الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أفريقيا تعاني من أزمتين..الرئيس السيسي يسلط الضوء على التحديات ويضع حلولا عاجلة

الرئيس السيسي
الرئيس السيسي

انطلقت اليوم فعاليات النسخة الثالثة من منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين، والذي يستمر يومي ٢١ و٢٢ يونيو الجاري، تحت عنوان "إفريقيا في عصر من المخاطر المتتالية وقابلية التأثر المناخي: مسارات لقارة سلمية، قادرة على الصمود، ومستدامة"، ويأتي انعقاده انعكاسا لحرص مصر على الدفع بأجندة العمل الإفريقي خلال المرحلة الدقيقة التي تشهدها العلاقات الدولية.

وتتطرق نقاشات النسخة الثالثة من منتدى أسوان، إلى عدد من الأولويات الهامة للقارة الإفريقية مثل دعم التعاون من أجل مكافحة الإرهاب وتجاوز تداعيات جائحة كورونا وتحقيق الأمن الغذائي والدفع بجهود إعادة الإعمار والتنمية ما بعد النزاعات، كما تكتسب نسخة المنتدى هذا العام مكانة خاصة لكونها محطة مهمة على صعيد الإعداد للدورة السابعة والعشرين لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ COP 27 الذي تستضيفه مصر في نوفمبر هذا العام بمدينة شرم الشيخ، حيث تسلط الضوء على تداعيات تغير المناخ على جهود تحقيق السلام والتنمية في إفريقيا، استناداً على دور مصر الرائد في تعزيز التعاون الدولي والإفريقي في مجال السلم والأمن من ناحية، وفي مجال تغير المناخ من ناحية أخرى.

الأمن الغذائي والطاقة أبرز التهديدات

وشارك الرئيس السيسي في المنتدى، بكلمة مسجلة، أكد فيها، أن منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين، يثبت منذ إطلاقه عام 2019، أنها محفل أفريقي فعال لمناقشة مختلف التهديدات والتحديات التي تواجه القارة السمراء، وللسعي إلى بلورة رؤى مشتركة توثق العلاقة بين السلام والتنمية المستدامة، مشيرا إلى أن المنتدى ينعقد هذا العام في توقيت بالغ الدقة، يعاني فيه المجتمع الدولي من توترات متزايدة لها عواقب بعيدة المدى على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والتنموية، والتي تنعكس آثارها كذلك على الدول الأفريقية، لاسيما على الأمن الغذائي وأمن الطاقة، لتضاف بذلك إلى جملة التداعيات الصحية والاجتماعية والاقتصادية الناتجة عن جائحة كورونا، والتي ما تزال القارة تعاني من آثارها السلبية.

مشاركة الرئيس في نسخة سابقة من منتدى أسوان

وسلط الرئيس السيسي، الضوء بشكل خاص على ازمة الغذاء التي تشهدها أفريقيا، حالياً لما قد تحدثه من تداعيات خطيرة على سلامة واستقرار مجتمعاتها، الأمر الذي يتطلب اتخاذ حزمة من التدابير العاجلة والفعالة بالتنسيق مع الشركاء الدوليين والمجتمع الدولي لدعم الدول الأفريقية في احتواء آثارها، وذلك من خلال تنويع مصادر الغذاء وتأمين سلاسل الإمداد لدول القارة، إضافة إلى اتخاذ إجراءات مستدامة للحفاظ على الأمن الغذائي من خلال إتاحة التكنولوجيا المتطورة في مجال الزراعة للدول الأفريقية، فضلاً عن تكثيف جهودنا من أجل زيادة إنتاجنا من المحاصيل الزراعية سعياً للوصول إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي.

وأضاف الرئيس السيسي، أن تركيز موضوع هذا العام بالاتحاد الأفريقي على زيادة القدرة على الصمود في مجال الغذاء والأمن الغذائي، إنما يعكس مدى الاهتمام الذي توليه دول القارة لتحديات الأمن الغذائي، ويضعها أمام مسئولية توفير الغذاء لسكان قارتنا الأفريقية في ظل تحديات متصلة بالشح المائي، وارتفاع الأسعار، وهو ما يتطلب منا إيجاد حلول سريعة لتجاوز تلك الأزمة العالمية. 

