الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصر حققت قفزات سياسية واقتصادية.. حامد فارس لـ صدى البلد: الحوار الوطني جعل الكرة في ملعب المعارضة.. وعليها أن تكون بناءة

محرر صدى البلد مع
محرر صدى البلد مع الدكتور حامد فارس

لا صوت يعلو، في مصر الآن، على صوت الحوار الوطني الذي دعا إليه الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال حفل إفطار الأسرة المصرية، وأطلق الرئيس منصة حوار لجميع القوى السياسية والفئات المجتمعية، ورفعت جميع القوى السياسية والأحزاب وفئات المجتمع شعار "مصر تتسع للجميع" مؤكدة أن الوطن يفتح ذراعيه أمام جميع أبنائه، حتى نأخذ من الحوار لغة للوقوف على مشكلاتنا ومواجهتها بكل شجاعة وتكاتف.

وفي إطار الحديث عن الحوار الوطني، أجرى "صدى البلد" حوارا مع الدكتور حامد فارس أستاذ العلاقات الدولية والخبير السياسي والمتخصص في الشأن العربي، عن أهمية دعوة الرئيس السيسي للقوى الوطنية والأحزاب للجلوس والتشاور من أجل إعلاء المصلحة العليا للبلاد وتجنب المفارقة والمخاصمة، وجاء نص الحوار كالآتي:

كيف ترى الحوار الوطني الذي دعا إليه الرئيس السيسي؟

لا بد أن نلقي الضوء أولا على الرسالة ودلالات دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي لهذا الحوار، وهي دلالة تؤكد حسن نية القيادة السياسية في العمل على إيجاد أرضية مشتركة بين كل الداخل المصري للعمل على دفع عجلة التنمية والاقتصاد والسياسة، في ظل أن الدولة المصرية في الـ 7 سنوات الماضية حققت قفزات اقتصادية وسياسية كبيرة وفي كل المجالات وليس فقط اقتصاديا حتى على مستوى حقوق الإنسان والاستقرار السياسي الذي تنعم به مصر الآن، وأيضا استقرار أمني نجحت به أجهزة الأمن في القضاء على الإرهاب بشكل كبير بعد أن كنا نشاهد في عام 2014 و2015 حوالي 505 عملية إرهابية في العام، لكن على العكس الآن لم يعد هناك وجود للعمليات الإرهابية.

ومع الاستقرار الأمني، تسيطر مصر الأوضاع الاقتصادية بالرغم من الأزمة التي يمر بها العالم الآن والأوضاع الاقتصادية السيئة والنقص في المواد الغذائية في كثير من الدول، إلا أن الدولة المصرية يتواجد بها كل المنتجات ولا يوجد نقص في الأسواق، فهذا يعد نجاحا كبيرا للدولة وللحكومة المصرية التي عملت على استقرار الأوضاع واستكمال مؤسسات وطنية قادرة على دفع عجلة التنمية بشكل كبير.

الكرة الآن في ملعب المعارضة في الداخل المصري، الأن الرئيس السيسي ترك لهم الملعب مفتوحا لكل يعبر كل تيار عن رؤيته التي تتوافق مع الرؤية المصرية للعمل على تقديم صورة حقيقية للداخل المصري وللخارج ولكل القوى الخارجية التي تتربص بالدولة المصرية ولا تريد استقرار الأوضاع في مصر.

الحوار الوطني يؤكد وبقوة أن الدولة المصرية عازمة على وضع أسس لإنتاج نظام ديموقراطي حقيقي يعبر عن كل الآراء ويعبر عن الوضع الجديد للدولة المصرية، ويؤكد أن الدولة تسير على الطريق الصحيح لكي تكون هناك معارضة حقيقية وبنائه وليست المعارضة الهدامة.

على المعارضة أن تعي أنه لا مجال للهدم في الوطن ولا مجال للعبث بمقدرات الوطن ولا مجال لتهديد أمن الوطن ولن يسمح الشعب المصري بذلك، لكن المعارضة عليها أن تستغل هذه الفرصة الذهبية التي قدمها الرئيس السيسي على طبق من ذهب لكي يكون لها دور هام في الحياة السياسية .

