الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المقاومة الفلسطينية تحرج إسرائيل.. وتحركات مصرية لإنقاذ سكان غزة والعالم يصم أذنيه|تقرير

سامح شكري
سامح شكري

وسط صمت عالمي مطبق تجاه جرائم إسرائيل بحق الشعب العربي الفلسطيني في قطاع غزة وباقي المدن والبلدات الفلسطينية، يتصاعد الصراع بين حركات المقاومة ودولة الاحتلال بدرجة كبيرة بعد عملية طوفان الأقصى، التي نفذتها الفصائل الفلسطينية المختلفة مطلع الأسبوع الجاري، ونتج عنها خسائر فجة في صفوف الإسرائيليين.

ويشهد قطاع غزة عملية تفريغ ممنهجة وضربات دامية منذ خمسة أيام ينفذها جيش الاحتلال ردا على عملية طوفان الأقصى التي قامت بها حركة المقاومة الإسلامية حماس والفصائل الفلسطينية المختلفة داخل إسرائيل ونتج عنها خسائر فادحة في صفوف قوات الاحتلال.

وتعد مصر من أكثر الدول مساندة للقضية الفلسطينية، وموقفها ثابت ولن يتغير بمرور الزمن، حيث أن الدولة المصرية تتبني دائما مبدأ السلام وإقرار حقوق الشعب الفلسطيني، وتجري مصر اتصالات مكثفة إقليميا ودوليا لوقف حالة الحرب حقنا للدماء ومنعا لتصاعد الموقف وخروجه عن السيطرة، حفاظا على الأرواح وعدم تصاعد الأمور.

عائلات نازحة بقطاع غزة

واستقبل سامح شكري، وزير الخارجية ، اليوم الأربعاء، تور وينسلاند منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، وفيليب لازاريني المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وذلك في إطار متابعة تطورات وتداعيات التصعيد العسكري بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، والعمليات العسكرية ضد قطاع غزة وتداعياتها الإنسانية الخطيرة وصرح بذلك السفير أحمد أبو زيد ، المتحدث الرسمي ومدير إدارة الدبلوماسية العامة لوزارة الخارجية.

وكشف المتحدث باسم الخارجية، أن مناقشات الوزير شكري مع المسئوليّن الأمميين تركزت على تبادل الرؤى والتقييمات تجاه سبل التخفيف من وطأة المعاناة الإنسانية التي يتعرض لها أبناء الشعب الفلسطيني تحت نيران القصف الإسرائيلي العنيف والمستمر، حيث توافقت الرؤى حول ضرورة تجنيب المدنيين من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي التعرض لمخاطر التصعيد العسكري القائم، سواء داخل قطاع غزة أو في محيطه.

وقد أكد الوزير شكري في هذا الإطار، على الدعم المصري الكامل للأجهزة الأممية المعنية للاضطلاع بدورها الهام في ضمان انتظام الخدمات الحيوية ووصول المواد الإغاثية لأهالي قطاع غزة، محذراً من مغبة التوسع في تنفيذ سياسات العقاب الجماعي والتجويع والحصار بالمخالفة لأحكام القانون الدولي الإنساني، لما لذلك من آثار وخيمة على تدهور الأوضاع الإنسانية للمدنيين.

كما أعرب وزير الخارجية عن قلق مصر البالغ تجاه القصف الذي أصاب مدرسة تابعة للأونروا تأوي عائلات نازحة في قطاع غزة، حيث اتفق المشاركون في اللقاء على ضرورة احترام الوضعية الخاصة لمقرات ومرافق وكالة الأونروا في القطاع باعتبارها محورية لتقديم الخدمات الأساسية للفلسطينيين، وتوفر ملاذاً آمناً للمدنيين في مثل تلك الظروف الصعبة.

واختتم السفير أبو زيد تصريحاته، مبرزا حرص وزير الخارجية على تأكيد موقف مصر الثابت والراسخ تجاه ركائز حل وتسوية القضية الفلسطينية، حيث لفت الانتباه إلى أن مصر سبق وأن أكدت على مخاطر غياب أفق الحل وتزايد حدة الاحتقان لدى الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن الحل الشامل والعادل للقضية الفلسطينية هو الضمانة الوحيدة لتحقيق السلام والتعايش السلمي بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وفقاً لحل الدولتين.

وفي إطار المشاورات المستمرة لوزير الخارجية لتنسيق جهود احتواء التصعيد الخطير القائم في قطاع غزة ومحيطه، تلقى شكري اتصالات هاتفية، الثلاثاء، من جيورجوس جيرابيتريسيس وزير خارجية جمهورية اليونان، ونبيل عمَّار وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، وحسين أمير عبداللهيان وزير خارجية إيران، وآخرين.

وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية، أن مناقشات الوزير شكري مع نظرائه تركزت على بحث السبل الكفيلة لاحتواء التصعيد في قطاع غزة ومحيطه في ظل تزايد وتيرة العنف والعمليات العسكرية ضد القطاع، وما ينطوي عليه الأمر من تبعات على تردي الأوضاع الإنسانية والأمنية لأبناء الشعب الفلسطيني في القطاع.

