يحلان أزمات الدولة الاقتصادية.. حكاية مشروعين تنفذهما روسيا على الأراضي المصرية

كشفت الحكومة الروسية خلال قمة "روسيا - إفريقيا"، التي استضافتها مدينة سان بطرسبرج قبل أيام عن مجموعة من المشروعات الكبرى التي تنفذها بالتعاون مع الحكومة المصرية، ويأتي على رأسها مفاعلات الضبعة النووية والمنطقة الصناعية الروسية.

التعاون بين البلدين

وكشف مساعد رئيس الوزراء الروسي ألكسي أوفيرتشوك، عن وجود مفاوضات مع الجانب المصري حول توقيع اتفاقية للتجارة الحرة، موضحا أنه قد مرت بالفعل خمس جولات من المفاوضات، متوقعاً أن تعقد الجولة السادسة في أغسطس وسبتمبر، ومن السابق لأوانه تخمين موعد اكتمالها حيث أن المفاوضات جارية، ويعرب الجانبان عن اهتمامهما بإنشاء مثل هذه المنطقة.

ونوه بأن مصر تعد من الدول الصديقة لروسيا وتتمتع الدولتان بصداقة قوية، ونهدف من خلال شركة "الأمل" الممثل لـ"أفتوفاز" في مصر استعاد الإنتاج والتصنيع، وتتوقع شركة "أفتوفاز" الروسية استئناف إنتاج سيارات "لادا" في مصنع الأمل في مصر في عام 2024، حيث تتحدث الشركة عن إنتاج السيارات من طراز "جرانتا" فقط.

من جانبه، تحدث المدير العام لشركة روس أتوم الروسية، أليكسي ليخاتشيف، بأنه من المتوقع أن يبدأ تشييد المفاعل الرابع لمحطة الضبعة للطاقة النووية في مصر في نوفمبر من هذا العام.

وكانت زودت روسيا العام الماضي، 43 دولة إفريقية بمنتجات زراعية بقيمة 4.7 مليار دولار، وكانت مصر هي أكبر المشترين للمنتجات الزراعية الروسية، حيث استحوذت على ما يقرب من نصف إجمالي الصادرات الروسية (47٪)، والجزائر بحصة (15%) ، وليبيا (11%) ، والسودان (9%) وكينيا (4%).

من جانبه، قال رئيس شركة "أفتوفاز" الروسية ماكسيم سوكولوف، إنه عندما نتحدث عن مصر يمكن القول بالتأكيد أنها يمكن أن تصبح مركزا للتوسع الإضافي لمنتجات "أفتوفاز"في دول القارة الأفريقية.

وقال الرئيس الروسي خلال الجلسة الافتتاحية لقمة "روسيا - إفريقيا" في مدينة سان بطرسبورغ الروسية: "في المستقبل القريب في مصر في منطقة قناة السويس سوف يطلقون منطقة صناعية روسية، من المقرر توزيع البضائع المنتجة هناك في جميع أنحاء إفريقيا".

وتابع: "في مصر تحدثت مع الرئيس السيسي، نناقش وأتمنى أن نفتتح منطقة صناعية روسية في منطقة قناة السويس في المستقبل القريب. ونتوقع أن يتم هذا العام إنشاء أول مرافق الإنتاج الصناعية في المنطقة، وفي المستقبل سيتم تصدير البضائع المنتجة في جميع أنحاء إفريقيا".

وقال وزير الطاقة الروسي، نيكولاي شولغينوف، إن روسيا ومصر اتفقتا على زيادة إمدادات الطاقة وتوسيع مشاركة شركات النفط والغاز الروسية في مشاريع جديدة.

العلاقات الاقتصادية 

وأضاف شولجينوف على هامش القمة الروسية الإفريقية: "لقد التقيت مرارا وزير البترول والثروة المعدنية المصري طارق الملا، واتفقنا على زيادة إمدادات النفط إلى مصر وتوسيع مشاركة شركات النفط والغاز الروسية في مشروعات جديدة لإنتاج الهيدروكربونات على أراضي البلاد".

وأشار إلى أن الوزارة ستكون قادرة على توفير معايير محددة بعد توقيع الشركات على العقود، لافتا إلى أن مصر التي تصدر النفط والغاز بنفسها تريد التعاون معنا في مجال إمدادات الغاز أيضا.

وقال رئيس مجلس إدارة شركة "فيسكو" (FESCO) أندريه سيفيريلوف، على هامش مشاركته في القمة، إن "فيسكو" تعتبر أكبر شركة نقل في روسيا ولديها أكبر أسطول بحري في البلاد وستصبح جسرا بين الاقتصادين الروسي والإفريقي، بما في ذلك دول المغرب العربي وشمال إفريقيا ككل، مضيفاً "لقد أعلنا اليوم فقط عن افتتاح خدمة الحاويات التجارية البحرية المباشرة ما بين ميناء دمياط المصري وميناء نوفوروسيسك الروسي.

من جانبه قال الدكتور أحمد سيد أحمد المحلل السياسي، إن روسيا تسعى إلى تعميم نموذج التعاون الاقتصادى مع مصر مثل المنطقة الصناعية فى محور التنمية فى قناة السويس، وكذلك التعاون فى مجال الطاقة النووية السلمية مثل مشروع الضبعة، على الدول الإفريقية، والعمل على تحقيق التعافى الاقتصادى نتيجة الحرب فى أوكرانيا والعقوبات الغربية غير المسبوقة عليها والتى أنهكت اقتصادها.

وأضاف سيد أحمد في تصريحات خاصة لـ صدى البلد، أن هناك عدد من المجالات التعاون المشتركه وبين مصر وروسيا بالفعل العلاقات المصرية الروسية هي علاقات متميزة على المستوى الاقتصادي على مستوى السياسي الاقتصادي حجم التبادل التجاري بين مصر وروسيا يعني يصل إلى 6 مليار دولار وهو يمثل ثلث حجم التبادل بين روسيا وقارة أفريقيا والذي يبلغ 18مليار دولار.

وتابع: وتمثل مصر أهمية كبيرة لروسيا حيث تعد بوابه المشروعات في أفريقيا بالنسبه لروسيا، وبالفعل هناك عدد من المشروعات المشتركة مثل مشروع المنطقة الصناعية بمحور التنمية في قناة السويس المشروع يوفر أكثر من 35000 للمصريين، ومشروع الضبعه النووي للطاقه السلمية ومن قبل الشركات الروسية هناك عدد من المشروعات في مجالات النقل والتكنولوجيا وكذلك المشروعات الزراعية.

وأشار إلى أن روسيا تلعب دوراً كبيراً في تعزيز الأمن الغذائي المصري، باعتبارها دولة مهمة صناعيا وزراعيا، مشيراً إلى أن السياحة الروسية أحد المصادر الأساسية للسياحة الأجنبية الوافدة إلى  مصر، ويأتي هذا التعاون لصالح البلدين، وتحتاج روسيا إلى مصر باعتبارها بيئة واعدة وجاذبة للاستثمارات الروسية.