الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ما معنى كلمة «منيب».. ولماذا أجد من يتسلط عليَّ ويتهمني بالكذب؟

التوبة
التوبة

كشف الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر عن عن معنى كلمة "منيب" ؟، حيث قول الله عز وجل: { وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ } 

ما معنى كلمة "منيب" ؟

وقال علي جمعة من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: سألوا أهل الله عن معنى كلمة منيب؟، فأحدهم قال: منيب يعني محب لله، سألوا آخر قال : يعني خاضع لله ومستسلم لله, سألوا ثالثا فقال: يعني مقبل على الله بسرعة وبفرح وبشوق، سألوا رابعا قال : يعني مدبر عما سوى الله .. أي يضع ما سوى الله خلف ظهره حتى لا يراه.

وتابع علي جمعة: دار كلامهم كلهم - كل أهل الله - على هذه الأربعة : "المحبة ،والخضوع،والإقبال على الله ،والإدبار عما سوى الله".

وأوضح أن الإنابة هي المتممة للتوبة ؛ فالتوبة : العهد، والإنابة : تنفيذ العهد، والتوبة: النظر، والإنابة: العمل { تَابُوا وَأَصْلَحُوا } .

ولفت إلى أن التوبة : هي أنك تندم على الذنب، وتعاهد ربنا بأنك لن تعود إليه مرة ثانية وأن تنخلع منه, وأن ترد حقوق العباد، وهي أيضا : التصميم على ترك الذنوب، والإنابة : الفعل.

لماذا سلط الله علي من يتهمني بالكذب؟

كما أجاب علي جمعة عن سؤال: لماذا سلط الله علي من يتهمني بالكذب؟، موضحا إذا افترى أحدهم عليك الكذب فهذا بالطبع شئ يغيظ، ولكنك إذا تأملت فسوف تتساءل لماذا سلط اللهُ علىّ هذا؟ فتأتى الإجابة {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} إذن طالما أنه ليبلونا؛ فتصبر مع كمال الرضا والتسليم {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} فتفوض أمرك لله وتعفو وتصفح {فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (البقرة109) فتجد أن الله سبحانه وتعالى قد أفهمك الْعِبْرَة عندما تقوم بتهدئة نفسك، وَحَوَّلَ ألسنة الخلق عنك بعد ما كانت عليك.

وأضاف: لكن لماذا جعلها علىّ أولا؟ حتى يرى {أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} حتى يختبرك؛ لأن الغرض هو لنبلوكم .. أى أن هناك امتحان.

واستدل قائلا: سيدنا محيى الدين بن عربى كان يسير فى الطريق فَتَعَرَّض له صبيان صغار يشيرون إليه قائلين: هذا هو الكافر، وكان يسير معه شخص، فقال له: ألاَ تزجرهم! فقال له: لماذا؟ إن الصورة التى فى أذهانهم هى أننى كافر وأقول بالحلول والاتحاد ومثل هذه الأشياء الباطلة، ولو زجرتهم فهذا معناه أننى أقول لهم أن الصورة التى فى أذهانكم هى الإسلام الصحيح، فقال له: ولكنك لست كذلك. فرد عليه: إذن يعلمهم الله فلا دخل لى بذلك .. معنى ذلك أنه نَفَى نفسه تماماً؛ فأصبحوا يقولون عنه الإمام الأكبر، والكِبْرِيتُ الأحمر. لماذا؟ لأن الناس متسلطة عليه بالسباب ومتسلطة عليه بقول الباطل.

وشدد: إذن هذا الوضع يفهم فيه الإنسانُ عن ربه فيعلم الحقيقة فيرضى، فيرضى اللهُ عنه.