دور مصر في دعم الأشقاء

وأكد الوزير شكري في هذا السياق أهمية تنسيق جهود الأطراف الإقليمية والدولية لحث الأطراف على الوقف الفوري للتصعيد باعتباره الأولوية في الوقت الراهن حقنا لدماء الشعب الفلسطيني، والمدنيين من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، والنأي كذلك عن استهدافهم وتجنيبهم المزيد من المعاناة الإنسانية الناجمة عن المواجهات المسلحة.

ويقول الدكتور طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، إن دور مصر في دعم الأشقاء فاعل وقدر محتوم ويشهد به القاصي والداني والصديق والعدو، فمصر لم يعد لها أعداء بفضل سياسات الرئيس السيسي. 

وأضاف البرديسي - خلال تصريحات لـ"صدى البلد": "الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ثمنا جهود مصر وكذلك الرئيس الفلسطيني وكل العالم عرف قدر مصر وريادة ما تقوم به مع خلافاتها الفكرية مع الجهاد وحماس إلا أن الدولة المصرية تتسامى فوق ذلك وتقوم بما تدرك أنه واجب ومسئولية".

وأشار البرديسي، إلى أن الدور المصري الذي جعل چو بايدن يشكر الرئيس السيسي وكبار القيادات الأمنية خلال التصعيد الأخير بين حماس وإسرائيل 2021، بعيداً عن المزايدات لا تستطيع دولة في العالم أن تنكره أو تقوم به، فالدولة المصرية مدركةً التزاماتها التاريخية والسياسية وثقلها الحضاري والإنساني.

وساهم الدور المصري فى وقف إطلاق النار في قطاع غزة عام 2021، والهدوء عاد حينها - لقطاع غزة، وحركة الجهاد الإسلامية شكرت حينها-  الرئيس السيسي بعد نجاح الوساطة المصرية لوقف إطلاق النار والعدوان الإسرائيلي وعودة الحياة إلى طبيعتها في غزة.

وكان هناك ترحيب بدور مصر لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وقد انتصرت إرادة الدولة المصرية لصالح الشعب الفلسطيني في وقف العدوان، حيث ساهمت مصر بـ 500 مليون دولار في 2021، من أجل إعادة إعمار قطاع غزة، والشعب الفلسطيني يرى مصر هي الضامن الوحيد له، في ظل ما تشهده الأراضي المحتلة في الوقت الحالي، ودائما مصر لها دورا تاريخيا في حماية فلسطين. 

ومن جانبه،  أكد الرئيس السيسي أن مصر تتابع باهتمام تطورات الأوضاع في المنطقة، وعلى الساحة الفلسطينية.. مشددا على أن التصعيد الحالي خطير للغاية وله تداعيات قد تطال أمن واستقرار المنطقة.

عدد القتلى والمصابين بغزة 

وقال الرئيس السيسي، في تصريحات له الثلاثاء، إن مصر تكثف اتصالاتها على جميع المستويات لوقف جولة المواجهات العسكرية الحالية، حقنا لدماء الشعب الفلسطيني، وحماية المدنيين من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

وقال الرئيس السيسي: "مصر تؤكد أن السلام العادل والشامل، القائم على حل الدولتين، هو السبيل لتحقيق الأمن الحقيقي والمستدام للشعب الفلسطيني، وأن مصر لا تتخلى عن التزاماتها تجاه القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية".

وأعرب الرئيس السيسي عن أمل مصر في التوصل لحل وتسوية للقضية الفلسطينية عن طريق المفاوضات التي تفضي إلى السلام العادل وإقامة الدولة الفلسطينية.. مشددا على أن مصر لن تسمح بتصفية القضية على حساب أطراف أخرى.

وتابع: "إننا نتواصل مع جميع القوى الدولية وجميع الأطراف الإقليمية المؤثرة من أجل التوصل لوقف فوري للعنف، وتحقيق تهدئة تحقن دماء المدنيين من الجانبين".

وشدد الرئيس السيسي على أن أمن مصر القومي مسئوليته الأولى.. وقال: "لا تهاون أو تفريط في أمن مصر القومي تحت أي ظرف، وأن الشعب المصري يجب أن يكون واعيا بتعقيدات الموقف ومدركا لحجم التهديد".

والجدير بالذكر، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي، تواصل قصفها العنيف على قطاع غزة منذ السبت الماضي، بعد أن نفذت الفصائل عملية "طوفان الأقصى"، وتسببت في وقوع مئات من القتلى والمصابين.

واستشهد عدد من المواطنين وأصيب آخرون، مساء أمس الثلاثاء، في غارات شنها الطيران الحربي الإسرائيلي، على منازل في مناطق مختلفة من قطاع غزة، خلال العدوان المتواصل لليوم الخامس على التوالي.