الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصر تؤمن احتياجاتها من السلع الاستراتيجية..اتفاق جديد لتوريد مليون طن من القمح|تفاصيل

صدى البلد

يعتبر محصول القمح من أهم محاصيل الحبوب الزراعية والاستراتيجية، والمصدر الرئيسي لرغيف الخبز، منذ بدء الأزمة الروسية الأوكرانية في فبراير 2022، ارتفعت أسعار الحبوب إلى أعلى مستوياتها في 14 عاما وأثارت الحديث عن أزمة أمن غذائي عالمية.

استيراد مليون طن من القمح الصربي

وتأثر عدد من دول العالم فيما يخص استيراد القمح من بينها مصر، حيث تعتمد على استيراد القمح لسد احتياجاتها؛ ويمثل القمح الروسي والأوكراني نحو 80% من وارداتها منه.

واتجهت مصر وبتوجيهات من القيادة السياسية إلى تنويع وارداتها من القمح، خاصة بعد الحرب الروسية الأوكرانية وذلك لتأمين احتياجاتها.

أعلن الدكتور علي المصيلحي، وزير التموين والتجارة الداخلية، منذ أيام قليلة عن الاتفاق مع رئيس صربيا الأسبق والوفد المرافق له، على توريد القمح والذرة من صربيا وبلغاريا ورومانيا من خلال ميناء كونستانتا، إلى ميناء الإسكندرية ودمياط، لافتا إلى أنه بحث مع الجانب الصربي توريد ما يقارب مليون طن قمح من خلال الميناء، إضافة إلى توريد الذرة لتلبية احتياجات مربى الدواجن.

وأضاف وزير التموين، أن لقاءه بالرئيس الصربي الأسبق والوفد المرافق له، جاء لبحث سبل توريد الأقماح إلى مصر من خلال ميناء كونستانتا، إلى ميناء الإسكندرية أو دمياط، موضحا أن الزيارات المتبادلة تأتي تكليلا لزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية إلى صربيا والتي كُللت بالنجاح وعقد اتفاقيات كبيرة مع الجانب الصربي، فضلا عن فتح أبواب جديدة للتعاون مع صربيا وغيرها من الدول.

من جانبه أكد اللواء شريف باسيلي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لـ الشركة القابضة للصوامع، أنه سيتم عقد عدد من الاجتماعات مع الجانب الصربي بمقر الشركة القابضة للصوامع لاستكمال المناقشات والمباحثات المشتركة بين الجانبين.

القمح بعد الأزمة الروسية الأوكرانية 

وكشفت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في نوفمبر 2022، إن إجمالي الواردات المصرية من القمح ارتفعت مؤخرا لأول مرة منذ الحرب الروسية الأوكرانية، حيث بلغت القيمة الإجمالية للواردات نحو 444 مليون و556 ألف دولار في شهر أغسطس 2022، مقابل 248 مليون و319 ألف دولار في شهر أغسطس عام 2021، بزيادة بلغت نحو 196 مليون و237 ألف دولار.

وشهدت واردات القمح تباينا ملحوظا بالتزامن مع بدء الحرب الروسية الأوكرانية، حيث سجلت واردات القمح تراجع ملحوظ فى فبراير 2022 بواقع 175 مليونا و931 ألف دولار، بينما كانت 341 مليونا و102 ألف دولار فى شهر فبراير عام 2021، بتراجع 165 مليونا و171 ألف دولار، وفى مارس سجلت الواردات المصرية من القمح نحو 310.8 مليون دولار، مقابل 317 مليون دولار فى شهر مارس عام 2021، بتراجع بلغت قيمته 6 ملايين و164 ألف دولار بنسبة تراجع بلغت 1.9%.

كما كشف تقرير صادر عن الحجر الزراعي، عن حجم استيراد القمح خلال شهر سبتمبر والدول التي تم الاستيراد منها.

وأوضح التقرير، أن مصر استطاعت استيراد ما يقرب من 1.8 مليون طن قمح خلال شهر واحد فقط، وتمركزت الواردات على 5 دول هي "روسيا- أوكرانيا - رومانيا - فرنسا-بلغاريا"، وجاءت روسيا في المركز الأول.

