الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد تبادل الاتهامات.. من المستفيد من تفجير سد كاخوفكا وكيف سيؤثر على الحرب

بعد تفجيرة من المستفيد
بعد تفجيرة من المستفيد من كارثة انهيار سد كاخوفكا

كارثة جديدة تزيد من تعقيد وتصعيد  الحرب الروسية الأوكرانية، حيث أكدت كل من روسيا وأوكرانيا، أمس الثلاثاء، انهيار سد نوفا كاخوفكا في منطقة خيرسون التي تسيطر القوات الروسية على أجزاء منها جنوبي أوكرانيا، في حين أعلنت كييف إحراز نجاحات قرب مدينة باخموت إلى الشمال الشرقي، وسط أنباء متضاربة بشأن بدء كييف لهجومها المضاد.

تفجير سد نوفا كاخوفكا

تفجير سد نوفا كاخوفكا

وتبادلت روسيا وأوكرانيا الاتهامات بشأن تفجير سد "نوفا كاخوفكا" في هجوم رأت فيه كييف أنه محاولة روسية لعرقلة هجومها المضاد المنتظر، فيما بسطت قوات موسكو سيطرتها على السد الواقع في إقليم خيرسون بعد ساعات من بدء غزوها لأوكرانيا العام الماضي.

وطالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، العالم بالرد على هجوم السد، مؤكدا أن روسيا مسؤولة عن التفجير، وكانت وزارة الخارجية الأوكرانية قد دعت أيضا إلى اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي لمناقشة  انفجار سد نوفا كاخوفكا جنوب أوكرانيا.

فيما دعت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها المجتمع الدولي إلى إدانة الأعمال الإجرامية للسلطات الأوكرانية، التي تعتبر غير إنسانية بشكل متزايد وتشكل تهديدا خطيرا للأمن الإقليمي والعالمي".

ومع الانهيار الجزئي الذي شهده سد نوفا كاخوفكا الواقع في الأجزاء التي تسيطر عليها روسيا من منطقة خيرسون، ترتفع نسب المخاوف من الأثار التدميرية التي قد تلحقها الحادثة بالمناطق التي تقع على يمين نهر دنيبرو، وسط تساؤلات وتكهنات عن احتمالية تأثير هذا التدمير على معادلات الحرب الأوكرانية عسكريا.

تزامنا مع الأوضاع المتدهورة بالمنطقة، أعلنت أوكرانيا إجلاء آلاف الأشخاص من محيط سد كاخوفكا إثر فيضانات اجتاحت عدة قرى، وأفادت السلطات الأوكرانية أنه تم إجلاء 17 ألف شخص من محيط سد كاخوفكا بعد تعرضه للتفجير، وقال رئيس الشركة الأوكرانية المشغلة لمحطة سد كاخوفكا المولدة للطاقة الكهرومائية إنها قد دمرت تماما.

الرئيس الأوكراني

انتهاكا للقانون الدولي والإنساني

وفي هذا الصدد، قال الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير علاقات دولية والشؤون الأمريكية، إن هناك اتهامات متبادلة بين روسيا وأوكرانيا حول هذا الحادث الذي يمثل انتهاكا للقانون الدولي والإنساني.

وأوضح سيد ـ في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن الانفجار يمثل انتهاك للقانون الدولي لأنه يتمثل في استهداف اهداف مدنية لها تأثيرات سلبية على كثير من السكان في هذه المنطقة، وفي الواقع كل طرف يحاول أن يلقي المسؤولية على الطراف الآخر، في من ناحية يقولون مسؤولين أوكرانيين أن هذا الهجوم متزامن مع الهجوم المضاد.

وتابع: وبالتالي روسيا تقول انها تسيطر على هذه المنطقة والسد جزء من "خيرسون" الذي يقع تحت سيطرة روسيا، وبالتالي ليس من مصلحة روسيا أن تدمر هذا السد لان قرى كثير تضررت والسكان هم جزء من العرق الروسي او جزء من السكان المائدين الي روسيا، وبالتالي الضرر الأكبر سيقع عليهم لذلك ليس من مصلحة روسيا في هذا الاتجاه.

وأكد أن في المقابل أوكرانيا والمخابرات الامريكية تقول إن روسيا قامت باستهداف سد نوفا كاخوفكا لاعتبارات عسكرية خاصة بأن اغراق المياه وتدمير السد ورفع منسوب المياه في هذه المناطق الواسعة الي أكثر من 20 كيلو متر سيمثل عائق مانع طبيعي مائي لتقدم القوات الأوكرانية بعد انطلاق الهجم المضاد المعلن عنه خلال الفترات السابقة والذي بدء منذ أيام قليلة، وفي اعتبارهم أن روسيا تضع انفجارات السد لوقف هذا الهجوم.