تهديدات ومخاطر تواجهها أفريقيا

وشدد الرئيس السيسي، على أنه من الضروري، ألا ننسى التحديات الأخرى التي مازلنا نواجهها في قارتنا، وفى مقدمتها استقرار حالة السلم والأمن، وتحقيق التنمية المستدامة التي نتطلع إليها، فضلاً عن حماية دولنا ومجتمعاتنا الأفريقية من انتشار الإرهاب وما يرتبط به من ظواهر، لعل أخطرها تهريب وانتشار السلاح وتعاظم الجريمة المنظمة والاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية. 
وتابع: إن تلك التحديات تدفعنا لتعزيز التكاتف الأفريقي المشترك عبر عدد من المبادرات التي تهدف إلى إيجاد حلول فعالة ومُبتكرة تُتيح لنا تجاوز صعوبة الظروف الحالية، والتي ينبغي علينا المضي قدماً نحو وضعها موضع التنفيذ عبر آليات فعالة وأهداف طموحة تحقق تطلعات شعوب القارة. 

كلمة الرئيس السيسي في منتدى أسوان

مراكز الساحل والصحراء وإعادة الإعمار

وأكد أنه في هذا الإطار، حرصت مصر على إنشاء مركز الساحل والصحراء لمكافحة الإرهاب، وذلك لخدمة شعوب المنطقة لمواجهة التبعات السلبية لهذه الظاهرة، كما تسعى لبناء قدرات المؤسسات الأفريقية في المناطق المتضررة، خاصة منطقة الساحل من خلال تقديم الدورات التدريبية للقوات المشاركة في بعثات حفظ السلام الأفريقية، وذلك بالإضافة إلى إطلاق مصر مركز الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار والتنمية فيما بعد النزاعات للقيام بدور فعال لإعداد البرامج والأنشطة اللازمة لدعم الدول الخارجة من النزاعات وتكريس الاستقرار والأمن والتنمية بها، والحيلولة دون عودتها لمرحلة الصراع مجدداً.

وأشار إلى أن انعقاد منتدى أسوان هذا العام يوفر فرصة هامة للاستمرار في إيصال صوت القارة الأفريقية إلى جميع الشركاء والفاعلين على الصعيد الدولي، والدفع نحو أن تظل قضاياها تحتل مرتبة متقدمة على سلم أولويات المجتمع الدولي في توقيت دولي بالغ التعقيد تتبدل فيه الأولويات والانشغالات ارتباطاً بالمتغيرات المتلاحقة الذي يشهدها واقعنا اليوم والذي لا ينبغي أن يتراجع فيه الاهتمام بقضايا قارتنا وضرورة التكاتف من أجل أن تظل حاضرة على مختلف الأصعدة الدولية.

السيسي يعد بالاطلاع على نتائج المنتدى

وأكد على أن تعزيز دور المرأة في السلم والأمن في أفريقيا فضلاً عن الاستفادة من طاقات الشباب ورؤاهم نحو صنع مستقبل دولنا يظل ركيزة أساسية ينبغي التمسك بها في مجابهة الأزمات المتلاحقة والتحديات المتشابكة، فهم أكثر الفئات تأثراً بها، والأقدر على دعم استراتيجياتنا للأمن والاستقرار اللازمين لتحقيق التنمية المستدامة.

واختتم: إنني على ثقة في أن مداولاتكم خلال أعمال المنتدى سوف تشكل إسهاماً رفيعاً ومقدراً نحو صياغة وبلورة رؤى محددة تعزز جهودنا المشتركة وتضيء الطريق نحو مستقبل أفضل للجميع، معرباً عن تطلعي إلى نتائج تلك المداولات عقب انتهاء أعمال المنتدى.

مشاركة الرئيس السيسي في النسخ السابقة

الأمم المتحدة: أفريقيا الأكثر تأثرا بالأزمات

من جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، إن القارة الأفريقية تواجه عددا لا ينتهى من التحديات فضلا عن الأزمة الاقتصادية والتي تزايدت مع جائحة كوفيد 19 والحرب الروسية الأوكرانية، مشيرا إلى أن هناك عدد من التوترات والصراعات وهذا يفكرنا بأزمة المناخ.

