الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رمانة ميزان المنطقة.. ماذا دار بين الرئيس السيسي وولي العهد في جدة؟

السيسي وبن سلمان
السيسي وبن سلمان

علاقات مميزة تجمع مصر والسعودية  تعكسها الزيارات المتعددة والمتبادلة بين البلدين على مستويات مختلفة، والتي تجدد دماء الود والإخوة، فتعدد اللقاءات التي تجمع قيادات البلدين، تؤكد إدراكهما لأهمية العلاقات المشتركة.

الرئيس السيسي وبن سلمان

خصوصية شديدة في العلاقات

زار الرئيس عبد الفتاح السيسي، الأحد، مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، حيث التقى مع شقيقه الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي عهد المملكة العربية السعودية رئيس مجلس الوزراء.

وصرح المستشار أحمد فهمي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الزعيمين أشادا بالعلاقات التاريخية الوثيقة والمتميزة التي تربط بين البلدين الشقيقين على جميع المستويات، مشيرين إلى أهمية الزيارة في مواصلة تطوير هذه العلاقات الأخوية، ومؤكدين الحرص المتبادل على تعزيز التعاون المشترك في جميع المجالات بما يعود بالنفع على الشعبين الشقيقين، بالإضافة إلى مواصلة التنسيق والتشاور تجاه التطورات والقضايا الإقليمية والدولية.

وقال الكاتب الصحفي السيد هاني نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية: إن العلاقات المصرية السعودية تتميز بخصوصية شديدة على كافة الأصعدة، سواء الصعيد الرسمي بين الحكومتين أو الشعبي والمعروف ان السعودية تستضيف أكبر جالية مصرية تعمل بالخارج.

وأوضح  ـ في تصريحات لـ"صدى البلد"- أن هناك علاقات وثيقة تجمع البلدين في المجالات الاقتصادية والتجارية والسياسية والثقافية، إذا العلاقات الثنائية بين مصر والسعودية هي علاقات متشعبة وتتميز بالقوة والعمق والمتانة والصلابة، بجانب انها علاقات تاريخية.

الرئيس السيسي 

تعاون مشترك في كافة المجالات 

وتابع:نعلم جميعا موقف مصر منذ تأسيس ونشاه المملكة العربية السعودية في عام 1932 وكذلك حرص مصر طوال العقود الماضية على تعميق وتعزيز العلاقات الثنائية والمجال الثقافي يشغل جزء كبير من هذه العلاقات، فمن المعروف ارسال مصر كل عام لكسوة الكعبة المشرفة لفترات طويلة.

وأكد أن الزيارة تأتي من حيث توقيت شديد الأهمية على الصعيدين الإقليمي والدولي، فعلى الصعيد الإقليمي تستعد السعودية لاستضافة القمة العربية القادمة المقرر انعقادها بمدينة الرياض يوم 19 مايو القادم، وهذه القمة تعقد في ظل أجواء مازالت تعاني من أزمات شديدة التعقيد مثل الوضع في سوريا واليمن ولبنان وكذلك الوضع في العراق .

ولفت: هناك مشاكل عويصة تواجهها الدول العربية وأهمها نقص المياه ومعاناة بعض الدول العربية من الجفاف فكل من العراق وسوريا تعانيان من نقص المياه والجفاف نتيجة السدود التي تقيمها تركيا وإيران على الأنهار.

وأضاف أن مصر والسعودية بينهما تجارة قوية متبادلة ومشتركة، والعلاقات الثقافية بين البلدين تؤكد أن مصر هي بلد الأزهر الشريف والسعودية بلد بيت الله الحرام ومقام سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وبالتالي كل من الدولتين تشغل موقعا هاما ورياديا على صعيد العالم الإسلامي.

واختتم: هناك دائما على الصعيد السياسي زيارات متبادلة بين قيادات البلدين على أعلى مستوى يتم فيها تبادل وجهات النظر والتشاور وتنسيق المواقف في المحافل الدولية وكذلك في المناسبات الدولية الهامة.

