الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أفرج عنه بعفو ملكي

معدة زراعية احتوت أقراصا مخدرة|تفاصيل القضية المتهم فيها المهندس علي أبو القاسم

المهندس علي فرج بعد
المهندس علي فرج بعد الإفراج عنه

وصل أرض الوطن مساء الأربعاء،  المهندس علي أبو القاسم عبد الوراث، بعد أن أطلقت السلطات السعودية سراحه، حيث كان يقبع داخل السجن بمنطقة تبوك من أواخر أكتوبر 2016، بعد ألقاء القبض عليه بتهمة الاتجار بالمخدرات.

الإفراج عن علي أبو القاسم

وأعلن رأفت عبدالله، مساعد القنصلية المصرية بمنطقة تبوك السعودية، مساء الأربعاء، إنه تم الإفراج عن المهندس علي أبو القاسم المحكوم عليه بالإعدام في المملكة العربية السعودية.

وقال إنه تم الإفراج عن أبو القاسم بعفو ملكي من الملك سلمان خادم الحرمين الشريفين، وكان برفقته السفير المصري هشام فتحي والقنصل عبد الرحمن صفوت، لسرعة إنهاء الإجراءات.

وأضاف مساعد القنصلية المصرية بـ تبوك، إنه تم الإفراج عنه من سجن تبوك، فجر الأربعاء الساعة 2 صباحا، مؤكدا أنه "تم إنهاء جميع إجراءات السفر وتم الحجز على رحلة طيران الساعة 8.30 والتي من المفترض أنها وصلت مصر".

ومن جانبه، وجه المهندس علي أبو القاسم، الشكر لجميع طاقم السفارة المصرية بالسعودية والقنصلية على وقوفهم إلى جانبه طوال 6 سنوات فترة سجنه.

كما تقدم المهندس طارق النبراوي نقيب المهندسين - في تصريح لـ"صدى البلد"، بالشكر للسلطات السعودية وكافة الجهات التي سعت لحل قضية المهندس علي أبو القاسم، ولأسرته وزملائه وزوجته على الدعم حتى أفرج عنه ولوزيرة الهجرة وشئون المصريين بالخارج والسفارة السعودية بالقاهرة.

القصة الكاملة لقضية أبو القاسم

وبدأت أزمة المهندس علي أبو القاسم في أكتوبر من العام 2016، بتورطه في قضية اتجار بالمخدرات، بعد تسلمه معدة زراعية احتوت أقراصا مخدرة قادمة من مصر، أحيل على إثرها إلى المحكمة بالسعودية.

وكان أبو القاسم يعمل مهندسا بإحدى شركات المقاولات بالسعودية وحكم عليه بالإعدام في القضية رقم "39245951" على خلفية اتهامه بتهريب وجلب 800 ألف 676 قرص مخدر في أكتوبر 2016، وذلك داخل مُعدة رصف أسفلت "هراس"، حيث ألقى القبض عليه بالمملكة العربية السعودية أثناء تسلُمه معدة الرصف والتي تم شحنها من مصر إلى السعودية لتسليمها لأحد المستوردين.

وتم اكتشاف وجود أقراص مخدرة مخبأة بداخل المعدة بطريقة سرية،  حيث القي القبض علي أبو القاسم وتقديمه للمحاكمة وتم الحكم عليه بالإعدام.

وأصدر 3 قضاة قرارا في الحكم الأول بالقصاص من المهندس المصري، ثم صدق عليه 5 قضاة في دائرة الاستئناف.

وبعد صدور أول حكم في العام 2017، ناشدت ابتسام سلامة زوجة أبو القاسم، المقيمة بمدينة أسوان، "في مجموعة من الفيديوهات نشرتها على مواقع التواصل الاجتماعي"، الجميع أن يقفوا مع زوجها، الذي يعول معها 3 أولاد صغار، ووجهت مناشدتها للمسؤولين بالتدخل لوقف تنفيذ الحكم.

ودشن العديد من أصدقاء المهندس أبو القاسم "هاشتاج" على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، لإنقاذه قبل تنفيذ حكم الإعدام، موجهين خلاله رسائل استغاثة للمسؤولين وخادم الحرمين الملك سلمان.

عقب إطلاق استغاثات أسرة وأصدقاء المهندس المصري، تواصلت السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، "يونيو عام 2018"، مع السفير أسامة نقلي سفير المملكة العربية السعودية بالقاهرة، آنذاك، لبحث موقف أبو القاسم.

تخفيف الحكم الصادر بالإعدام

وأكدت وزيرة الهجرة وقتها، أن أسامة نقلي، سفير السعودية بالقاهرة، أبدى استعدادا كبيرا للتعاون وعرض الورق القانوني على الجهات المختصة، لافتة أن "هناك تعاونا وتنسيقا للجهود بين الوزارات المعنية الخارجية والعدل والهجرة، ومكتب النائب العام".