وأضاف جوتيريش، خلال كلمته أمام الدورة الثالثة من منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين، أن القارة الإفريقية تقدم 30% من الغابات الدفيئة إلا أن دول القارة أكثر تأثرا وتعرضا للمجاعات ونقص المياه، موضحا أن 10%، على الأقل من شعوب أفريقيا تعاني من عدم إتاحة الدعم والوصول بآمان واستدامة مستقبلية للاقتصاديات.

وشدد على ضرورة العمل على أن تشهد دول أفريقيا على الحصول على الأمن الغذائي والأمن الأخضر والأمصال.

أنطونيو جوتيرش

وفي هذا التقرير يستعرض "صدى البلد"، أبرز المعلومات عن منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين.

منتدى أسوان للتنمية والسلام المستدامين

بادرت مصر في إطلاق "منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين" خلال رئاستها للاتحاد الإفريقي عام ٢٠١٩، وفى إطار ريادتها لملف إعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد النزاعات في إفريقيا، وقد تم تنظيم نسختين سابقاً من المنتدى، الذي يعد منصة رفيعة المستوى تجمع رؤساء الدول والحكومات وقادة المنظمات الدولية والإقليمية والقطاع الخاص والمجتمع المدني، لمناقشة التحديات التي تواجه القارة الإفريقية وطرح حلول شاملة ومبتكرة للتصدي لها سعياً إلى تعزيز العلاقة بين السلم والأمن والتنمية المستدامة، وذلك بالتعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، ويضطلع مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناءً السلام بمهام السكرتارية التنفيذية لمنتدى أسوان.

يتعاون منتدى أسوان مع عدد من الشركاء الدوليين ويضطلع مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناءً السلام بمهام السكرتارية التنفيذية لمنتدى أسوان، وحملت النسخة الثانية عنوان: "صياغة واقع إفريقي جديد نحو تعاف أقوى وإعادة بناء أفضل"، وركز على سبل التعافي من جائحة كورونا، وتحقيق أهداف أجندة 2063 للاتحاد الإفريقي وأجندة التنمية المستدامة للأمم المتحدة 2030، إلى جانب تعزيز مسيرة السلام والتنمية المستدامين في القارة الإفريقية.

النسخة الثانية من المنتدى

وضمت النسخة الثانية قادة الحكومات الإفريقية وممثلة المنظمات الإقليمية والدولية والمؤسسات المالية والقطاع الخاص والمجتمع المدني، وتضمنت إجراء مناقشات علمية ومحددة السياق للمخاطر والتهديدات الجديدة واستطلاع الفرص المستقبلية، كما وطرحت أجندة استشرافية في إطار رسم إفريقيا لخطة تعافيها بعد وباء كوفيد - 19.

النسخة الثانية من المنتدى

أما النسخة الأولى من المنتدى، فقد شارك فيها 48 دولة وممثلين عن اليابان، إنجلترا، روسيا، السويد، ألمانيا، بلجيكا، كندا، وهدفت إلى بحث الربط بين السلام والتنمية بشكل مستدام بما يصنع الأمل في نفوس الشعوب، ساعية إلى تعزيز استثمار موارد القارة الإفريقية المتعددة وتحويلها إلى قيمة مضافة، وأولى أهمية كبيرة نحو تعزيز دور المرأة الإفريقية في تحقيق السلم والأمن والتنمية.

منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين

كما وأتاحت النسخة الأولى الفرصة لمناقشة الإصلاحات الجارية في الأمم المتحدة في مجال حفظ وبناء السلام، ووفر ملتقى دائم للحوار والتفاعل بين القادة والخبراء من الدول الإفريقية، وناقش مبادرة إسكات البنادق في إفريقيا واستدامة السلام بعد هزيمة الجماعات الإرهابية، بجانب قضية النزوح القسري في إفريقيا وتعزيز شراكة القارة مع العالم في أوقات الاضطرابات.

وبحثت النسخة الأولى أيضا أمن الطاقة في إفريقيا باعتبارها من أولويات التنمية.