الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

السيسي وبن زايد.. كيف غير الزعيمان بوصلة المنطقة ورفعا من مكانة بلديهما

الرئيسان السيسي وبن
الرئيسان السيسي وبن زايد

تجمع مصر والإمارات علاقات قوية وطيبة خاصة منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم في البلاد العام 2014، وهناك تطابق في الأفكار والرؤى ما بين قادة البلدين تجاه مجموعة كبيرة من القضايا والملفات العالقة في المنطقة أو ما يدور عالميا.

السيسي يزور دولة الإمارات 

ويتجدد اللقاء دائما وبشكل شبه شهري ما بين الرئيس السيسي وشقيقه الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يتم مناقشة سبل التعاون بين البلدين والقضايا ذات الاهتمام المشترك على الأصعدة كافة.

وتوجه الرئيس السيسي، إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، في زيارة التقى خلالها مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حيث تم بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية الوثيقة التي تجمع بين البلدين، فضلًا عن التشاور والتنسيق حول مختلف القضايا والأزمات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك خلال المرحلة الراهنة.

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن الرئيسين أعربا عن اعتزازهما بالعلاقات الأخوية الوطيدة بين مصر والإمارات، على مستوى القيادتين وبين الشعبين الشقيقين، والتي تنعكس على التنسيق الوثيق بين الدولتين بهدف دعم استقرار المنطقة العربية، لاسيما في هذه المرحلة التي تتزايد فيها التحديات دوليًا وإقليميًا.

كما تناول اللقاء سبل تعزيز العلاقات الثنائية على مختلف الأصعدة، خاصة ما يتعلق بتنشيط التعاون الاقتصادي والاستثمارات المشتركة والتبادل التجاري، بالإضافة إلى تعزيز التعاون في العديد من المجالات التنموية يما يحقق مصالح الشعبين الشقيقين.

كما تقدم الرئيس السيسي بالتهنئة على الإنجاز الذي حققته دولة الإمارات في مجال الفضاء من خلال قيامها بأطول مهمة فضائية لرائد فضاء عربي، متمنيًا لدولة الإمارات وشعبها الشقيق مزيدًا من التقدم والازدهار.

وأضاف المتحدث الرسمي، أنه تم أيضًا استعراض آخر تطورات الأوضاع الإقليمية والقضايا ذات الاهتمام المشترك، حيث توافق الزعيمان على مواصلة الجهد المشترك للدفع نحو تسوية الأزمات القائمة في المنطقة بما يراعي مصالح الشعوب العربية ويعزز التضامن العربي ويحقق الاستقرار والرخاء في المنطقة.

حجم الاستثمارات الإماراتية 

كما تطرق اللقاء إلى التباحث بشأن مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "كوب 28" الذي تستضيفه دبي نهاية العام الجاري، وذلك بهدف الاستفادة من التجربة المصرية الناجحة في استضافة الدورة السابقة "كوب 27" بمدينة شرم الشيخ، والبناء على النتائج التي تحققت بهدف إعطاء دفعة للعمل المناخي المشترك على المستوى الدولي، بما يصون الموارد البيئية ويحقق مصلحة الإنسانية.

من جانبه قال الدكتور مختار غباشي نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن العلاقات المصرية الإماراتية هي الأكثر توافقا والأكثر استثنائية في العالم العربي، مشيرا إلى علاقة الصداقة والأخوة التي تجمع بين الرئيس السيسي والشيخ محمد بن زايد تعد نموذجا يحتذى به في التقارب بين زعماء المنطقة وتفتقده المنطقة العربية.

وأكد غباشي في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن تطابق المواقف ما بين الرئيس السيسي وأخيه الشيخ محمد بن زايد تجاه العديد من الملفات خاصة العربية منها، يؤكد أن هناك استراتيجية متكاملة تجمع ما بين زعماء البلدين على جميع المستويات، خاصة السياسية والإنسانية منها، والتي تظهر في اللقاءات المتكررة بين الزعيمين.

وتابع غباشي: يحرص الشيخ محمد بن زايد على زيارة مصر بشكل دوري والاجتماع مع القيادة السياسية بها، وكذلك المشاركة في الاجتماعات والقمم التي تستضيفها المدن المصرية القاهرة كانت أو وشرم الشيخ متى وجهت له الدعوة من شقيقه الرئيس، بجانب الزيارات الإنسانية والأخوية، وآخرها زيارته إلى مدينة العلمين الجديدة، وهذا ما يحرص عليه الرئيس السيسي الذي يقدر جيدا ما تفعله الإمارات قيادة وشعبا لمصر.