واجتمع المهندس هاني ضاحي، نقيب المهندسين السابق، "يونيو 2018"، بالسفيرة نبيلة مكرم، وزير الهجرة وشؤون المصريين بالخارج بمقر الوزارة، لتنسيق الجهود للتعامل مع قضية المهندس علي أبو القاسم، المحكوم عليه بالإعدام فى المملكة العربية السعودية، والتواصل مع سلطات التحقيق في مصر والسلطات السعودية، لاستبيان الموقف وتقديم المستندات والدعم المناسب للمهندس.

وجددت وزارة الهجرة، في بيان أصدرته عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، "أكتوير 2019"، تأكيدها أن "الدولة المصرية بكل أجهزتها المعنية، لم ولن تدخر جهدا تجاه تلك القضية وغيرها من القضايا المتعلقة بأحكام قصاص أو إعدام بالخارج".

وألقت الأجهزة الأمنية بعدها القبض على المتهمين الرئيسيين في إرسال شحنة المخدرات إلى المملكة العربية السعودية، وأقرا بالاتهامات الموجهة إليهما.

وأكدت وزيرة الهجرة حينها، أن القضاء بالمملكة العربية السعودية، قضى بوقف تنفيذ حكم الإعدام، وتم تحديد موعد جديد لجلسة يوم 28 يناير الماضي.

وبعد قرار جنايات القاهرة بإدانة المتهمين الرئيسيين في الجريمة، بعدما ثبت من التحقيقات أن المتهمين الثلاثة هم المتورطون في القضية، ودسوا الأقراص المخدرة للمهندس علي أبو القاسم، وقضت المحكمة بمعاقبة المتهمين الثلاثة بالسجن المؤبد، لإدانتهم بحيازة المواد المخدرة، وتهريبها إلى خارج البلاد، بما يعد سببا رئيسيا لبراءة المتهم، قبل جلسة تحديد المصير المقرر أمام المحكمة السعودية.

من الحكم 8 سنوات إلى الإفراج 

وتم بالفعل إلغاء حكم الإعدام الصادر ضد علي أبو القاسم، حيث خفف إلى المؤبد، "أي أنه سيقضي في السجن 25 عاما" فبراير الماضي.

وقررت محكمة تبوك الجزائية بالمملكة العربية السعودية، تخفيف الحكم من الإعدام إلى المؤبد، قبل أن يتم الاستئناف على الحكم، لتعود محكمة استئناف جدة، يوم 26 مايو الماضي، وتصدر حكما جديدا في القضية.

وقضت محكمة استنئاف جدة، بالغاء حكم محكمة تبوك الجزئية السابق بحبس أبو القاسم لمدة 25 عاما و100 ألف ريال غرامة، وألغت الوصف السابق أيضا من ترويج مخدرات إلى شروع، وصدر الحكم بالتخفيف من 25 عاما، إلى 8 سنوات وغرامة 50 ألف ريال، وأعلن حينها، إنه يمكن أن يتم الإفراج عنه حال تصديق الحكم ودفع الغرامة لقضائه نحو 6 سنوات سجينا خلال القضية.

وقال المهندس علي أبو القاسم، عقب وصوله إلى القاهر، "إنه تم استقباله من جميع أفراد أسرته فور وصوله للقاهرة"، مضيفا: "كنت أعمل مهندسا مدنيا، وأخي يمتلك شركة استيراد وتصدير للسعودية، عن طريق شركة كفيلي، فأتى له شخص يمتلك شركة وكان يمتلك معدات وطلب توصيلها للسعودية".

وأوضح أبو القاسم، أنه تم شحن المعدة عن طريق ضبا، وتم الاكتشاف من خلال الكلاب البوليسية، أنها بها مواد كبتاجون المخدرة، توازي الترامادول، متابعا: "قبضت عليّ مكافحة المخدرات، وحكيت لهم القصة، وطلبوا الاتصال بأخي، وعدم إبلاغه بأني تم القبض عليّ، ولم أكن أعلم ما بها".

لفت: "تم القبض عليً وعلى كل من يعمل في القسم معي من سائقين وجمركين، لمدة 3 أيام دون تحقيق، وبعدها استمرت المدة لنحو 40 يوما"، موضحا أن "أسرته كانت تقيم معه في محافظة جدة بالسعودية، وظلت أسرته أكثر من 40 يوما دون أن يعلموا أين هو"، مؤكدا أنه "عاش وقتا عصيبا، معربا عن سعادته بوصوله للأراضي المصرية".