الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الأختام النحاسية.. حرفة يهواها كبار السن ويتحاشاها الشباب

الأختام النحاسية
الأختام النحاسية

خلف منضدة خشبية بسيطة بجوار المسجد العمرى بمدينة قوص جنوب قنا ، يجلس عبدالفضيل محمد توفيق ، صاحب الـ 66 عاماً ، بأدوات تقليدية قديمة لصنع أختام من النحاس أو الفضة، التى يستخدمها كبار السن، ومدافعاً فى نفس الوقت عن حرفة توارثها عن آبائه و أجداده، الذين عملوا فيها على مدار عقود طويلة من الزمن.
"عبدالفضيل" الذى عمل فى حرفة الأختام، ما يزيد عن نصف قرن من الزمان، حيث تعلمها منذ أن كان طفلاً صغيراً بعمر 10 أعوام، لم يتملكه القلق من تراجع الطلب على الأختام النحاسية، فزبائنها موجودين و إن تضاءل عددهم، فالأختام، كلما خرج من زبائنها فئة دخلت أخرى، لتعطى عمراً جديداً لحرفة يرى البعض أنها سوف تصبح تراثاً خلال وقت قريب.

عملت فى صناع الأختام وعمرى 10 أعوام

قال عبدالفضيل محمد توفيق،"66 عاما- بالمعاشً" عملت فى صناعة الأختام منذ أن كنت طفلاً صغيراً بعمر10 أعوام، فقد توارثت صناعتها من والدى الذى توارثها عن جدى، ومنذ النصف الثانى من القرن العشرين، و أنا أعمل فى صناعة الأختام بجوار المسجد العمرى بمدينة قوص، بعد الانتهاء من عملى فى البريد المصرى، الذى خرجت منه للمعاش قبل 5 أعوام من الآن.
وتابع توفيق، ومنذ عملى فى صناعة الأختام لم أغادر مكانى بجوار المسجد العمرى، حيث يوجد بجواره مكتب البريد، وعدد من المصالح الحكومية، ما يجعل وجودى على منضدتى و بأدواتى فى المكان ضرورياً لاستقبال الزبائن الذين يحتاجون للأختام النحاسية أو الفضية، لتيسير مهمتهم فى إنهاء أوراقهم التى تحتاج إلى توقيعات.

زبائنى كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة

و أشار توفيق، إلى أنه يعمل فى المكان يومياً من الساعة الثامنة صباحا حتي الواحدة ظهراً، أو حسب الطلب، و أن أكثر رواده من كبار السن و السيدات و غير المتعلمين، لعدم قدرتهم علي التوقيع خلال المعاملات المختلفة سواء في البنوك أو مكاتب البريد وهو ما يستدعي وجود ختم سواء نحاس أو فضة، إضافة لمن يعانون خلل في أعصاب و أطراف اليد.
و أوضح توفيق، بأن حرفته لا تحتاج أدوات كثيرة أو مكان كبير لممارسة مهام عمله، فصناعة الختم لا تحتاج سوي قلم صلب هواء بـ سن مدبب، أصنعه بنفسي وأحياناً اشتريه من القاهرة، إضافة إلى ملزمة من الخشب أستخدمها في الضغط علي فورمة الختم، وهناك أختام جاهزة لا تحتاج إلا الحفر عليها بالقلم، لكن الأخيرة لا يحبذها الكثير من الأهالى.

صناعة الختم لا تتجاوز 5 دقائق

وأضاف توفيق، لا أخشي انقراض الحرفة، فطالما وجدت الفئات التي ذكرتها سوف تظل الأختام موجودة، لكن الأزمة الحقيقة قد تكون في انقراض أصحاب الحرفة الذين يتراجعون بشكل دائم لعدم رغبة الشباب العمل في هذه الحرفة التي تتطلب صبر ودقة لإنجاز صناعة الختم الذى لا يستغرق سوى ٥ دقائق لمن يتقنونها، لكن العائد منها غير مناسب للشباب فى الفترة الحالية أو لفتح منزل بشكل عام، لافتاً إلى أنه شاهد على تطور صناعة الأختام وتغير أسعارها من 5 قروش إلى أن تجاوزت حالياً 50 جنيهاً للختم.

أخشى من تحايل الشباب لاستخدام الأختام فى عمل غير مشروع

و أكد توفيق، أن صناعة الأختام، رغم بساطتها وارتباطها بفئة كبار السن وبعض المرضى، إلا أنها تواجه مشكلة كبيرة متمثلة فى تحايل بعض الأبناء واستخدامهم الأختام القديمة لوالديهم الأحياء أو المتوفين، واستغلالها في عمليات غير مشروعة خاصة بيع الأراضي، ما يجعلنى وغيرى ممن يعملون فى الحرفة حريصين على حضور الشخص بنفسه أثناء عمل الختم.

 

الأختام النحاسية 
الأختام النحاسية 
الأختام النحاسية 
الأختام النحاسية 
الأختام النحاسية 
الأختام النحاسية 
الأختام النحاسية