EN 
محافظة أسوان عاصمة الشباب والاقتصاد والثقافة الإفريقية ، والتي تمتلك تنوعا فريدا في الأنماط السياحية الجاذبة ، من سياحة ثقافية وأثرية ، وترفيهية وعلاجية وسفارى وصيد ، وجزر نيلية .
وفى هذا الصدد نلقى الضوء عبر عدسة " صدى البلد " على أحد أبرز الأماكن التاريخية التي تعود لآلاف السنين والتي تتمثل في " مقياس النيل " ، والمتواجد أسفل جزيرة الألفنتين بمدينة أسوان، ويعود تاريخه إلى نحو 7 آلاف سنة مضت.
مقياس النيل بأسوان
وفى تعريف بمقياس النيل قال المرشد السياحى مصطفى على بأنه يوجد "مقياسان" للنيل أحدهما فى معبد "خنوم" والآخر فى معبد "ساتيت"، وكان الأول على شكل حوض مربع، بينما الثانى كان ذا طراز معمارى تقليدى حيث كان على شكل بيت ذى سلم منحدر إلى النهر مع فتحات فى الجدار للقياس.
وأشار إلى أن المصريون القدماء قاموا بإنشاء ما يسمى " بمقياس النيل " لقياس إرتفاع المياه فى النهر ، وتحديد هذا القياس يفيد فى تحديد الضرائب على الفلاحين المزارعين ، بجانب القيام بحساب معادلات مواسم الزراعة والحصاد ، وفى لفته تاريخية نجد أن إرتفاع منسوب مياه النيل يؤدى إلى الفيضان، وانخفاض منسوب مياهه يؤدى إلى الجفاف ، ولهذا فقد كان لابد من التفكير فى قياس منسوب النيل، والتنبؤ به ، واستخدمت حتى القرن الـ20 ، وعندما تم بناء السدود فى أسوان وضع حد لفيضان النيل السنوي .
طراز معمارى تقليدى
وتابع بأن همية مقياس النيل بمدينة أسوان ترجع إلى موقعه الذى يعد أول موقع لتسجيل بداية الفيضان السنوي حيث إنتقلت مقاييس النيل من مصر القديمة إلى الحضارات اللاحقة ، وهو يقع بجانب جزيرة ألفنتين يرجع تاريخه إلى العصر الرومانى ذو طراز معمارى تقليدى.
كما أن مقياس النيل الموجود فى أسوان يتكون من مجموعة من السلالم التى تنتهى فى انحدارها إلى مياه النيل ، مع علامات تحدد عمقها على طول الجدران ، بجانب وجود قناة تؤدى إلى ضفة النهر وتمتد لمسافة طويلة لتغذية الآبار، وتقع هذه الآبار فى داخل جدران المعابد حيث يسمح فقط للكهنة والحكام بالوصول إليها.
وأكد المرشد السياحى على أهمية الاهتمام بهذه الأثار الخالدة الموجودة بأسوان ، والعمل على زيادة إقبال السائحين والوافدين لزيارتها ضمن البرامج السياحية للتعرف على المزيد عن تفاصيل حياة المصرى القديم ، وكيف كان يسخر كافة الإمكانيات التي تساهم في تعريفه بكل ما يوجد حوله .