دخول فصل جديد من التصعيد

واوصل: وهناك أيضا خلاف حول كيف تم تفجير هذا السد، وهناك روايتين واحدة تقول انه تم بصواريخ وبالتالي روسيا تقول ان أوكرانيا هي من أطلقت الصواريخ التي تسببت في تدمير جزء من السد، بينما أوكرانيا تقول هذا السد في منطقة روسيا وتسيطر عليها وهذا تم بتفجيرات والغام خاصة بها وهنا أقرب بان روسيا خاضت الي هذا العمل لأنها بعيدة عن المناطق التي تسيطر عليها أوكرانيا.

ولفت أن هذا يعكس حدة الهجوم وتصاعد منسوب التوتر والحرب بين الجانبين، وأيضا توسع ساحة المعركة وأهدافها التي لم تتوقف فقط على الأهداف العسكرية التقليدية والبنية العسكرية ولكنها امتدت الي تدمير البنية التحتية في محاولة كل طرف لكسر عظام الطرف الاخر، وبالتالي سيكون تداعيات سلبية وتنذر أن الحرب ستأخذ منح أكبر في ظل توسع الأهداف، وهذا يدل دخول فصل جديد من التصعيد يعود نتيجة الدعم العسكري الأمريكي والغربي اللامحدود لأوكرانيا.

واختتم: كلا الطرفين سيحاول الاستفادة العسكرية من التفجير والتوظيف لصالحة، والغرب سيقول إن تدمير البنية التحتية نتيجة الممارسات الروسية وهنا للضغط على روسيا ويعد مخالفة القانون، وفي المقابل الاخر ما تم في صالح روسيا باعتبار ان هذا سيمثل عائق للجانب الاوكراني، ومن الناحية الاقتصادية روسيا ستضرر كثيرا لان هذا السد يولد الطاقة الكهرومائية لمنطقة خيرسون وجنوب أوكرانيا التي تسيطر عليها روسيا.

الدكتور أحمد سيد أحمد 

الأهمية الاستراتيجية لسد كاخوفكا

يقع سد كاخوفكا على نهر دنيبرو، وبجانبه محطة كاخوفكا الكهرومائية، ويحتجز 18 مليون متر مكعب من المياه،و يبلغ ارتفاعه 30 مترا وطوله 3.2 كيلومتر، وقد تم إنشاءه في عام 1956.

شكل السد خلفه بحيرة بحجم مماثل تقريبا لبحيرة سولت ليك الكبرى في ولاية يوتا الأمريكية، كما أنها تزود شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا في عام 2014 بالمياه.

يعتبر سد كاخوفكا نقطة الضعف الكبرى في خيرسون فتدميره سيشكل كارثة حقيقية، كما أن نسف السد سيدمر نظام قنوات الري في معظم جنوب أوكرانيا ومنها شبه جزيرة القرم.

ومع انتشار نبأ تفجير السد تبادل الجانبان الروسي والأوكراني الاتهامات حول الطرف الذي يقف وراء الحادث، في مشهد غابت عن معالمه حقيقة تعرض السد لتفجير واستهداف مباشر، أم أن الانهيار جاء نتيجة لعمليات القصف التي جاورت السد خلال فترة الحرب الأوكرانية.

قالت القيادة الجنوبية للقوات المسلحة الأوكرانية إن القوات الروسية فجرت سد نوفا كاخوفكا الواقع في الأجزاء التي تسيطر عليها روسيا من منطقة خيرسون.

وأضافت القيادة على صفحتها بموقع "فيسبوك": "يجري تحديد حجم الدمار وسرعة وكميات المياه والمناطق التي من المرجح أن تتعرض للغرق".

فيما نقلت وكالة تاس عن رئيس بلدية نوفا كاخوفكا المعين من جانب موسكو قوله إن الجزء العلوي من السد تدمر نتيجة قصف، فيما وصف مسؤول روسي الحادث بأنه هجوم إرهابي.

سد كاخوفكا 

اتهامات مسبقة حول تدمير السد

في نهاية العام الماضي، اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا بالاستعداد لتفجير السد، مما قد يؤدي إلى ما وصفه حينها بـ"كارثة واسعة النطاق".

وأضاف إنه إذا كان الروس يفكرون بجدية في نسف سد كاخوفكا، فهذا يعني أنهم أدركوا أنهم لن يفقدوا السيطرة على خيرسون فحسب بل على الجنوب بأكمله بما في ذلك شبه جزيرة القرم.

ليرد القائد العسكري الروسي الجنرال سيرجي سوروفيكين، أن القوات الأوكرانية يمكن أن تخطط "لأساليب حرب محظورة" في مدينة خيرسون والسد الكهرمائي.