الكاتب الصحفي السيد هاني

20 لقاءً متبادلا بين القيادتين

 العلاقات المصرية السعودية نموذج فريد للعلاقات بين الدول، حيث يرتبط البلدان بروابط تاريخية وطيدة، علاقات تتجاوز في عناوينها وتفاصيلها الأروقة الدبلوماسية، لتنفرد بتميز وخصوصية على المستويين الرسمي والشعبي، واللبنة الأولى للعلاقات، تشكلت خلال الزيارة التي قام بها الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود في مصر عام 1946، وحينها تحدث عن أنه لا غنى للعرب عن مصر، ولا غنى لمصر عن العرب.

والقاهرة والرياض على المستوى الثنائي، ترتبطان بعلاقات تعاون وثيقة في مختلف المجالات وعلى الأصعدة كافة، وهي كما يشهد الواقع، علاقات تنمو وترتقي يوما بعد الآخر، حيث تدرك القيادة السياسية في البلدين، ما يجمعهما من مصير مشترك، وخصوصية في العلاقات.

العلاقات الوثيقة بين البلدين أثمرت عن توافق في الرؤى بين القيادتين، التي يكفي للتدليل عليها، أن السنوات التسعة الأخيرة، شهدت أكثر من 20 لقاءً متبادلا بين القيادتين، وصارت القاهرة والرياض قبلتين للمسؤولين المصريين والسعوديين، من أجل التنسيق الدائم والمستمر إزاء مختلف القضايا الإقليمية والدولية.

وفي خضم الأمواج المتلاطمة في عالم مضطرب بمزيد من التهديدات والتحديات، كانت مصر والمملكة العربية السعودية، رمانة الميزان لأمن واستقرار الشرق الأوسط، وركيزة في صون السلم والأمن الدوليين.

لذلك العلاقات المصرية السعودية ركيزة أساسية من ركائز العمل العربي المشترك، حيث يمثل البلدان حجر الزاوية بالنسبة لقضية الأمن القومي العربي وأساسًا لاستقرار وأمن المنطقة بأسرها، وأصبح التنسيق بين البلدين حجر الأساس في حماية الأمن القومي العربي، كما يشكل البلدان قاطرة الاعتدال والتحديث في المنطقة، والحفاظ على هويتها.

الرئيس السيسي وسلمان

زيارات متعددة من قادة البلدين 

وهناك زيارات متبادلة ومتعددة بين البلدين:

  • زار الرئيس السيسي في يوليو 2022، السعودية للمشاركة في "قمة جدة للأمن والتنمية"، بمشاركة قادة العراق والأردن ودول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة الأمريكية، وكانت مشاركة السيسي مميزة ومهمة، حيث حملت كلمتها خطوطا عريضة لاستقرار الأمة بكاملها.
  • وعقد الرئيس خلال تلك الزيارة عددا من اللقاءات الثنائية لبحث سبل تعزيز الجهود المشتركة لمواجهة التحديات الإقليمية والعالمية، وكذلك مزيد من التنسيق للحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
  • استبق الزيارتين زيارة قام بها ولى العهد السعودي لمصر، في يونيو 2022، حيث استقبله الرئيس السيسي، وبحث الجانبان مجمل العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وسبل تعزيزها فضلًا عن التباحث حول القضايا السياسية الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وتم خلالها توقيع 14اتفاقية بقيمة استثمارات تتجاوز 29 مليار ريال.
  • وصدر بيان مشترك في ختام الزيارة، حيث أكد الجانبان على وحدة الموقف والمصير المشترك تجاه مجمل القضايا والتطورات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، كما أكدا عزمهما على تعزيز التعاون تجاه جميع القضايا السياسية والسعي إلى بلورة مواقف مشتركة تحفظ للبلدين الشقيقين أمنهما واستقرارهما.
  • وزار الرئيس السيسي - فى مارس من العام الماضي، العاصمة السعودية الرياض، حيث أكد قادة البلدين ما تتسم به العلاقات المصرية السعودية من تميز وخصوصية، وأشاد الملك سلمان بدور مصر المحوري في المنطقة العربية، وجهودها الحثيثة لمساندة ودعم الدول العربية والخليجية،  كركيزة أساسية لصون الأمن والاستقرار بالمنطقة، كما بحث الجانبان سبل تعزيز الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب والتوصل إلى تسويات سياسية للأزمات التي تشهدها بعض دول المنطقة.
مصر والسعودية