًّا" وقال النبي "ترى المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى.

 

 

مراعاة حق الوالدين 

وأوضح، أن قيمة التكافل لها مظاهر وأولها الإحسان إلى الوالدين ومراعاة حقهما، فمراعاة حق الوالدين عبادة النبلاء بمعنى الكلمة، لأن بر الوالدين والإحسان إليهما قرن الله في كتابه بالإحسان إلى الوالدين وعبادته سبحانه وتعالى.

واستشهد خطيب الأوقاف، بقوله تعالى {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً* وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِى صَغِيراً* رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأوَّابِينَ غَفُوراً}.

 

مراعاة كبار السن

كما أكد الدكتور محمد إبراهيم حامد إبراهيم وكيل مديرية أوقاف الشرقية، إن بر الوالدين يفتح كل باب مغلق، وييسر كل أمر عسير، فهنيئا لمن وقف على هذا الباب.

وقال وكيل أوقاف الشرقية خلال خطبة اليوم بعنوان :"التكافل المجتمعي.. حقوق الوالدين والمسنين والضعفاء أنموذجا"، إن من مظاهر التكافل المجتمعي العظيمة الإحسان إلى كبار السن، وهي عبادة من أجل العبادات لا يعرف مكانتها إلا من ذاق طعم الإيمان.

ولفت وكيل أوقاف الشرقية إلى أن الإسلام راعى كبار السن، فقد أمر النبي الإمام بتخفيف الصلاة لوجود الكبير، مؤكداً أن احترم الإسلام لكبار السن متعدد فقد جعل للسن اعتباراً فإذا تساوى المصلون لمقدار حفظهم في القرآن يقدم أكبرهم سناً للإمامة، بل إن نبينا أمر الصغير أن يسلم على الكبير وجعله من إجلال الله عزوجل وجل، وجعل التوقير من علامات الإيمان، فقال النبي: ليس منا من لم يوقر كبيرنا، وهذا ليس خاص بالمسلمين فحسب بل للعالمين.

 

فضل بر الوالدين

الله تعالى أمر بالإحسان وبر الوالدين لقول الله تعالى: «وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا» (الإسراء: 23، 24).

بر الوالدين بعد موتهما

بر الوالدين بعد موتهما كـ برهما حال الحياة فيه السعادة والفلاح في الدنيا والآخرة، ويكون بر الوالدين، بصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما، فيحرص الأبناء على صلة الرحم من الأقارب، وبر الوالدين بعد موتهما قد يكون أكثر ثوابا لأنه خال من النفاق أو الريا

 

هل يمكن بر الوالدين بعد وفاتهما

بر الوالدين بعد الموت لا يشترط فيه أن يكون بالصدقة الجارية بل قد يكون بالدعاء لهما في كل صلاة أو بصلة الرحم من أشقائهما العمة والخالة والخال وكل ما هو كان صديقا لهما، أو بالذهاب إلى القبر وقراءة الفاتحة لهما من وقت لآخر.

 

ما ينفع الوالدين بعد الوفاة

بر الوالدين لا ينقطع بعد موتهما، فهناك وسائل عدة لبرهما بالعديد من الطاعات، منها: الدعاء لهما، والصدقة عنهما، وهبة ثواب قراءة القرآن إليهما، وزيارة قبرهما، وأن نصل رحمهما وأصدقاءهما. فكل هذه الأمور تحقق الألفة حتى لو مات الوالدين كأنهما ما زالا معنا في الحياة، فبر الوالدين لا يتوقف بعد موتهما.

 

قصص عن بر الوالدين بعد موتهما

ومن صور بر الوالدين : «تقديم أمرهما ، والإنفاق عليهما ، تحري رضاهما، المبالغة في خدمتهما، طاعتهما، الصبر عليهما»، ورضا الله سبحانه وتعالى يكون في رضا الوالدين، وأنهما السبيل لدخول الجنة.

قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «رِضَا الرَّبِّ في رَضَا الوَالِدَيْنِ، وسَخَطُ الرَّبِّ في سَخَطِهِمَا»، وبما قال ابن عمر رضي الله عنهما لرجلٍ عنده أُمُّه: «والله لو ألفتَ لها الكلام، وأطعمتها الطعام، لتدخُلَنَّ الجنة ما اجتنبتَ الكبائر»، وجاء في عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ الصُّحْبَةِ؟ قَالَ: «أُمُّكَ، ثُمَّ أُمُّكَ، ثُمَّ أُمُّكَ، ثُمَّ أَبُوكَ، ثُمَّ أَدْنَاكَ أَدْنَاكَ».

 

بر الوالدين في الإسلام

من صور الجهاد الراقية إكرام الإنسان وخاصة إكرام المرأة فى مرحلة الضعف وورد هذا فى صحيح البخارى قال صلى الله عليه وسلم (( الساعى على الأرملة والمسكين كالمجاهد فى سبيل الله))، فمن يتعب فى عمله ويعمل بإخلاص ولا يريد أن يسرق ولا يأكل حراما فهو يجاهد في سبيل الله.

وروت  أن هناك رجلا مر على النبي صلى الله عليه وسلم، فرأى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من جلده ونشاطه ما أعجبهم، فقالوا: يا رسول الله، لو كان هذا في سبيل الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن كان خرج يسعى على ولده صغارا فهو في سبيل الله، وإن خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله، وإن كان يسعى على نفسه يعفها فهو في سبيل الله، وإن كان خرج رياء وتفاخرا فهو في سبيل الشيطان".

 

عقوق الوالدين

عقوق الوالدين من الموبقات ومن أكبر الكبائر، ولهذا كان عبد الله بن عباس -رضي الله تعالى عنه- يقول: «والله لا نعلم عملًا أحب إلى الله عز وجل من بر الوالدين».

وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «االوالدُ أوسطُ أبوابِ الجنَّةِ فإن شئتَ فأضع ذلِكَ البابَ أوِ احفظْهُ»، وهذه أمانات ووفاء وحقوق، وليس منة أو فضلًا على الآباء ، وإنما هو ردًا لبعض الجميل والفضل.

جميع الأديان السماوية أجمعت على بر الوالدين، وحرمة عقوقهما، فمن عق والديه فقد انسلخ من دينه وآدميته وإنسانيته وكل الخلق الكريم، فلا وفاء له ولا ذمة له ، فمن ضيع ذمة والديه وانكر جميلهما وجحد فضلهما، فلا يُنتظر منه بعد ذلك خير.

 

جزاء بر الوالدين

بر الوالدين وصلة الرحم يزيدان فى العمر والرزق، والدعاء يرد القدر، لحديث النبى محمد عليه الصلاة والسلام: "لا يرد القدر إلا الدعاء ولا يزيد العمر إلا بر الوالدين"، كما أن بر الأبوين بعد الوفاة باب واسع وكبير، فمن الممكن بر الودين بعد الوفاة بالصدقة أو التقرب إلى الله بشتى أنواع الطاعات والقربات ونهب ثواب هذه الطاعات إلى الوالدين فلا مانع من ذلك شرعا.