الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رؤية النبي في المنام يأمرني .. هل توجب الطاعة؟.. الإفتاء تجيب

رؤية النبي في المنام
رؤية النبي في المنام

رؤية النبي في المنام يأمرني.. هل توجب الطاعة؟، سؤال يشغل ذهن كثير من الناس، خاصة أن النبي صلى الله عليه الله أخبر بأن الشيطان لا يتشكل بهيئته صلوات الله وسلامه عليه، لكن ماذا لو أمرنا في المنام فهل يعد تكليفًا؟.

رؤية النبي في المنام يأمرني

تقول دار الإفتاء المصرية في إجابتها على سائل يقول: إذا رأى شخصٌ منامًا فيه إشارة إلى فعلٍ معين؛ فهل يجوز له أن يعتبر هذا المنام حجة شرعًا من أجل العمل به وفعل ما رآه؟، إن الأصل في التعبير أنه من العبور والتجاوز، والمقصود هنا أنه من العبور إلى من يكون من المآل فيها.

وتابعت: اعتاد مصنفو السنة على أن يضعوا في تقسيمهم للكتب كتاب التعبير، أي كتاب تعبير الرؤيا، ولما كان المجتهد يجوز عليه الخطأ كان مُعَبِّر الرؤيا كذلك، ولذا لم تكن حجة شرعية، وإن كان يستأنس بها في فضائل الأعمال والأشخاص وفيما له أصل في الشرع.

وقال الإمام الزركشي في "البحر المحيط في أصول الفقه" (8/ 118، ط. دار الكتب العلمية): [الصحيح أن المنام لا يُثبت حكمًا شرعيًّا ولا بينة، وإن كانت رؤيا النبي صلى الله عليه وآله وسلم حقًّا، والشيطان لا يتمثل به، ولكن النائم ليس من أهل التحمل والرواية لعدم تحفظه، وأما المنام الذي روي في الأذان، وأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالعمل به، فليس الحجة فيه المنام، بل الحجة فيه أمره بذلك في مدارك العلم] اهـ.

وذكر العلامة الدميري الشافعي في "النجم الوهاج في شرح المنهاج" (3/ 274، ط. دار المنهاج): [فرع: قال شخص: رأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم في النوم وأخبرني: أن الليلة أول رمضان، لا يصح الصوم بهذا لصاحب المنام ولا لغيره بالإجماع كما قاله القاضي عياض] اهـ. 

رؤية النبي في المنام

جاء أن لا يكون محسنًا إلا من كان من أمة المسلمين، ولا يكون محسنًا إلا من اتقى الله في السر والعلن، ولا يكون محسنا إلا من تورع عن حرمات الله، ولا يكون محسنًا إلا من ذكر الله كثيرا، فمن كانت هذه صفته بقيت المبشرات فيه ومنه وله؛ «فيه» بالرؤية الصالحة يراها، و«منه» حيث يذكر الله حين يرى، و«له» حيث يرى الناس الرؤى الصالحة له.

رؤية النبي في المنام، وقد روي أنه جلس النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى صحابته الكرام وقال لهم: « انقطعت النبوة فلا نبي بعدي ولا رسول»، تخيل الصحابة أن خبر السماء قد انتهى، وأن الوحي قد انتهى، وأن المرجع الأعلى -صلى الله عليه وسلم- لا يكون فينا، فشق ذلك على الصحابة وتكلم بعضهم مع بعض، منهم من يبكى ، ومنهم من قد حزن حزنًا شديدًا، ومنهم من قد اعتزل الناس، عندما تصوروا أن هذا اليقين وأن هذه اللطافة والحلاوة سيحرمون منها خاصة بعد أن ينتقل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى الرفيق الأعلى، ولذلك عندما انتقل -صلى الله عليه وسلم- إلى الرفيق الأعلى، قالوا : «أنكرنا قلوبنا»، تخيل نفسك وأنت قد انفتحت عليك أبواب السماء ورب العالمين يخاطب نبيه أمامك، وتخيل نفسك وقد أغلق عليك الباب، فشق ذلك على الصحابة، فسلاهم النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «انقطعت النبوة وبقيت المبشرات»، قالوا وما المبشرات يا رسول الله؟ قال: « الرؤية الصالحة يراها العبد الصالح أو ترى له» .

كما أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يعلق الرؤيا على النظر؛ نظر البصيرة وعين البصيرة لا على السمع، فيقول -صلى الله عليه وسلم- : «من رآني فقد رآني حقا، فإن الشيطان لا يتمثل بي »، نعم الشيطان لا يتمثل بسيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مناما ولا يقظة، قال العلماء : علق النبي -صلى الله عليه وسلم- الرؤيا بالنظر والصورة والشكل، لا بالكلام والسمع .

ويشكو بعض الناس أنهم يرون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيحدثهم بما يخالف الشريعة، فاعلم أن رؤيتك للنبي حق، وأن سماعك منه ما يخالف الشريعة قد يكون من إلقاء الشيطان؛ فمناط الرؤيا الشكل والصورة، وليس مناط الرؤيا السمع، فإنك لو سمعت شيئًا مخالفًا للكتاب والسنة فعليك أن ترفضه وأن ترده، أو مخالفًا للواقع المحسوس، أو كان أمرًا بالمنكر ونهيًا عن المعروف، أو إثمًا ، أو قطيعة رحم، لو كان شيء من ذلك فرده ولو أنك قد رأيت صورة سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- ، فالرؤيا مناطها الصورة والشكل وهو حق، وليس مناطها الكلام.

رؤية النبي في المنام، والرؤيا حق.. خاصة إذا كانت لنبي الله -صلى الله عليه وسلم- ، ومناطها إنما هو الصورة لا السمع، وهى ليست بحجة إذا خالفت الشرع الشريف أو الواقع المعيش.