الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لرد الأوضاع للمسار الصحيح.. خطة مصرية عاجلة لمعالجة الأزمة السودانية

وزير الخارجية
وزير الخارجية

لم تتوقف مصر يومًا عن مد أيدي الإغاثة والدعم والإسناد لـ السودان ولمحيطها العربي خلال الأزمات والكوارث المختلفة، سواء عبر تسيير القوافل البرية والبحرية والجوية الحاملة للمساعدات الإنسانية، أو بإرسال فرق الإغاثة وإعادة الإعمار المزودة بأحدث المعدات والتجهيزات الفنية، لنجدة الشعوب الشقيقة والصديقة، خلال أزماتها الطارئة.

وفي هذا السياق، عُقد الاجتماع الثاني لوزراء خارجية دول جوار السودان، الثلاثاء 19 سبتمبر، بمقر البعثة الدائمة لمصر لدى الأمم المتحدة بنيويورك، وذلك بمشاركة مصر، تشاد، أفريقيا الوسطى، إثيوبيا، إريتريا، ليبيا، جنوب السودان، بالتنسيق بين مصر وتشاد، وذلك وفقاً لنتائج اجتماع ندجامينا في 7 أغسطس الماضي، وشارك في الاجتماع أيضاً ممثلا جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي المعتمدين لدى المنظمة الدولية.

وزير الخارجية يتوجه إلى أنقرة للمشاركة فى مراسم تنصيب الرئيس التركىاليوم  السبت، 3 يونيو 2023 08:37 صـ منذ 29 دقيقة
سامح شكري وزير الخارجية

خطة لمعالجة الأزمة السودانية

يأتي ذلك في إطار مسار قمة دول جوار السودان، وتنفيذاً للبيان الصادر عن الاجتماع الوزارى الأول بندجامينا فى 7 أغسطس الماضي.

وأكد الاجتماع على اعتماد خارطة الطريق التي تمت بلورتها خلال اجتماع ندجامينا والتوافق على تنفيذ بنودها من خلال تضافر جهود دول جوار السودان لاتخاذ إجراءات مُحددة تشمل الأبعاد السياسية والأمنية والإنسانية للتعامل مع الأزمة الراهنة، وضمان استقرار واحترام سيادة السودان.

واستعرض الاجتماع جهود دول جوار السودان لتسوية الأزمة، واتصالاتهم بمختلف الأطراف السودانية، والتنسيق القائم بين دول جوار والآليات الأخرى التي تتناول الأزمة في السودان، كما تم التشاور وتبادل الرؤى حول أولويات التحرك خلال المرحلة القادمة، والاتفاق على اتخاذ تدابير عملية للتوصل لوقف إطلاق نار مُستدام في السودان، وشحذ الجهود الدولية للاستجابة للوضع الإنساني، بما فى ذلك توفير الدعم المطلوب لدول الجوار التي تستضيف أعداداً كبيرةً ومتزايدة من السودانيين.

واتفق وزراء الخارجية على استمرار التنسيق والتواصل، وعقد الاجتماع الوزاري الثالث لوزراء خارجية دول جوار السودان فى القاهرة في تاريخ قريب يتم الاتفاق عليه من خلال القنوات الدبلوماسية لتقييم ما تم إنجازه في سبيل تنفيذ بنود خارطة الطريق.

كان سامح شكري وزير الخارجية التقى "مارتن جريفيث" وكيل سكرتير عام الأمم المتحدة للشئون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، وذلك على هامش المشاركة في اجتماعات الشق رفيع المستوى للدورة 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة حالياً بمدينة نيويورك.

وأشار السفير أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي ومدير إدارة الدبلوماسية العامة بوزارة الخارجية، إلى أن وزير الخارجية استهل اللقاء بتأكيد تثمين مصر للدور الذي يقوم به وكيل السكرتير العام ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية OCHA في تعزيز الاستجابة الإنسانية العاجلة في مختلف مناطق الأزمات.

وأشاد بوتيرة اللقاءات والتنسيق المستمر بين الجانبين حول تطورات الأزمات الإنسانية في المنطقة، وكان أخرها لقاءهما في جنيف في مايو الماضي، كما أكد الوزير سامح شكري حرص مصر على مواصلة دعمها لجهود المكتب، خاصة مع ما يشهده العالم من تصاعد للأزمات إقليمياً ودولياً.

ومن جانبه، أشاد وكيل السكرتير العام بالاستجابة الإنسانية العاجلة من قبل مصر تجاه المناطق المنكوبة في الشرق الليبي عقب الإعصار المدمر "دانيال"، معرباً عن تطلعه لتعزيز التعاون مع مصر لتيسير إتاحة الاحتياجات الإنسانية ونفاذها إلى مناطق الأزمات بالمنطقة.

لرد الأوضاع للمسار الصحيح.. خطة مصرية عاجلة لمعالجة الأزمة السودانية

وكشف السفير أبو زيد، أن الأزمة السودانية وانعكاساتها على الوضع الإنساني في السودان ودول الجوار استحوذت على حيز كبير من المحادثات، حيث حرص وزير الخارجية على استعراض الجهود المصرية لتوفير المساعدات الإنسانية للأشقاء السودانيين منذ بداية الأزمة، والترحيب باستقبالهم في مصر وتلبية احتياجاتهم الإنسانية والغذائية والصحية، منوهاً إلى استقبال مصر لأكثر من 300 ألف سوداني منذ اندلاع الأزمة، علاوة عن استضافتها لأكثر من 9 ملايين مهاجر ولاجئ من نحو 58 دولة. 