ولفت إلى أن مؤتمر المناخ الذي عقد في مدينة شرم الشيخ العام الماضي سوف تعقد دورته الجديدة هذا العام بمدينة دبي، وهذا يعكس وجود شكل من أشكال التكامل ما بين المخرجات أو التوصيات التي تحدث عنها (كوب 27) بشرم الشيخ وما سوف ينظر في (كوب 28) بدبي.

وأشار إلى أن دولة الإمارات أكبر مستثمر داخل مصر، بقيمة استثمارات تراكمية بلغت 28 مليار دولار، وهي تعتبر نموذجا لعلاقات أمثل داخل المنطقة العربية وركيزة لإقامة علاقات أخوية مميزة، ومن الممكن أن تخلق قاعدة اقتصادية كبرى للمنطقة لمواجهة الأزمات العالمية مثل الأزمة الروسية الأوكرانية والتي أضرت بالعالم أجمع خاصة في سلع مثل القمح.

ترابط العلاقات بين البلدين 

وكان استقبل الرئيس السيسي، بمدينة العلمين، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، في أغسطس الماضي؛ حيث دار لقاء أخوي بين الرئيسين، تم خلاله تأكيد قوة العلاقات المتميزة بين البلدين الشقيقين، وبحث سبل مواصلة العمل لتعزيز أطر وآليات التعاون المشترك بين الدولتين، بما في ذلك في المجالات الاقتصادية والتنموية، على النحو الذي يحقق تطلعات الشعبين المصري والإماراتي نحو التقدم والاستقرار والازدهار.

كما بحث الرئيسان مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية، حيث تطابقت الرؤى بشأن أهمية تكثيف العمل العربي المشترك لمواجهة التحديات المتنامية في المنطقة والعالم، حيث أكد الرئيسان مواصلة التنسيق الوثيق على جميع المستويات في ضوء ما يربط البلدين من أواصر تاريخية وطيدة على المستويين الرسمي والشعبي.

وزيارة العلمين الجديدة التي قام بها الشيخ محمد بن زايد، مؤخرا، جاءت بعد حضوره مصر من أجل إجازة خاصة كان يقضيها في الساحل الشمالي حيث ظهر في مشاهد عفوية بين الأشخاص دون حراسة، فيما حرص الأطفال والكبار ومختلف الأشخاص المتواجدين في الساحل الشمالي على التقاط الصور التذكارية معه.

والزيارة ليست جديدة عليها فقد زار مصر في عام 2021 من أجل مناقشة القضايا الدولية والأمن الإقليمي والأوضاع الراهنة وسط التأكيد على تعزيز العمل العربي المشترك ووحدة الصف العربي.

وليست الأزمات السياسية فقط هي محور التنسيق والتعاون المصرى الإماراتي، فالجانب الاقتصادي حاضر بحسب لغة الأرقام، وتم إطلاق منصة استثمارية استراتيجية مشتركة بين الإمارات ومصر فى عام 2019 بـ20 مليار دولار، تهدف إلى تنفيذ مشروعات اقتصادية واجتماعية، بحسب صحيفة «الاتحاد» الإماراتية.

كما أعلن عدد من الشركات الإماراتية عن مشروعات استثمارية كبيرة فى مصر، وفي إطار الاحتفالات بمرور 50 عاما على العلاقات المصرية الإماراتية، نشرت وكالة الأنباء الإماراتية، "وام،" تقريرا يؤكد ما تشهده العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين مصر والإمارات من نمو ملحوظ وتطور كبير، حيث وصل حجم الاستثمارات المشتركة إلى 300 مليار دولار و28 مليار دولار حجم الاستثمارات الإماراتية داخل مصر.

وتُعد قضية مواجهة التغيرات المناخية، من الملفات ذات الاهتمام المشترك، وتسلم الرئيس السيسى دعوة من الشيخ محمد بن زايد للمشاركة فى القمة العالمية للمناخ (COP28) المقرر انعقادها فى دولة الإمارات فى ديسمبر المقبل، وتأكيد الإمارات على حرصها على تعزيز التعاون بين البلدين في هذا المجال والاستفادة من تجربة مصر في ظل نجاح (COP27) الذى تم استضافته في شرم الشيخ فى نوفمبر من العام الماضى.