الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كيف منعت أمريكا وقوع صدام بين الغرب وموسكو؟

حلف الناتو
حلف الناتو

هبط سريعا معدل القلق بعد التصريحات الجديدة بشأن الصاروخ الذي اخترق أراضي بولندا،  وتم نزع فتيل تصعيد خطير ومواجهة مرتقبة روسية غربية، واستبعدت دول غربية عدة، وعلى رأسها الولايات المتحدة، فرضية أن يكون صاروخ روسي المصدر، سقط في بلدة بولندية على حدود أوكرانيا، بل إن هناك من اعترفوا علانية بأن سبب الانفجارات في بولندا مضادات جوية أوكرانية.

أزمة الصاروخ البولندى 

صاروخ بولندا مر بسلام

بعد ساعات من حدوث الانفجارات، سارعت بولندا إلى اتهام روسيا، وتحدثت واشنطن عن عملية تحقق بدا من خلالها أن واشنطن تعاطت بحذر مع الحدث، الأمر الذي دفع موسكو للإشادة بسياسة ضبط النفس التي ابدتها واشنطن وقالت روسيا إن أقرب الضربات الروسية في أوكرانيا تبعد عن الحدود البولندية مسافة لا تقل عن 35 كيلومتراً.

وبدأ الغربيون حذرين بشأن التكهن بمصدر الصاروخ الذي سقط في ظل انعقاد قمة مجموعة العشرين في بالي الإندونيسية، حيث كانوا يعملون على إقناع دول الجنوب بإدانة الحرب في أوكرانيا.

نزع فتيل الأزمة

وفي هذا الصدد، قال الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير علاقات دولية والشؤون الأمريكية، إن تأكيد وزارة الدفاع الأمريكية ثم الجانب البولندي ورئيسها بأن الصاروخ سقط على الحدود الشرقية مع أوكرانيا في أراضي بولندا ليس صاروخا روسيا بينما هو صاروخ أُطلق بطريقة خاطئة للدفاعات الجوية الأوكرانية على صواريخ روسية هدى كثيرا من الموقف.

وأوضح سيد ـ في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن هذا التطور ينزع فتيل أزمة قد تنفجر وتهدد بحرب عالمية ثالثة لو كان ثبت أن الصاروخ الذي أطلق روسي، لان لو كان الصاروخ روسيا يعني انه اعتداء او عدوان من جانب روسيا على دولة من دول حلف الناتو ومن ثما يتم تنفيذ هنا المادة الـ 4 و 5 من ميثاق اتحاد حلف الناتو حيث تنص “المادة 4” أن تعرض حلفاء أعضاء الحلف بأن يتم العضو (بولندا) بطلب عاجل لأعضاء حلف الآخرين للتشاور الخاص بهذا التهديد، وبالتالي أن تتم الموافقة عن هذا التهديد يتم “المادة الخامسة” وهي الدفاع المشترك لكل أعضاء حلف الناتو للمساعدة العسكرية في حق الدفاع الشرعي عن النفس.

وقف سيناريو الحرب العالمية الثالثة

وتابع: وبالتالي هذا السيناريو يعني أن حلف الناتو كان سيقوم بـ مساعدة بولندا عسكريا في مواجهة روسيا وهذا كان سيقوم بسيناريو “الحرب العالمية الثالثة” بين روسيا من ناحية وبين حلف الناتو من ناحية، لآن حتى الان ومنذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراير 2022 حرص حلف الناتو على عدم التورط بشكل مباشر في الصراع لان أوكرانيا ليس عضو في حلف الناتو ولكن الحلف قام بالمساعدة أوكرانيا عسكريا وتزويد أسلحة دون تواجد عسكري مباشر للحلف في أوكرانيا.

وبالتالي الحلف دائما كان يؤكد أنه لا ينجر في مواجه مع روسيا إلا إذا تم الاعتداء على دول الحلف وهنا يكون من حق الحلف مواجهة روسيا عسكريا، فكل ما فعله الحلف في الفترة السابقة هو تخفيف الوجود العسكري للحلف في دول الشرقية للحلف خاصة في بولندا ودول البلطيق الثلاثة لتعزيز دفاعات الحلف.

منع الوصول  للمواجهة العسكرية

وهذا جانب تأكيد من بولندا وأعضاء حلف الناتو بتبريد ومنع وصول هذا السيناريو للمواجهة العسكرية رغم تكرار من الرئيس الأوكراني زيلينسكي بأن الصاروخ ليس أوكرانيا بل صاروخ روسي بناء على التقارير الواردة من الأجهزة الأمنية الأوكرانية، بجانب أن حلف الناتو حريص على عدم الانجرار ومواجهة عسكرية سيكون لها تبعات عسكرية وامنية واقتصادية كبيرة على أوروبا التي تعاني من الحرب في أوكرانيا في مجال الطاقة وارتفاع معدلات التضخم وبالتالي يؤثر داخليا على الحكومات.

واختت: وهذا يؤكد ان حلف الناتو تراجع عن موقفه بعد هذا الموقف في اتجاه العمل على إيجاد حل سلمي للازمة بدلا من الحل العسكري باعتبار ان ذلك له تبعيات وتداعيات اقتصادية واجتماعية تهدد امن شرق أوروبا وحلف الناتو بشكل عام.

الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير علاقات دولية والشؤون الأمريكية

دعوة للتفاوض

وكانت بولندا نفسها أعلنت أمس أنه لا مؤشر على الإطلاق على أن الصاروخ كان هجوماً متعمداً، وأنه من المحتمل أن تكون أوكرانيا قد أطلقت قذيفة من الحقبة السوفييتية. 

وقال الرئيس البولندي أندريه دودا: من المعلومات التي لدينا نحن وحلفاؤنا، أنه كان صاروخاً من طراز إس-300 السوفييتي الصنع، وهو صاروخ قديم، ولا يوجد دليل على إطلاقه من الجانب الروسي، وقال: «هناك احتمال كبير أن يكون الصاروخ قد استخدم من جانب قوات الدفاع الأوكرانية».

ووافقه الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، في اجتماع للحلف العسكري في بروكسل، على هذا التقييم، وقال للصحافيين: «ليس لدينا ما يشير إلى أن هذا كان نتيجة هجوم متعمد».

يبدو أن واقعة الصاروخ في بولندا قد مرت بسلام، وأن أصوات الحذر والتأني تغلبت على أصحاب الرؤوس الحامية، وإلا لكانت الأمور أخذت منحنى آخر، فالرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف قال في تعليقه على ما جرى إن الهجوم الصاروخي المزعوم على الأراضي البولندية يظهر أن الغرب يقترب من حرب عالمية أخرى، وكتب ميدفيديف على تويتر: واقعة الضربة الصاروخية تثبت شيئاً واحداً فقط: شن حرب بكل السبل على روسيا، والغرب يقترب من حرب عالمية».

الرئيس البولندي أندريه دودا