كما حرص الوزير شكري على اطلاع "جريفيث" على جهود مصر للتوصل إلى حل للأزمة ونتائج اجتماعات آلية دول جوار السودان، وهو ما كان محل تقدير وكيل السكرتير العام. وأشاد "جريفيث" بمساعي مصر الحثيثة لحل للأزمة والحفاظ على وحدة وسلامة السودان ومقدرات شعبه، فضلاً عن التزام مصر بتوفير الدعم الإنساني للشعب السوداني على الرغم من التحديات الاقتصادية المرتبطة بالوضع الاقتصادي العالمي واستقبال تلك الأعداد الكبيرة من اللاجئين.

وزير الخارجية يطالب بتضافر الجهود الدولية لسد الفجوات التمويلية ووفاء الدول  بتعهداتها المالية حول التعامل مع التداعيات الإنسانية للأزمة في السودان –  صوت العرب نيوز
سامح شكري وزير الخارجية

حشد الدعم الدولي

وأضاف المتحدث باسم الخارجية، بأن اللقاء أكد أهمية حشد الدعم الدولي لتلبية الاحتياجات الغذائية والصحية والتنموية والنفسية للوافدين من السودان في دول الجوار، أخذاً في الاعتبار استمرار تزايد تدفقات الوافدين من اللاجئين والمهاجرين في ضوء استمرار التصعيد في الأراضي السودانية وما تعانيه العديد من دول المنطقة من أزمات طويلة المدى. 

كما أكد شكري أهمية بذل المكتب الجهود اللازمة لمتابعة ما تم الاتفاق عليه خلال المؤتمر الوزاري لدعم الاستجابة الإنسانية في السودان والمنطقة الذي عقد في يونيو الماضي، وضمان وفاء الدول بتعهداتها المالية التي تم الإعلان عنها خلال المؤتمر والتي بلغت 1.5 مليار دولار، مشيراً إلى أنه لم يتوفر سوى 761 مليون دولار أي ما يعادل 29% من هذه الاحتياجات، على الرغم من التقديرات الأممية إلى حاجة السودان إلى 2.6 مليار دولار.

واختتم المتحدث الرسمي تصريحاته، بأن اللقاء تناول أيضاً الوضع فى سوريا وكيفية توفير الاستجابة الإنسانية للاجئين السوريين، حيث استعرض وزير الخارجية محصلة المناقشات التي جرت خلال اجتماعات لجنة الاتصال العربية الخاصة بسوريا مؤخراً، والجهود المبذولة من أجل توفير بيئة مواتية لعودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم.

فيما استعرض وزير الخارجية سامح شكري خلال لقائه مع وزير الخارجية والتعاون الدولي لجمهورية سيراليون "تيموثي موسى كابا"، التطورات الراهنة في السودان والشواغل المصرية إزاء التداعيات السلبية للأزمة على الإقليم لاسيما دول الجوار، ومخرجات الاجتماع الوزاري لدول الجوار في ندجامينا، والذي شهد صياغة خطة عمل جاري الانتهاء من اعتمادها على مستوى رؤساء الدول والحكومات، مشددا على أهمية بذل كافة الجهود الممكنة لوقف التصعيد والتوصل إلى اتفاق مستدام لوقف إطلاق النار حقناً للدماء وحفاظاً على مقدرات الشعب السوداني والدولة السودانية ومؤسساتها.

وأكد وزير الخارجية على موقف مصر الثابت الداعي لاحترام سيادة السودان وسلامة أراضيه وعدم التدخل في شئونه الداخلية، والتحذير من أن أي تدخلات خارجية قد تتسبب في تأجيج الصراع وإطالة أمد الأزمة الراهنة.

وفي هذا السياق، قال أستاذ العلوم السياسية، الدكتور طارق فهمي، مصر حاضرة بقوة منذ البداية في ظل الأزمة السودانية، لافتًا إلى جهود الرئيس السيسي لتهدئة الوضع وإيجاد حل منذ بداية الأزمة.

وأضاف فهمي في تصريحات لـ “صدى البلد”، إن مصر تتحرك بخطى ثابتة وواثقة في مؤتمر الجوار، مشيرًا إلى أن القاهرة تبذل جهدا شاملا يُبرز مدى اهتمام مصر بتلك الأزمة وبالرغبة في التهدئة وحلحلة الأمور، متابعاً أن مصر حاضرة في مؤتمر دول الجوار وتتحرك في ثوابت متعددة وما تقدمه هو الحل الأشمل والأوقع لأن الأزمة في الأصل سياسية وليست إنسانية.

وأشار فهمي، إلى أن السودان يمثل عمقًا استراتيجيًا لمصر، مؤكدًا حرص مصر على أمن واستقرار السودان، مضيفًا أن مكانة مصر بالنسبة للسودان، ودورها الإقليمي الراعي لمؤتمر دول الجوار، يُمليان على طرفي النزاع الاستجابة لوضع حد للكارثة.