كاتبة: مصر في مقدمة الدول التي دافعت دوما عن القضية الفلسطينية

 صدر مؤخرًا للدكتورة انتصار محمد كتاب «الفشل.. المشروعات الأمريكية تجاه الصراع العربي الإسرائيلي»، والذي صدر عن دار بتانة للنشر.

مشروعات ومبادرات 

الدكتورة انتصار محمد قالت في حديثها لـ صدى البلد: «يتناول الكتاب رصد وتحليل للمشروعات والمبادرات الأمريكية تجاه الصراع العربي الإسرائيلي، وموقف الحكومات المصرية والعراقية منها من 1947-1973م، حيث ُيعتبر الصراع العربي ــ الإسرائيلي من أخطر وأكبر الأحداث التي عاشها الوطن العربي في تاريخه الحديث والمعاصر؛ لذلك حظى منذ بداياته باهتمام عديد من القوى الدولية والإقليمية التي سعت لحله، إذ طرحت عدة مبادرات وعديد من المشروعات، ومن ذلك تعاملت الإدارات الأمريكية المتعاقبة، منذ عهد الرئيس ترومان، وحتى الرئيس نيكسون مع القضية الفلسطينية من منطلق إدارتها وليس حلها، وكان معظم ما يُطرح من قِبَل الولايات المتحدة الأمريكية من  مشروعات ومبادرات لا يعطي للفلسطينيين حقهم في تقرير مصيرهم، وإنما يخدم الاستراتيجية الإسرائيلية، فقد تشابهت معظم المشروعات التي قدمت لحل الصراع العربي الإسرائيلي في المضمون، ولكنها اختلفت في الشكل».

يوم المرأة وعيد الأم.. قوافل ولقاءات ثقافية بموط والخارجة في الوادي الجديد

في يوم الطبيب المصري..تعرف على أول مدرسة للطب في مصر

تطورات إقليمية

وأضافت: كانت تلك الفترة مليئة بالأحداث والتطورات الإقليمية، التي أثرت في المنطقة العربية ذات الأهمية الجغرافية والاستراتيجية والاقتصادية، فهذه المشروعات ليست هي كل ما طرح من محاولات لمشاريع حلول أو لتسويات القضية، فقد كانت هناك عديد من المشاريع للتسوية، ومنها مشاريع: بريطانية، فرنسية، سوفيتية، عربية.

واستطردت: البحث سيعالج أهم المشروعات والمبادرات الأمريكية للتسوية على امتداد المراحل من 1947 – 1973، والتعرف على موقف مصروالعراق لما لهما من وزن فعال في تحقيق الاستقرار العربي، فقد أولت السياسة المصرية والعراقية بصفتهما دول عربية محورية في القضية الفلسطينية اهتمامًا بارزًا، وظهر هذا بوضوح في التأييد المطلق لقضية عرب فلسطين.

يهدد أمن إسرائيل القومي .. مئات الضباط السابقين يوجهون اتهاما لحكومة نتنياهو

صفارات الانذار تدوي في إسرائيل .. ما الأمر؟

تسوية القضية الفلسطينية

 وأكدت انتصار محمد: «كان من أسباب اختيار موضوع البحث تمیز هذه الفترة، من خلال ظهور عديد من المشاريع الأمريكية لتسوية القضية الفلسطينية، في وقت اتسم فيه العالم العربي - فترة الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين- بتنامي الوعي القومي العربي في معظم أرجاءه، وحدثت فيه تحولات سياسية عميقة، حيث قامت الثورات في مصر عام 1952م، وفي العراق عام 1958م، واليمن عام 1962م،وواجهت الشعوب العربية وعلى رأسها مصر والعراق القضية الفلسطينية بصفة عامة والصراع العربي الإسرائيلي بصفة خاصة».

تداخلات 

وأضافت: في الحقيقة هو موضوع متعدد الجوانب والتفصيلات؛ نظرًا لتعدد تلك المشروعات وتداخلها وصعوبة الفصل بينها وبين الموقف الأمريكي والعلاقات المصرية الأمريكية والعلاقات العراقية الأمريكية أيضًا، كما أن الفترة 1947-1973م، هي فترة مليئة بالأحداث والحروب والتغيرات الإقليمية التي أثرت في المنطقة العربية، حيث تم تحديد الإطار الزمني للدراسة بدءا بعام 1947-1973وانتهت بعام 1973م، والفترة برمتها اشتملت على حقب الرؤساء الأمريكان مثل هاري ترومان، داويـت أيزنهاور، جـون كينيدي، ليندون جونسون، ريتشارد نيكسون".

تسوية سياسية 

 وتباعت: تعد نقطة البداية عام 1947م، وهو العام الذي شهد صدور قرار تقسيم فلسطين والذي تضمن تقسيمها إلى دولتين دولة عربية وأخرى يهودية، وإنهاء الانتداب البريطاني في فلسطين وتـدويل القدس، ولا شك إن قرر تقسيم فلسطين الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة كان حجـر الأسـاس لمعظـم مشروعات التسوية الـسیاسیة المقدمة للقضية الفلسطينية، والتي تمثل بداية مرحلة مهمة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، أما نقطة النهاية، فهي عام 1973م، وهو العام الذي شهد إعداد الرئيس محمد أنور السادات لحرب أكتوبرالمجيدة وبداية مرحلة جديدة من الاتفاقيات والمشروعات الأمريكية".

إدارة الصراع

وأنهت انتصار محمد حديثها وقالت: «القضية الفلسطينية مهمة وتهم كل العرب والمصريين، وذلك لأن مصر في مقدمة الدول التي دافعت دومًا عن القضية الفلسطينية منذ1947، ويمكن من قبل ذلك من وقت إصدار وعد بلفور، فكان لمصر موقف قوي فهي قضية شائكة ومطروحة الآن؛ لذلك تناولت في كتابي المشروعات الأمريكية التي قدمت لحل الصراع العربي الإسرائيلي ولكن باءت بالفشل لأن الهدف منها كان إدارة الصراع و ليس الحل».