الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اشتروا موتهم بإديهم .. نهاية مأساوية لـ مليارديرات غواصة تيتان الغارقة

ركاب الغواصة
ركاب الغواصة

بدأ العد التنازلي لنفاد الأكسجين بالغواصة تيتان المفقودة منذ يوم الأحد الماضي، وهناك حالة من البحث والترقب في انتظار الوصول إلى الغواصة المفقودة، بعد أن فُقد الاتصال بها وعلى متنها خمسة أشخاص ولم يبق إلا ساعات فقط على نفاد إمداداتها من الأكسجين، ليصبح بذلك اليوم الخميس موعدا حاسماً.

الغواصة المفقودة

حكاية الغواصة تيتان

بدأت الغواصة "تيتان"، التي تديرها شركة أوشينجيت إكسبيديشنز في الولايات المتحدة، الغوص في الأعماق في الساعة 1200 بتوقيت جرينتش يوم الأحد، كان على متنها 5 أشخاص يقومون برحلة سياحة استكشافية في الأعماق إلى حطام السفينة تيتانيك والتي غرقت بعد ارتطامها بجبل جليدي في عام 1912 مما أسفر عن مقتل 1500 شخص كانوا على متنها، على بعد 1450 كيلومترا تقريبا شرقي مدينة كيب كود بولاية ماساتشوستس الأمريكية.

ومن بين الركاب الملياردير والمغامر البريطاني هاميش هاردينج (58 عامًا)، وقطب الأعمال المولود في باكستان شاه زادة داود (48 عاما) مع ابنه سليمان (19 عاما) وكلاهما يحمل الجنسية البريطانية، وترددت أنباء عن أن عالم المحيطات الفرنسي والخبير في شأن السفينة تيتانيك بول أونري نارجوليه (77 عاما)، ومؤسس شركة أوشينجيت ورئيسها التنفيذي ستوكتون راش، كانا أيضا على متن الغواصة، وكانت الرحلة الاستكشافية مقابل 250 ألف دولار للشخص الواحد.

وفقدت تيتان الاتصال بسفينة الدعم على السطح قرب نهاية ما كان ينبغي أن تكون رحلة غوص لمدة ساعتين فقط إلى موقع حطام السفينة الأكثر شهرة في العالم، و تم الإبلاغ عن اختفاء الغواصة ليلة الأحد على بعد حوالي 700 كيلومتر جنوب سانت جونز بمقاطعة نيوفاوندلاند الكندية، وفقًا لمركز تنسيق الإنقاذ المشترك الكندي في هاليفاكس بمقاطعة نوفا سكوشا، فيما بدأت عملية إنقاذ في مياه المحيط الأطلسي العميقة، الاثنين، بحثا عن الغواصة التي كانت تقل 5 أشخاص.

وتعلق فرق الإنقاذ وأقارب ركاب الغواصة الخمسة الأمل على تقارير خفر السواحل الأمريكية أمس الأربعاء التي أفادت بأن طائرات بحث كندية رصدت ضوضاء تحت سطح البحر باستخدام معدات الرصد بالموجات الصوتية يومي أمس الأربعاء وأول أمس الثلاثاء.

وقالت الشركة إن الغواصة تحركت ومعها ما يكفي من الهواء لمدة 96 ساعة، مما يعني أن خزانات الأكسجين ستنفد على الأرجح في وقت ما من صباح اليوم الخميس. 

وذكر قائد خفر السواحل جيمي فريدريك، في مؤتمر صحفي أمس الأربعاء: "عندما تكون في قلب عملية بحث وإنقاذ، يكون لديك أمل دائما.. أما الضوضاء على وجه التحديد، فنحن لا نعرف ما هي"، مشيرًا إلى أن تحليل بيانات معدات الموجات الصوتية "غير حاسم".

الركاب

صعوبة عملية الإنقاذ 

وقال شون ليت، رئيس شركة تمتلك سفنية الدعم (بولار برينس) بشكل مشترك للصحفيين أمس الأربعاء إنه "تم الالتزام بجميع البروتوكولات" المتعارف عليها لكنه رفض إعطاء تفاصيل عن كيفية توقف الاتصالات مضيفاً "لا يزال هناك وسائل تدعم الحياة على الغواصة وسنظل متمسكين بالأمل حتى النهاية ..حتى لو تم تحديد موقع الغواصة، ستكون إعادتها تحديا لوجستيا ضخمًا نظرًا للظروف القاسية على عمق أميال تحت السطح، وإذا تمكنت الغواصة من العودة إلى السطح، فإن رصدها في البحر المفتوح الشاسع صعب للغاية".

