الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

توقعات تراجع الدولار من كل ناحية.. هل انتهي عصر الأخضر؟| تراجع 15%

تراجع الدولار
تراجع الدولار

يتعرض الدولار، لموجهة توقعات سلبية بشأن تخفيض قيمته، بنسبة من 10% إلى 15%، خلال 18 شهرا، بالتزامن مع توقعات بخفض الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة، بعد تباطؤ معدلات التضخم، بحسب وكالة بلومبرج، والتي تشير توقعاتها لاقتراب الفيدرالي الأمريكي من ذروة مرحلة التشديد النقدي، إن لم يكن قد تجاوزها بالفعل، وبيتنما تكون خطوته المقبلة هي خفض تكاليف الاقتراض، حسبما كتب جين، مخترع نظرية ابتسامة الدولار، وزميلته جوانا فرير، في مذكرة بحثية.

ويأتي تراجع الدولار، مدفوعا بشكل أكبر مع قرار أوبك بلس، بخفض إنتاج النفط حتى نهاية العام الجاري، لإحداث التوازن في الأسعار، وبالتالي تشير التوقعات لانخفاض العملة الأمريكية، فيما أكد الباحثات جين وفرير، أنه مع اتخاذ الفيدرالي كثير من خطوات التشديد النقدي، تميل مخاطر التضخم في الولايات المتحدة والعالم بقوة نحو الهبوط، ولكن المفارقة في مستوى النشاط الاقتصادي الضعيف فعليًّا بأجزاء رئيسية من العالم يحول دون انهيار الطلب العالمي، وهذا السيناريو يشير إلى هبوط الدولار بشكل حاد.

توقعات بتراجع الدولار 15%

ويسلك الأخضر مسارا هبوطيا، مع تراجع مؤشر بلومبرج للدولار بحوالي 10% من المستوى المرتفع المسجل في سبتمبر الماضي، فيما أكدت حنان رمسيس، خبيرة أسواق المال، في تصريحات إعلامية أن التوقعات بشأن تراجع الدولار 15%، من قيمته، خلال الـ 18 شهرا المقبلين، مرتبط بعدة مؤشرات، أبرزها اتفاقيات التبادل التجاري بالعملات المحلية للدول واستبعاد الدولار، إلى جانب قرار أوبك بلس بخفض إنتاج النفط حتى نهاية 2023، ما يفاقم معدلات التضخم في الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالي قوة الدولار في العالم.

من ناحية أخرى، شهد مؤشر أداء الدولار في البورصات العالمية، انخفاضا بمعدل 0.59%، ليسجل تراجعا للأسبوع الثالث على التوالي، واستقر عند أدنى مستوى له خلال شهر، وذلك حسب تقرير تحليل أداء أسواق المال الدولية الصادر عن البنك المركزي أمس، موضحا أن الدولار تراجع على خلفية ارتفاع معظم العملات الاخرى التي يقاس أمهامها، بعدما أدت إعادة موازنة المحافظ الاستثمارية في نهاية مارس الماضي وانخفاض الطلب على الدولار إلى زيادة الضغط على المؤشر ليدفعه للهبوط.

وأضاف، البنك المركزي أنه رغم ارتفاع عوائد سندات الخزانة وتوقعات وتيرة تشديد الفيدرالي الأمريكي، للسياسات النقدية، بالتوازي مع ارتفاع معنويات المستثمرين تجاه المخاطرة خلال الأسبوع الماضي، فقد تراجعت المخاوف بشان الاضطرابات المصرفية  في العالم بعد استمرار المسؤولون في الإشارة إلى تقديم الدعم وبعد الاستحواذ على أحد البنوك الأمريكية المنهارة.

تراجع الدولار أمام العملات

وأكد المركزي، في تقريره أن اليورو صعد للأسبوع الخامس على التوالي، مرتفعاً بنسبة 0.73% على خلفية ضعف الدولار، حيث صرح العديد من أعضاء البنك المركزي الأوروبي بأن هناك مجالًا لمزيد من التشديد للسياسة النقدية، خاصة مع ارتفاع معدل التضخم في ألمانيا بشكل مفاجئ في يوم الخميس. 

وتلقي اليورو أيضًا دعمًا بعد أن فاجأت بيانات معنويات الأعمال في ألمانيا بارتفاعها ومع استمرار أعضاء البنك المركزي الأوروبي في طمأنة الأسواق بشأن صلابة النظام المصرفي الأوروبي، مما عزز المعنويات بشكل أكبر، أما بالنسبة لبريطانيا، فقد ارتفع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.85% على خلفية ضعف الدولار الأمريكي ومع تحسن التوقعات الاقتصادية للبلاد.

وتحسنت المعنويات تجاه الافاق الاقتصادية للمملكة المتحدة حيث أكد أندرو بايلي محافظ بنك إنجلترا للأسواق على أهمية وجود تسلسل هرمي للائتمان بالمملكة المتحدة ، و حيث تم تعديل قراءات الناتج المحلي الإجمالي للربع الرابع بالزيادة

أسباب تراجع الدولار عالميا

في هذا الصدد، قال أحمد أبو علي، الباحث والمحلل الاقتصادي، إن تقرير البنك المركزي، يسلط الضوء على إجراءات الدول الأسبوع الماضي بشأن تغيير آليات التعاملات التجارية الدولية، والبدء في الاستغناء عن الدولار تدريجيا، بجانب بعض الاجراءات التيسيرية للبنوك المركزية في دعم القطاع المصرفي بأوروبا واليابان والصين والشرق الأوسط، موضحا أن ما يدعم استقرار وتراجع الدولار، أيضا التصريحات التطمينية التي تصدرها البنوك المركزية للمستثمرين.

وأضاف أبو علي، في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن البنوك أيضا تصدر للمستمثرين، أدوات الدين وأذون الخزانة، والتي تفيد بأن الأجهزة المصرفية أمنة وقادرة على تحمل الأزمة العالمية، وفكرة الدعم التي تقدمها البنوك المركزية طوال الوقت للقطاع المصرفي سواء في مصر أو بالخارج، كلها رسائل طمأنة وتنعكس بشكل قوى على تعزيز ثقة مجمتع الأعمال والمستثمرين في الأجهزة المصرفية.

أحمد أبو علي الباحث والمحلل الاقتصادي

انهيار لم يحدث منذ 200 عام

ولفت إلى أنه حال إتمام مصر الانضمام لتكتل البريكس، والتعامل بعملات دولية أخرى، والاستغناء عن الدولار ببعض التعاملات، سيساهم ذلك في تراجع الهينة والسيطرة الدولارية، وهبوطه، إلى جانب ظهور تحالفات اقتصادية بين الدول للتعامل بالعملات المحلية وعدم الاعتماد على الدولار.

وسلط الباحث الاقتصاد الضوء على تصريحات ترامب أمس خلال المحاكمة، عندما قال بأن الدولار يشهد حالة من الانهيار لم يراها على مدار 200 سنة، وهذه التصريحات بالتأكيد لها تأثير قوي جدا.