الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زيارة بن فرحان إلى سوريا.. من يمنع الأسد من حضور قمة الرياض؟

بشار الأسد ووزير
بشار الأسد ووزير الخارجية السعودي

استقبل الرئيس السوري بشار الأسد، الثلاثاء، وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، الذي وصل إلى سوريا في زيارة رسمية هي الأولى من نوعها لمسوؤل سعودي إلى دمشق منذ 12 عاماً.

الرئيس  السوري وفيصل بن فرحان

العلاقات السورية السعودية

وأكد بشار الأسد خلال اللقاء، أن العلاقات السليمة بين سورية والمملكة وهي الحالة الطبيعية التي يجب للأمور أن تكون، مشيراً إلى أن هذه العلاقات لا تشكل مصلحة للبلدين فقط، وإنما تعكس مصلحة عربية وإقليمية أيضاً، حسبما نقلته وكالة الأنباء السورية.

واعتبر الأسد، أن التغيرات التي يشهدها العالم تجعل من التعاون العربي أكثر ضرورة في هذه المرحلة لاستثمار هذه التغيرات لمصلحة الشعب العربي في أقطاره المختلفة.

وقال خبير العلوم السياسية والدولية، الدكتور حامد فارس، إن هذه الزيارة هامة وفي توقيت دقيق كونها تأتي استكمالا لعملية استئناف العلاقات السورية السعودية وتأكيدا بأنها تسير في مسارها السليم والصحيح، خاصة أنها تأتي بعد أيام قليلة من زيارة وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى جدة في ظل رغبة عربية متزايدة حقيقية لعودة سوريا إلى الجامعة العربية.

وأوضح فارس - خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أن الرياض ستستضيف القمه العربية القادمة في مايو المقبل، وذلك يأتي بعد الانفتاح العربي الكبير على دمشق في الفترة السابقة، وحدثت الكثير من الزيارات واللقاءات الثنائية بين الجانب السوري وعدد لا بأس به من الدول العربية في ظل تحركات دبلوماسية غيرت تماما من شكل المنطقة، وهذا يجعل الأمل يزداد في شرق أوسط جديد بعيدا عن الصراعات الإقليمية، خاصة بعد التقارب السعودي الإيراني.

وأضاف: "هذه الزيارة الهامة تؤسس لعلاقة أكثر ديناميكية بين الرياض ودمشق بعد قطيعة استمرت لمدة 12 عاما في ظل وجود رغبة حقيقية في البحث عن تحقيق تسوية سياسية شاملة للأزمة السورية بعد زلزال فبراير الماضي الذي أذاب الجليد بين دمشق والكثير من الدول العربية، فكان هناك الجمعة الماضي اجتماع هام لمجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى مصر والأردن والعراق".

وتابع: "ذلك بعد توقيع وتدشين آلية التشاور المصري الخليجي في يناير 2022 وحضور مصر ممثله في وزير خارجيتها اجتماع مجلس التعاون الخليجي هذا الاجتماع الذي تم التباحث فيه عن مدى إمكانية عودة سوريا إلى حضنها العربي وحضورها القمة العربية القادمة في ظل وجود ممانعة من بعض الدول لهذا التوجه، كل هذه الخطوات تؤكد أن هناك تغيرا في النهج السعودي تجاه سوريا".

واختتم: "وأنها اخذت منحى أكثر مرونة في سبيل تطبيع العلاقات السعودية السورية في ظل أن سوريا تحتاج إلى دعم عربي حقيقي وموحد تجاه دعمها لمنع التدخل في شئونها الداخلية والحفاظ على وحدة واستقرار  الأراضي السورية".

الدكتور حامد فارس 

تحقيق تسوية سياسية 

وأفادت وكالات أنباء بأن وزير شئون الرئاسة السورية منصور عزام كان في انتظار وزير الخارجية السعودي في مطار دمشق.

وأعلنت وكالة الأنباء السعودية أن الجانبين بحثا خلال اللقاء الخطوات اللازمة لتحقيق تسوية سياسية شاملة للأزمة السورية تنهي جميع تداعياتها وتحقق المصالحة الوطنية وتسهم في عودة سوريا إلى محيطها العربي وتهدف لاستئناف "دورها الطبيعي" في المنطقة.

وأكد وزير الخارجية السعودي ضرورة توفير البيئة المناسبة لوصول المساعدات لجميع المناطق في سوريا، وتهيئة الظروف اللازمة لعودة اللاجئين والنازحين السوريين إلى مناطقهم واتخاذ الإجراءات التي تدفع نحو استقرار الأوضاع في كامل الأراضي السورية.

وتأتي هذه الزيارة استكمالاً لعملية استئناف العلاقات السورية السعودية، وتأتي بعد أيام قليلة من زيارة وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى جدّة في السعودية، وفي وقت تبحث دول عربية إمكانية عودة دمشق إلى جامعة الدول العربية.

ويأتي الانفتاح السعودي على سوريا في خضمّ تحرّكات دبلوماسية إقليمية يتغيّر معها المشهد السياسي في المنطقة منذ اتفاق الرياض وطهران، حليفة دمشق، على استئناف علاقاتهما الشهر الماضي.

وإثر اندلاع الاحتجاجات في سوريا التي ما لبثت أن تحولت إلى نزاع دام في 2011، قطعت دول عربية عدة على رأسها السعودية علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق.

قدّمت السعودية، التي أغلقت سفارتها في دمشق في مارس 2012، خلال سنوات النزاع الأولى خصوصاً دعماً للمعارضة السورية، واستقبلت شخصيات منها على أراضيها.

لكن خلال السنوات القليلة الماضية، برزت مؤشرات انفتاح عربي تجاه سوريا بدأت مع إعادة فتح الإمارات سفارتها في دمشق العام 2018.

وظهر الانفتاح السعودي تجاه دمشق للمرة الأولى بعد الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا في فبراير، مع هبوط طائرات مساعدات سعودية في مناطق سيطرة الحكومة، كانت الأولى منذ قطع الرياض علاقاتها مع دمشق.

وما هي سوى أسابيع قليلة حتى أعلنت الرياض الشهر الماضي أنها تجري مباحثات مع دمشق حول استئناف الخدمات القنصلية.

بشار الأسد وفيصل بن فرحان

زيارة فيصل المقداد لجدة

وزار المقداد جدّة، 12 أبريل الجاري، في أول زيارة رسمية إلى السعودية منذ القطيعة، حيث بحث مع بن فرحان "الخطوات اللازمة لتحقيق تسوية سياسية شاملة للأزمة السورية تنهي كافة تداعياتها وتساهم في عودة سوريا إلى محيطها العربي"، وبعد السعودية، زار المقداد كلا من الجزائر، إحدى الدول العربية القليلة التي حافظت على علاقاتها مع دمشق، وتونس التي أعلنت الشهر الحالي استئناف علاقاتها مع سوريا.