وأشار العديد من المعلقين الروس إلى أن المناطق الواقعة تحت السيطرة الروسية ستكون الأكثر تضررا إذا تم تدمير سد كاخوفكا، على الرغم من أن عشرات المجتمعات الخاضعة للسيطرة الأوكرانية ستتأثر بشدة أيضا.

وبدوره، قال رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي في بيان إن الأضرار التي لحقت بسد نوفا كاخوفكا أدت إلى خفض مستويات المياه في خزان محطة نوفا كاخوفكا بمقدار خمسة سنتيمترات في الساعة.

ويقول جروسي إن السلطات أوقفت المستهلكين غير الأساسيين للمياه من محطة الطاقة لتقليل الاستهلاك.

وفى وقت سابق أعلنت وزارة الطاقة الأوكرانية أن الانفجار الذى وقع فى سد "نوفا كاخوفكا" فى مدينة خيرسون لم يتسبب فى أى تهديد لإمدادات الكهرباء فى البلاد.

وأفادت الوزارة بأن الانفجار لم يؤثر بشكل مباشر على أنظمة الطاقة فى أنحاء البلاد، لكن إمدادات الطاقة الإقليمية معرضة للخطر بسبب الفيضانات.

وتابعت "لا يوجد أي تهديد لاستقرار التيار الكهربائى، الكهرباء المولدة كافية لتغطية احتياجات المستهلكين .. إلا أن ما يقرب من 12 ألف شخص فى منطقة خيرسون يعانون من انقطاع التيار الكهربائي بسبب الفيضانات، وقد تكون هناك مشاكل في إمدادات المياه".

روسيا وأوكرانيا وتبادل الاتهامات 

وعلى صعيد متصل، أوضحت الوزارة أنه لا يوجد تهديد مباشر لمحطة زابوريجيا للطاقة النووية على الرغم من الانخفاض التدريجي في مستوى المياه في أحواض تبريد الوقود المستهلك.

وقال أمين مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني أوليكسي دانيلوف إن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي سيعقد اجتماعا طارئا يتعلق بانهيار سد "نوفا كاخوفكا"، الواقع في الأجزاء التي تسيطر عليها روسيا من منطقة خيرسون، حيث اتهمت الرئاسة الأوكرانية روسيا بتفجير السد لإغراق المنطقة وإبطاء الهجوم الأوكراني الذي تستعد له.

وقال مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك إن هدف الروس واضح من خلال وضع عقبات أمام الأعمال الهجومية للقوات الأوكرانية.

وذكرت الرئاسة الأوكرانية أن الرئيس فلاديمير زيلينسكي قال إن استهداف سد نوفا كاخوفكا يؤكد ضرورة طرد القوات الروسية من كل الأراضي الأوكرانية.

وأضاف: روسيا لن تتمكن من إيقاف أوكرانيا سواء بقطع المياه أو الصواريخ أو أي شيء آخر، مشيرا إلى أن تدمير السد سيؤثر على الأمن الغذائي العالمي.

دعت وزارة الخارجية الأوكرانية إلى عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي في أعقاب الأضرار التي لحقت بسد كاخوفكا، بينما ندد حلفاء كييف بشدة بالهجوم.

وأفادت وسائل إعلام روسية بأن مدينة نوفا كاخوفكا غمرت الآن بالمياه في أعقاب قصف السد المجاور لها، وبدأت المياه تتدفق عبر حفرة ضخمة أصابت الهيكل في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، وحذر الرئيس زيلينسكي من أن 80 بلدة وقرية معرضة الآن لخطر ارتفاع المياه.

واتهمت أوكرانيا روسيا بتفجير السد، على أمل أن يؤدي إغراق نهر دنيبرو إلى إعاقة هجومها العسكري وتسيطر روسيا على المنطقة، لكنها تصر على أن أوكرانيا مسؤولة.

أنطونيو جوتيريش

التدمير الجزئي لسد كاخوفكا

من جهته، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، أن التدمير الجزئي لسد كاخوفكا في أوكرانيا "أحد التداعيات الأخرى المدمرة" للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

وقال جوتيريش إن الأمم المتحدة "لا يمكنها الوصول إلى معلومات مستقلة بشأن الظروف التي أدت إلى ذلك الدمار" الذي لحق بسد محطة كاخوفكا للطاقة الكهرومائية.

وتابع "لكن أمرا واحدا لا لبس فيه هذه إحدى التداعيات المدمرة للغزو الروسي لأوكرانيا".

كما أكد البيت الأبيض أن الانفجار الذي أحدث دمارا في سد في أوكرانيا أسفر "على الأرجح عن سقوط العديد من القتلى"، لكنه لفت إلى عدم توافر أدلة ملموسة بعد تسمح بتحديد الجهة المسؤولة عن الهجوم.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي، إن الولايات المتحدة "لا يمكنها في هذه المرحلة تحديد ما حدث بشكل قاطع.

جون كيربي