يذكر أن اتحاد الحبوب الروسي أعلن أنه سيقوم بتوريد 4 ملايين طن من القمح إلى مصر خلال النصف الثاني من العام الزراعي الذي سيستمر حتى أغسطس 2023.

روسيا مورد رئيسي للقمح إلى مصر

وذكر الاتحاد - في بيان وزعته سفارة روسيا بالقاهرة،  أن روسيا حافظت على دورتها في الفترة من يوليو إلى ديسمبر 2022 كمورد رئيسي للقمح لمصر، حيث صدرت 9.5 مليون طن من الحبوب.

وأضاف أنه تم شحن نحو 191 ألف طن من الحبوب الروسية إلى مصر خلال الفترة من أول إلى 8 يناير 2023، مما يؤكد على الاهتمام بتعزيز التعاون الثنائي في هذا المجال.. وأشار إلى أن مصر تحتل المرتبة الثانية في قائمة مستوردي القمح الروسي.

وتعتمد مصر على تنوع المنشأ لاستيراد القمح، وتستورد القمح من 22 منشأ معتمد لديها حول العالم من ضمنها الهند وروسيا وأوكرانيا، وهناك 3 أو4 موانئ بأوكرانيا جاهزة لإعادة تصدير شحنات الحبوب إلى دول العالم من بينها مصر.

كما وصل 200 ألف طن قمح أوكراني إلى مصر منذ بداية الأزمة الروسية الأوكرانية وحتى الآن، فمصر تعتمد على تنويع مصادر استيراد القمح لمواجهة الأزمات العالمية، وذلك وفقاً لما قاله الدكتور أحمد العطار رئيس الإدارة المركزية للحجر الزراعي بوزارة الزراعة في تصريحات سابقة.

واعتمد الحجر الزراعي بوزارة الزراعة في مايو 2022، أول شحنة قمح هندي قادمة إلى مصر بواقع 55 ألف طن بعد فحصها وإجراء التحاليل الخاصة بها في أحد المعامل الدولية المعتمدة من الاتحاد الأوروبي.

تنوع مصادر استيراد القمح 2023

وبحسب تقرير الحجر الزراعي، أثبتت التحاليل الجودة العالية لقمح الشحنة والذي تعدت نسبة البروتين فيه الـ14% مع نسبة رطوبة أقل من 9%، فضلًا عن مطابقته كل المواصفات الفنية والمعايير الدولية للصحة النباتية وتطابقه مع جميع اشتراطات الحجر الزراعي المصري، بينما أوضحت نتائج تحليل العينات خلوه من جميع الآفات الحجرية، بالإضافة إلى زراعته في مناطق خالية من الأمراض الحجرية الخطيرة.

نفذت هيئة السلع التموينية أكبر عملية شراء للقمح منذ تراجع العقود الآجلة للشراء في يوليو 2022، حيث اشترت الهيئة 815 ألف طن من القمح الفرنسي والروماني والروسي والبلغاري.

وتوزعت الشحنات بواقع 350 ألف طن من القمح الفرنسي، و240 ألف طن من القمح الروماني، و175 ألف طن من القمح الروسي، و50 ألف طن من القمح البلغاري. 

وبحسب الهيئة، اشترت شحنات القمح بسعر يتراوح بين 430 و440 دولار للطن على أساس التكلفة والشحن، وكانت أقل الأسعار لشحنات القمح من رومانيا والأعلى من فرنسا، حيث تعد هذه الأسعار أقل بنحو 8 إلى 10% من آخر عملية شراء أجرتها الهيئة للقمح الروماني في يونيو.

وقال الدكتور علي المصيلحي وزير التموين، إنه تم استيراد 3.6 مليون طن قمح خلال 2022، موضحا أن لدينا احتياطي استراتيجي من القمح يكفي حتى أبريل 2023، ولكن يظهر تأثيره بشكل واضح مع بداية التعاقدات الجديدة.

ولفت إلى أنه من المقرر استيراد نحو مليون طن خلال الفترة المقبلة لتعزيز الأرصدة، مشيرًا إلى أن الاحتياطي الاستراتيجي من السلع الأساسية آمن ويكفي عدة شهور.