وشرح رئيس شركة تمتلك سفنية الدعم صعوبة عملية الإنقاذ بقوله "مما يزيد الأمور تعقيدا أن الغواصة مغلقة من الخارج ولا يستطيع أحد ممن بداخلها الخروج بدون مساعدة، أما إذا كانت راقدة في قاع المحيط، فتلك قصة أخرى، سيكون الإنقاذ حينها أكثر صعوبة نظرا للضغط الهائل والظلام الدامس في هذه الأعماق".

وقال تيم مالتين الخبير في شؤون السفينة تايتانك إن “من المستحيل تقريبا إجراء عملية إنقاذ للغواصة بأخرى في قاع البحر”.

وقال معهد الأبحاث الفرنسي لاستغلال البحار إن روبوتًا يمكنه الغوص إلى عمق 6 آلاف متر تحت الماء، في طريقه للمساعدة في البحث عن غواصة اختفت أثناء هبوطها إلى موقع حطام السفينة تيتانيك، وقد يساعد في تحرير الغواصة إذا كانت عالقة، بحسب "رويترز".

وأوضح المعهد أن الروبوت المُسيّر المسمى "فيكتور 6000"، يمكنه الغوص أعمق من المعدات الأخرى الموجودة الآن في المكان الواقع في شمال المحيط الأطلسي، وأن الروبوت له أذرع يمكن التحكم فيها عن بعد لقطع كابلات أو تنفيذ مناورات أخرى تساعد في تحرير غواصة عالقة.

وقال أوليفييه ليفور، رئيس العمليات البحرية في معهد الأبحاث الفرنسي لاستغلال البحار، الذي تديره الدولة ويشغّل الروبوت: "فيكتور غير قادر على رفع الغواصة بنفسه.. الروبوت يمكنه المساعدة في ربط الغواصة، ويبلغ وزنها 10 أطنان، بسفينة قادرة على رفعها إلى السطح.

الغواصة
الغواصة

أمور تتعلق بالسلامة

كشف المهندس الأسترالي رون ألوم، واحد من المهندسين المساعدين في بناء الغواصة تيتان عن سيناريو مخيف، وهو أن مهمة البحث ربما تكون بائسة لتحديد الموقع قبل نفاد الأكسجين فيها، والذي يُعتقد أنه سيكفي الركاب لأقل من 45 ساعة وأوضح المهندس الأسترالي، أن الغواصة السياحية الصغيرة لا توجد داخلها مقاعد سوى مقعد مرحاض واحد، وصندوق أسود صغير، مع ستارة سوداء للخصوصية، لافتًا إلى أن جميع الركاب يجب أن يكونوا حفاة وأن يجلسوا على الأرض.

وكانت قد أفادت وثائق دعوى قضائية تعود لعام 2018 أن ديفيد لوكريدج المدير السابق للعمليات البحرية في الشركة الأمريكية المالكة للغواصة السياحية المفقودة كان قد أثار مخاوف تتعلق بسلامتها قبل أن يتم طرده من عمله، وقال ديفيد في دعوته أنه طُرد من الشركة في يناير عام 2018 بعدما أثار "مخاوف جدية تتعلق بالسلامة حول تصميم أوشنغيت التجريبي لـ"تيتان" الذي لم يخضع لاختبارات".

قال الدكتور كينيث ليدز، مدير مركز الطب البحري وخبير الطب عالي الضغط في جامعة ميموريال في سانت جونز، نيوفاوندلاند، لبي بي سي إنه من الممكن أن يتمكن الطاقم من البقاء على قيد الحياة حتى مع تضاؤل إمدادات الأكسجين، اعتمادا على لياقة الطاقم والظروف المحيطة في الغاطسة، في حين أنه من المستحيل معرفة الظروف الدقيقة في الداخل، أوضح الدكتور ليديز أن الطاقم سيواجه على الأرجح ارتفاعا متزايدا لمستويات ثاني أكسيد الكربون ويمكن أن يواجه أيضا انخفاض درجات الحرارة وبرودة الجو، إلى جانب انخفاض مستويات الأكسجين.

وقال إن مجموعة من هذه العوامل يمكن أن تؤدي إلى انخفاض حرارة الجسم وفقدان الوعي. وأضاف أن هذه الظروف ليست مميتة بالضرورة، كما أن تباطؤ عملية الأيض بسبب البرد يمكن أن تساعدهم على البقاء لفترة أطول.