بالتالي فإن الدولة المصرية عازمة على أن تكون هنا رؤية حقيقة للعمل على وضع إطار دستوري ديموقراطي حقيقي معبرا عن كافة أطياف الشعب المصري بكافة طوائفه وانتماءاته.

كيف تستفيد القوى الوطنية والأحزاب والمعارضة من الحوار الوطني؟

لا بد أن يكون هناك اجتماعات داخلية لكل القوى الوطنية على حدى للعمل على إعداد ورقة بحثية تكون شافية جامعة للمشاكل الداخلية ومعبرة عن هموم ومشاكل الوطن، ليس لكل طرف أن يبحث عن مصالحه الخاصة بل لا بد أن يكون كل هذه القوى معبرة عن نسيج هذا الوطن لكي نخرج بـ "روشته" وعلاج لمشاكل المجتمع المصري.

لا ننكر أن هناك أزمات في الداخل المصري، لكن هذه الأزمات تحتاج إلى تضافر كل جهود القوى الوطنية التي ستشارك في الحوار الوطني لكي يتم الاجتماع على هدف واحد وهو كيفية رفعة الدولة المصرية والعمل على أن تكون دولة ممثلة لكل طوائف الشعب المصري لتكون مصر في مصاف الدول المتقدمة سواء في مجال حقوق الإنسان أو الديموقراطية أو المجال السياسي بتعزيز مكانتها خارجيا بشكل كبير، وأيضا في المجال الاقتصادي باعتبار أن قوة الأمم الآن تقاس بقوتها الاقتصادية وهو ما تسعى إليه الدولة المصرية من خلال العمل على تعظيم العمل الاقتصادي مثل الرخصة الخضراء التي سيتم منحها من قبل الدولة المصرية للمستثمرين، وأيضا المستقبل الأخضر من خلال العمل على تعظيم الرقعة الزراعية وغيرها من المشروعات.

كل هذا يؤكد أن مصر أصبحت لاعبا رئيسيا ومحوريا في كثير من القضايا وتعمل على استقرار الأوضاع الداخلية في مصر.

ما هي المحاور والقضايا الهامة التي يجب تناولها في الحوار الوطني؟

أولا لا بد من وضع أطر لنظام سياسي يكون حاكما بين المعارضة والقوى الوطنية ومؤسسات الدولة، على رأس هذا التنسيق هو كيفية الحفاظ على الدولة المصرية والحفاظ على مؤسساتها، وهذا هام جدا لئلا تطعن الدولة من قبل المعارضة.

لذلك لابد أن تعي المعارضة المصرية أن هذه الفرصة هي فرصة للبناء وليست فرصة للهدم، وأن يتم التنسيق أن تكون المعارضة جزءا من النظام المصري المحافظ على كيان ووحدة الدولة المصرية.

ثانيا أن مصر تفتح زراعيها لكل من يعبر عن رأيه، وهناك نوع من المصارحة والمكاشفة للعمل على إيجاد بناء ديموقراطي حقيقي يكون معبرا عن الدولة المصرية، بمعني أنه إذا كانت لديك قدرة على وضع برنامج اقتصادي قوي لخدمة القضايا الاقتصادية والعمل على تخفيف العبء على المواطن المصري فأهلا بك، وإذا كانت لديك قدرة على إيجاد رؤية حقيقية لإيجاد تنسيق بين كافة الأحزاب المصرية الوطنية والمعارضة المحترمة الهادفة فأهلا بك.

أما إذا كانت رؤيتك كيف تهدم ما تم بنائه ولا تدرك أن الدولة المصرية يتم محاربتها من قبل جماعة الإخوان الإرهابية حتى هذه اللحظة من قبل منصاتها الخارجية وتريد أن تكون جزءا من هذا النظام البائد الذي أدى إلى خراب ودمار الدولة فليس مرحبا بك، لذلك عليك أن تكون جزءا وطنيا حقيقيا معبرا عن نسيج الشعب الوطني المتماسك الذي يقف خلف قيادته السياسية ويعلم أن الدولة المصرية لا تنام في سيبل تحقيق الرخاء والاستقرار للشعب المصري بكافة طوائفه.

ولا بد أيضا أن يكون هناك ورقة سياسية معبرة عن هموم ومشاكل الدولة المصرية ومحققة لرغبات الشعب المصري في كل المجلات.